تعليق صحفي
فلسطين مرجعيتها الإسلام لا خطابات الاستجداء يا حكومة السلطة!
لم يسجل خطاب رئيس السلطة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أي جديد، وبدا عباس متمسكاً بمنطق التوسل والاستجداء الذي يبدو أنه لا يجيد غيره، ورغم مطالبة المجلس الوطني له بوقف المفاوضات مع يهود وسحب الاعتراف بكيانهم ووقف التنسيق الأمني، ومطالبة معظم الفصائل له بالتحلل من اتفاق أسلو وما ترتب عليه من استحقاقات سياسية، إلا أنه تنكب لكل تلك القرارات والمطالبات، وأعلن أنه مستعد للمفاوضات مع يهود سراً وعلانية، كما وأكد التزامه بالعملية السياسية العبثية التي وخلال ربع قرن من الزمان لم تحقق شيئاً يذكر لصالح أهل فلسطين، بل فرطت وتنازلت عن كل ما يمكن أن يسمى حق من حقوق أهل فلسطين، وهو ما جرأ كيان يهود على المطالبة بالمزيد مستنداً إلى دعم مطلق بنسبة مائة في المائة من الإدارة الأمريكية بحسب تصريحات ترامب.
ورغم أن كل المراقبين والمتابعين لذلك الخطاب يكاد يجزم أنه خطاب استجدائي، ولا يرقى إلى ما تمر به قضية فلسطين، ولا إلى مستوى التضحيات التي يقدمها أهل فلسطين يومياً، دعت حكومة الحمد الله إلى اعتماد ذلك الخطاب وثيقة ومرجعية لأي عملية سياسية، لتؤكد انفصالها عن أهل فلسطين، وتنكرها لحقوقهم، وعدم أهليتها في تمثيلهم وتحمل مسؤولية قيادتهم، ولتؤكد واقع السلطة بأنها أداة استعمارية تعمل على تنفيذ أجندة القوى الدولية الاستعمارية ومساعيها في تصفية قضية فلسطين.
فلسطين يا سادة هي أرض إسلامية، ومرجعية الحل لقضيتها تستند إلى كتاب الله "وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ"، واستراتيجية هذا الحل تقوم على "وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا "، وأما تنفيذه فبإعادة فلسطين إلى أمانة الأمة الإسلامية والقيام بواجبها بتحريك جيوشها لتحرير فلسطين ومسجدها الأقصى، وإنهاء وجود كيان يهود تماماً، وقطع الطريق على أي من تلك القوى الاستعمارية الطامعة في بلاد المسلمين وفي مقدمتها الأرض المباركة.
28-9-2018