تعليق صحفي
أمريكا لا تنفق أموالها لأجل أهل فلسطين بل حفظاً لأمن المحتلين!
أكدت وزارة الخارجية الأميركية لمكتب صحيفة القدس في واشنطن أنّها أفرجت عن أموال مخصصة لدعم الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية،وكانت محطة "الراديو الوطني العام-إن.بي.آر" قد كشفت في تقرير لها أن الوزارة أفرجت الأسبوع الماضي عن عشرات الملايين من الدولارات المخصصة للأجهزة الأمنية الفلسطينية وذلك بحسب وزارة الخارجية "لتعزيز التنسيق الأمني الفلسطيني الإسرائيلي".
يأتي هذا الخبر في الوقت الذي تحجب فيه أمريكا أموال المساعدات "الانسانية" المخصصة لوكالة الغوث الاونروا.
لقد بات من الواضح لأهل فلسطين أن المساعدات التي تقدمها الدول الغربية الاستعمارية للسلطة هي ثمن للخيانة ولضمان حماية يهود ومحاربة أهل فلسطين، ولأن تأسيس السلطة جاء لتصفية قضية فلسطين ضمن مخططات المستعمرين والسهر على حماية أمن يهود فإن هذه المساعدات تبقى مستمرة طالما أن السلطة موجودة للقيام بوظيفتها، وهذا ما تؤكده تصريحات وزارة الخارجية والمسؤولين فيها حيث ورد في تصريحات مسؤول رفيع في وزارة الخارجية لصحيفة القدس"تدعم هذه المساعدة التعاون الأمني للسلطة الفلسطينية مع إسرائيل، التعاون الذي ما زال سارياً بالرغم من التوترات الأخيرة"وأضاف"تستمر الإدارة في مراجعة مساعداتنا للفلسطينيين للتأكد من أنها تلبي مصالح أمننا القومي، وتحقق أهداف سياستنا، وتوفر القيمة لدافعي الضرائب في الولايات المتحدة" أي أن هذه المساعدات ليست لسواد عيون السلطة وإنما هي لتحقيق أهداف سياسية خبيثة ولحماية المصالح القومية للولايات المتحدة وعلى رأسها الحفاظ على أمن ربيبتها كيان يهود.
ولذلك فإن إجراءات الإدارةالأمريكية الأخيرة ضد السلطة، لرفضها صفقة القرن وتمسكها بمشروع الدولتين القاضي بالتنازل عن جل الأرض المباركة لكيان يهود مقابل دولة هزيلة منقوصة السيادة على ما يبقى من الأرض،كانت للضغط على السلطة للسير وفق الإرادةالأمريكيةدون المساس بوظيفة السلطة الرئيسية والتأثير على تنسيقهاالأمني مع كيان يهود المحتل، وكذلك الحال فإن السلطة رغم الصفعة الأمريكية الأخيرة باعتبارهاالقدس عاصمة أبديةلكيان يهود والبدء في تصفية قضية اللاجئين وتلميحها بإمكانية تحديث وتعديل (مشروع الدولتين) لصالح كيان يهود وانحيازهاالمطلق له دون مراعاة لما قدمته السلطة على مر الأعوام السابقة من خيانات وتنازلات وخدمات للولايات المتحدة وربيبتها مقابل وعود آثمة بمشروع لا يقل خيانةً وتفريطاً في حق الأرض المباركة وأمة الإسلام،رغم كل ذلك إلا أن التنسيق الأمني مع كيان يهود لم يتوقف، كيف لا وهو العمود الفقري للسلطة وعليه تعتاش ولأجله تضحي ومن أجله وجدت.
إن خيانة السلطة والأنظمة المحيطة بالأرض المباركة بلغت مبلغا كبيراً فأصبح التنسيق والتعاون مع كيان يهود علنيا بل أصبحت الدعوة إلى التحالف مع من أجرموا بحق أهل فلسطين وأمةالإسلام ومقدساتها واجبا وطنيا وضرورة ملحة، تارة لإقامة دولة هزيلة منقوصة السيادة، وتارة أخرى للوقوف في وجه (المد الشيعي) دون أن تقيم هذه السلطة وتلك الأنظمة قيمة لعقول المسلمين التي لا تنطلي عليها هذه الخزعبلات، ودون مراعاة لمشاعر المسلمين وتشوقهم لنصرة أهل فلسطين ونقمتهم على اليهود الغاصبين.
إن هذا الواقع بات يستدعي أكثر من أي وقت مضى تحركا فوريا من أهل القوة للقضاء على تلك الأنظمة والقضاء على ظلها (كيان يهود) وتحرير الأرض المباركة ودخول المسجد الأقصى مهللين مكبرين.
(وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ *بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)