تعليق صحفي

فلسطين تنتظر جيوشكم لا موائد إفطاركم أيها المسلمون!!

على طول أيام شهر رمضان المبارك تشهد فلسطين، وبخاصة قطاع غزة حركة نشطة للجمعيات الخيرية بكافة عناوينها ومسمياتها، وهم يسابقون الزمن خلال الشهر الكريم، لإتمام مشاريعهم وفعالياتهم الخيرية، وهذا إن دل فإنما يدل على خير عظيم يملأ قلوب أبناء أمتنا الإسلامية الكريمة، وهي جهود خيرية نسأل الله تعالى القبول لأبناء المسلمين ممن يساهم في رسم الابتسامة على الوجوه، ويمسح على الرؤوس، ويجبر الكسر، ويضمد الجراح.

معلومٌ أن هذه التحركات النشطة لتلك الجمعيات، والمؤسسات الخيرية ما كانت لتكون لولا ضوء أخضر من الأنظمة الحاكمة في بلدان العالم الإسلامي، التي تنطلق منها تلك الجمعيات لتقدم المساعدات الخيرية، والإغاثية لأهل فلسطين وبخاصة قطاع غزة، لذلك وجب على كل مسلم محب لفلسطين وللمسجد الأقصى، ويشعر بأخوة الإسلام والإيمان مع إخوانه في فلسطين، وجب عليه أن يعلم أنه ليس هكذا تورد الإبل؛

أولاً: إن المسلمين إخوة تربطهم رابطة العقيدة الإسلامية " المسلم أخو المسلم..."، وأهل فلسطين إخوة لكم، وليسوا أصدقاء حتى تقدم لهم المعونات تحت شعارات الصداقة.

ثانياً: ما كانت تلك الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين لتسمح بتلك التحركات إلا لأنها تدرك مدى ارتباط الأمة بفلسطين، وهي محاولة خبيثة، ومكشوفة لتنفيس مشاعر الغضب، والاحتقان التي تملأ قلوب المسلمين في كل أنحاء المعمورة، وهم يرون تغطرس كيان يهود، وإجرامهم بحق إخوانهم في فلسطين، واعتداءاتهم المتكررة على المسجد الأقصى، ما يجعل تلك الأنظمة تخشى من ردة فعل عارمة وثورة جامحة باتجاه إسقاطها، والتخلص منها، فاتخذت من تلك التحركات الخيرية وسيلة لامتصاص غضب الجماهير وتنفيس مشاعرهم.

ثالثاً: على المسلمين أن يدركوا أن أخوة الإسلام ومحبة فلسطين تقتضي منهم أن يسيروا في تحركاتهم وهم يرددون قول نبيهم صلى الله عليه وسلم " بل الدَّمَ الدَّم، والهَدْمَ الهَدْم، إنَّا منكم وأنتُم منِّي، أُحارِبُ مَن حاربتُم، وأُسالم من سالمتُم"، لا أن يكتفي المسلمون بتوفير المساعدات والمعونات.

رابعاً: فلسطين وأهلها أيها المسلمون ليسوا جوعى طعام وشراب، بل إنهم يتشوقون لحرية وكرامة، متعطشون ليوم تشرق فيه الشمس وقد طُهرت الأرض المباركة ومسجدها الأقصى من دنس يهود، جوعى لساعة عزٍ تزمجر فيها جحافل جند المسلمين في باحات المسجد الأقصى، ترتل قول الله تعالى (فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).

فلسطين وأهلها أيها المسلمون يحتاجون جيوشكم، وأرتال دباباتكم، وأسراب طائراتكم، لا موائد إفطاركم وسلال غذائكم، يريدون أن تكتمل فرحة صيامهم مع فرحة تحريرهم، وأن تختلط تكبيرات عيدهم بتكبيرات نصركم فلا يُدرى أيُ الفرحتين أكبر.

فيا جيوش المسلمين (ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) بذلك تنصروا إخوانكم، وترضون ربكم وتنالون عز الدنيا والآخرة.

9-6-2018