تعليق صحفي

فلسطين ليست مسرحاً للرقص والسيرك بل أرض الرباط ومسرى رسول الله

رام الله- معا- ينطلق مهرجان سيرك فلسطين هذا العام تحت عنوان "متحدون للحرية"، في 27 أيلول الجاري، ويستمر حتى 6 تشرين أول المقبل، مستضيفاً فرق سيرك محلية وأخرى دولية من فرنسا، وبريطانيا، وتشيلي، والأرجنتين، في 12 عرضاً يتجولون في 32 موقعاً في أنحاء فلسطين؛ في القدس، ورام الله، والبيرة، ونابلس، والخليل، وبيت لحم، وجنين، وطولكرم، وبيرزيت، وغزة، ومخيمات اللاجئين، وعمان.

وتنظم مدرسة سيرك فلسطين مهرجان السيرك "متحدون للحرية" بالشراكة مع مدرسة سيرك نابلس، بدعم من الاتحاد الأوروبي، والتعاون الإنمائي السويدي في فلسطين، ومؤسسة "دروسوس" السويسرية، وبرعاية رئيسية من "جوال"، وإعلامية من شبكة راية الإذاعية، وإعلانية من شركة سكاي للدعاية والعلاقات العامة، إضافة إلى التنسيق والتعاون مع العديد من الشركاء المحليين والدوليين.

هي حرب من الكافرين المستعمرين على المسلمين في دينهم وقيمهم وأخلاقهم، أدواتها الأنظمة والجمعيات والمؤسسات ذات الأجندات الغربية، وهي تتكامل مع حروب المستعمرين السياسية والعسكرية، حيث يحتل هؤلاء حواضر المسلمين وينهبون خيراتهم ويستبيحون دماءهم ومقدساتهم وحرماتهم.

إن هذا النشاط المشبوه، هو نشاط ثقافي –كما يسميه القائمون عليه- وليس مجرد عرض ترفيهي، فهدفه تغيير المفاهيم وكسر الحواجز بين الرجال والنساء واشغال الناس بتوافه الأمور عن معاليها في وقت تتعرض فيه قضية فلسطين لمؤامرات سياسية خبيثة.

إن السلطة، الفاشلة سياسياً والتي جلبت العار والدمار على فلسطين وأهلها، ترعى مثل هذه النشاطات وتوفر لها الحماية والدعم المعنوي والمادي، وهي بذلك وكيلة للمستعمرين الذين يسهرون على إفساد أهل فلسطين وينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله، ولكم أن تدققوا في كل نشاط من هذه الأنشطة لتجدوا دوماً أن الدول "المانحة" الغربية هي الداعمة والممولة لكل هذه النشاطات.

إن هذه النشاطات تأتي في سياق حملة مسعورة متعددة الشعاب ترمي لإفساد أهل فلسطين ونزع ثوب العفة والحياء عنهم ودفعهم إلى اقتحام المحظورات والوقوع في الفحشاء والمنكر حتى يخرّج المستعمرون من أبنائنا جيلاً لا يرى بأساً في ترك دينه والتفريط بمقدساته وأخلاقه وعرضه، جيلاً يرى الغرب القدوة والأسوة والنموذج الذي يحتذى به، جيلاً يرى التبعية فخراً والعبودية للمستعمر تقدماً وازدهاراً، وإذا كان ذلك سهل على الكافرين تمرير مخططاتهم وسهل عليهم هدم الأقصى وابتلاع كل فلسطين وفرض صفقاتهم.

إن فلسطين تترقب جحافل الجيوش لتخلصها من براثن المحتلين الذين يحتلون ثراها ويدنسون أقصاها ويعيثون فيها الفساد، ولا تترقب سيركاً يتطاير فيه الرجال والنساء وتُكشف فيه العورات ويُهتك فيه ثوب الستر والحياء.

إن مكانة فلسطين كانت بالإسلام فقط، وكل من يسعى لإبعاد الناس عن إسلامهم هو متآمر على فلسطين وأهلها فوق كونه محارباً لله ولرسوله، فالداعي إلى التحلل من أحكام الدين باسم الحرية الكاذبة هو داع للتخلي عن مسرى رسول الله مهما كان زعمه، ومن التزم بالإسلام ووقف عند حدوده حتما لن يفرط بذرة من الأرض التي باركها الله في كتابه.

إن الواجب يحتم على أهل فلسطين رفض هذه النشاطات الإفسادية والإنكار على السلطة التي تفتح الأبواب على مصراعيها أمام تجار الأعراض الذين يسعون بين أهل فلسطين بالفساد، وليرفعوا صوتهم عاليا أن مسرى رسول الله ليس مرتعاً للرقص ولا للعب بل هو بوابة السماء ومسرى النبي حيث أمّ الأنبياء.

26/9/2018