تعليق صحفي
تواطؤ السلطة والأنظمة جعل أمريكا قيّمة على منهاج التدريس!
أعلن مراقب الدولة الأمريكي اعتزامه فحص إمكانية وجود تحريض في المناهج الدراسية التابعة للسلطة الفلسطينية. فيما اعتبر السناتور الأمريكي جيمس ريش رئيس اللجنة الفرعية لشؤون مكافحة (الإرهاب) في الشرق الأوسط وآسيا، الذي كان توجه بطلب بهذا الخصوص لمراقب الدولة أن الولايات المتحدة تحول ملايين الدولارات للفلسطينيين، سواء بشكل مباشر أو من خلال وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وأضاف أن السلطة الفلسطينية كانت قد تعهدت منذ عشر سنوات بفحص الكتب المدرسية وإزالة ما يمكن اعتباره "تحريضا" ضمن المناهج التابعة لها. (وكالة معا)
إن مَثل أمريكا والدول الاستعمارية كمثل الشيطان كلما قاد المذنبَ لجرمٍ لم يكتف بل طلب منه المزيد وهوى به إلى وادٍ سحيق، فرغم ما قدمته السلطة من خدمات "جليلة" ليهود وأمريكا وعلمنتها لمناهج التعليم أكثر من ذي قبل إلا أنها لم تنل رضاهما بعد ولن تتمكن من ذلك حتى يفارقوا دينهم ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾.
إن هذا الخبر برهان آخر يضاف لمئات البراهين التي تثبت خطورة الأموال السياسية الملوثة، والتي يحلو للبعض أن يسميها بالدعم والدول المانحة! فهي تنفق فقط للصد عن سبيل الله وهي في حقيقتها أموال بخسة تدفع للسلطة لقاء تشويه عقول أبنائنا وتغيير فكرهم وثقافتهم وتنشئتهم على العلمانية الكافرة وعلى رؤية المحتلين المعتدين أصدقاء، ورؤية المقاومين والشهداء والداعين لعودة الإسلام وتحرير فلسطين بأنهم (إرهابيون)! ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ﴾.
كما يكذّب الخبر مزاعم اهتمام أمريكا، والغرب عموما، بالنواحي الإنسانية والإغاثية، فليس لدى هذه الدول قيمة للناحية الإنسانية ولا يهمها سوى مصالحها ومخططاتها ونشر ثقافتها الفاسدة التي يكتوي العالم بلظاها.
إن الأصل في مناهج التعليم أن تُخرّج شخصيات إسلامية فذة تأخذ بزمام أمتها في ساحات العلم والوغى وأن تسعى لرقيها وتميزها على مستوى الأمم، لكن السلطة ونظراءها من حكام المسلمين جعلوا من المدارس مرتعاً لنشر الثقافة الغربية وإنتاج الطفيليات التي تعيش على فتات الغرب وترى فيه وفي ثقافته البالية محل أسوة، وجعلوا من الأعداء الحاقدين مشرفين على تربية أبنائنا، لذا فقد وجب على الأمة أن ترفع صوتها عالياً في وجه هذه الأنظمة العميلة؛ أن كفوا أيديكم عن أبنائنا فهم فلذات أكبادنا لا سلعة تتاجرون بها في سوق النخاسة، وأن تسعى لإزالة هذه الأنظمة وإقامة خلافة راشدة على منهاج النبوة بدلا منها، خلافة تخرج أجيالاً أمثال أبي بكر والفاروق وأبي عبيدة، أجيالاً لا ترى في غير محمدٍ صلى الله عليه وسلم قدوةً وأسوة، أجيالاً تقود جحافل المسلمين لتحرير فلسطين واجتثاث كيان يهود، أجيالاً تحمل الإسلام وتجاهد في سبيل الله وتنشر الهدى والرحمة وتقضي على نفوذ المستعمرين وإفسادهم.