تعليق صحفي
الاستيطان والتوطين سلاحان لتصفية قضية فلسطين في ظل غياب المحررين
القدس العربي: "حينما وقّع الفلسطينيون وكيان يهود على اتفاق أوسلو في عام 1993، كان عدد المستوطنين في الأراضي الفلسطينية نحو 253 ألفاً، ولكن بعد مرور 25 عاماً على هذا الاتفاق، فإن عدد هؤلاء المستوطنين بات يزيد عن 670 ألفاً.
ويُقيم المستوطنون اليهود، في 127 مستوطنة، و116 بؤرة استيطانية عشوائية (غير مرخصة) في الضفة الغربية، و15 مستوطنة مقامة على أراضي مدينة القدس الشرقية المحتلة، بحسب خليل التفكجي، مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية (غير حكومية)."
تأتي هذه الإحصائيات في الذكرى الـ 25 على توقيع اتفاق أوسلو المشئوم، بين منظمة التحرير الفلسطينية وكيان يهود، وفي وقت انتقلت فيه السياسة الخارجية الأمريكية من موقع التضليل إلى الدعم الفج والصريح للاستيطان، فإلى وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مطلع العام الماضي 2017، كان الاستيطان بالنسبة للإدارات الأمريكية "عقبة في طريق السلام " ولطالما طلبت من كيان يهود وقفه من باب الحرص على كيان يهود وأمنه في ظل خطة استعمارية تضمن ذلك، عبر ما يسمى حل الدولتين، الذي كانت أمريكا تعتبر أن الاستيطان يفرغه من مضمونه.
ولكن الإدارة الأمريكية الحالية غضت الطرف عن النشاط الاستيطاني لكيان يهود في فلسطين، بل إن السفير الأمريكي الحالي في كيان يهود ديفيد فريدمان اعتبر في سبتمبر/أيلول 2017 أن "المستوطنات جزء من كيان يهود".
وفي إبريل/نيسان 2018، أوقفت وزارة الخارجية الأمريكية استخدام تعبير "الأراضي المحتلة"، في إشارة إلى الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة.
وعلى الجانب الآخر ألمح وزير المواصلات والشؤون الاستخبارية في كيان يهود والذي يدعى يسرائيل كاتس إلى أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعكف على صياغة مخطط يهدف إلى توطين اللاجئين الفلسطينيين في أماكن وجودهم.
وغرد كاتس على حسابه الخاص في موقع تويتر في ساعة متأخرة أن المخطط يستهدف اللاجئين الفلسطينيين في كل من الأردن ولبنان وسوريا والعراق، وأعلن ترحيبه بما وصفها بأنها مبادرة الرئيس ترامب لتوطين اللاجئين الفلسطينيين في هذه الدول.
ويأتي ما كتبه الوزير كاتس -وهو عضو في الطاقم الوزاري الأمني السياسي المصغر- في الوقت الذي تسعى فيه الإدارة الأميركية وبدعم من مستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر وأعضاء كونغرس مناصرين لكيان يهود إلى إنهاء وضعية لاجئ لملايين الفلسطينيين من خلال تعطيل عمل ودور وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا.(
وهنا تكتمل الصورة لتعبر عن الأهداف التي يسعى لها كيان يهود وداعموه من المستعمرين المجرمين، الساعين لتصفية قضية فلسطين عمليا بإحلال المستوطنين في كل بقعة يستطيعون الوصول إليها وبناء مستوطنات جديدة وتوسعة القديمة حتى أصبحت مدنا كبيرة، ومنع عودة أهل فلسطين المهجرين لبلادهم وأرضهم التي أخرجوا منها بسياسة التوطين ومحاربة فكرة العودة في أذهان من خرج منهم وأحفادهم، حتى يستقر كيان يهود في الأرض المباركة دون تهديد من أهل فلسطين الذين لم ينسوا ولم ينس أحفادهم من بعدهم بلادهم التي هجروا منها.
إن خطط المستعمرين لتصفية قضية الأرض المباركة لم تنته يوما وقد دخلت مرحلة جديدة متسارعة في محاولة يائسة لتثبيت أركان كيان يهود وتصفية كل ما يمكن أن يشكل خطرا عليه، والأنظمة الحاكمة في العالم الإسلامي تعتبر شريكة في تلك المؤامرة على الأرض المباركة منذ أنشأها الاستعمار القديم إلى اليوم، فهي أدوات بيد المستعمرين تنفذ خططه دون نقاش أو اعتراض فهو من اصطنعها وهو من يحفظ عروشها.
فالاستيطان استمر على أعين تلك الأنظمة ولم تحرك ساكنا، بل إنها لم تجد غضاضة في وجود كيان يهود على الأرض المباركة أصلا!!، فكيان يهود كله مستوطنة كبرى قامت على الأرض المباركة لا فرق فيها بين مستوطنة أقيمت في عكا ويافا وحيفا أو في الخليل وبئر السبع والجولان، وقيام كيان يهود لم يجابه من تلك الأنظمة إلا بما ضمن إضفاء الشرعية عليه عبر خطط المستعمرين في حل الدولتين واقتسام الأرض المباركة بين أهلها ومغتصبيها ...اقتسام يعطي الشرعية وجل الأرض المباركة للمغتصب وكنتونات أقرب للسجون ببوابات لأهلها!!
إن الحل لقضية فلسطين حل شرعي يقضى باستعادة الأرض المباركة كاملة بجيوش جرارة تقتلع كيان يهود مرة واحدة وللأبد، وتعيد الأرض المباركة ومسرى الرسول عليه الصلاة والسلام إلى أحضان الأمة الإسلامية، جيوش تحررت من التبعية للغرب وانحازت لدينها وأمتها وأقامت دولة الإسلام ...دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
فالحل الشرعي للأرض المباركة الذي تتعلق به أمة الإسلام وأهل فلسطين لن تفرضه أنظمة وكيانات وهمية أوجدها المستعمرون الغربيون لتكون خنجرا مسموما في ظهر الأمة التي آن لها أن تتخلص من ذلك الخنجر المسموم وتشهر سلاحها البتار الذي يهدم كل المستوطنات الخبيثة ويقتلع كل المستعمرين من بلادنا ...آن لها أن تشهر سلاح الجهاد في ظل إمام عادل يتقى به ويقاتل من ورائه، فهو سلاح ما هزمت أمة محمد صلى الله عليه وسلم يوما إذا ما استعملته.
15-9-2018