تعليق صحفي
لسان حال السلطة: تجوع غزة من خلالي ولا تشبع من غيري
رغم عشرات التقارير والمواقف الشعبية التي تكشف عن حجم معاناة أهل قطاع غزة، والتهديدات بحرب مدمرة على قطاع غزة، والتخوف الشعبي الذي يكاد يوصل الناس إلى حالة من الاحباط حول ما يدور من تفاصيل صفقة القرن وترحيل أهل غزة إلى سيناء بعد حرب مشردة لهم أسوة بما يحصل في بلاد المسلمين كاليمن والعراق وسوريا، فإن ذلك كله لم يخفف من النظرة العدائية التي تحملها السلطة لخصمها في قطاع غزة، ولم يحرك هذه السلطة لتخفيف الآثار التي يعيشها قطاع غزة.
بل جاءت تصريحات رئيس سلطة الطاقة في الأيام الماضية لتصب المزيد من الزيت على النار، حيث طالب حركة حماس بتحويل جباية الكهرباء كي يتسنى لسلطته مد غزة بالمزيد من الطاقة الكهربائية في ظل فصل الشتاء، وذلك كله بذريعة تمكين الحكومة من الجباية.
وبمجرد إعلان خبر مفاجئ عن نية نظام مصر فتح معبر رفح بصورة مفاجئة، وإعلان الامارات عن رصد 2 مليون دولار لصالح تزويد المستشفيات العاملة بالوقود لضمان عملها، انتقد أحد قادة السلطة وهو جبريل الرجوب مصر ودورها في المصالحة، وبعدها أعلن رئيس الحكومة رامي الحمد الله عن إدراج جزء من موظفي سلطة غزة إلى ميزانية العام الجاري، وبالطبع دون وعد حقيقي بدمجهم، وكأنه استدراك على توجه مصر.
كما وأرسلت مصر في طلب وفد من حركة حماس للتوجه للقاهرة، وهو الأمر الذي يحمل دلالات حول مطالب جديدة من قبل النظام المصري، ومحاولة لمنع أي طرف من استغلال توقف دوره في الأشهر الماضية، سواء أكانت السلطة التي تناكف مصر، أم قطر حليفة السلطة، والتي تدخلت من خلال أميرها وتبرعاته.
ان هذه السلطة التي تعلن عن رفض صفقة القرن، لم تعمل من أجل منعها عبر احتواء أهل قطاع غزة، وجعل المصالحة عنوانا لرفض هذه الصفقة المشؤومة، بل تزيد الضغوط على قطاع غزة، فتصطف في صف أمريكا وكيان يهود عبر تحطيم متطلبات الصمود.
وإن كان حاكم مصر الذي كان أول وأكثر من روج لمصطلح صفقة القرن، يعمل لسحب البساط من تحت أقدام تلك السلطة وإمضاء المصالحة فهلا أعلنت السلطة عن دعمها لقطاع غزة بدل تركه لمخططات حاكم مصر.
فكيف يمكن للسلطة رفض هذه الصفقة وهي شريك لأمريكا في تجويع قطاع غزة، وهي شريك للمحتل في حصار غزة.
أم أنها تسير وفق رؤية سياسية مجرمة كما هي حال سياسات السلطة تجاه فلسطين وأهلها عموما، وهي "على غزة أن تجوع من خلالي ولا تشبع من غيري".
10/2/2018