17 من جمادي الثاني 1430 هـ الرقم: ص / ب ن 14/009
الموافق: 10/6/2009 م
بيان صحفي حل قضية فلسطين بأيدي جيوش المسلمين وليس بوعود أوباما ولا خطط دايتون
نقلت وكالة معا عن (صحيفة معاريف "الإسرائيلية") ليوم الاثنين 8/6/2009، أن الجنرال الأمريكي كيت دايتون يستعد لطرح خطة جديدة تهدف إلى توسيع الأجهزة الأمنية العاملة في الضفة الغربية من 3 إلى 10 كتائب. وأنه كان قد توجه إلى واشنطن لطلب ميزانيات إضافية لأجهزة الأمن الفلسطينية لإجراء التدريبات اللازمة، ولتغطية عمليات التوسيع في صفوف أجهزة الأمن الفلسطينية. ونقلت عن ضابط كبير في جيش الاحتلال اليهودي أن "هذه الخطة من المتوقع أن تنتهي خلال العامين القادمين"، وأنها لن يكون لها "أي ضرر على أمن إسرائيل..ولن تقف هذه الأجهزة بوجه الجيش الإسرائيلي".
إن فداحة ما يجري لا يحتاج إلى توضيح، فهو صارخ في فضح مشروع السلطة الفلسطينية الذي ترعاه أمريكا كمشروع أمني لحماية الاحتلال. وتزداد الفداحة عندما يتم ربط ذلك التوسيع للأجهزة بهدف "زيادة السيطرة الأمنية للسلطة ...وتخوفا من محاولات حركة حماس السيطرة على الضفة كما حدث في القطاع"، كما ينقل الخبر، مما يسهم في تجييش مشاعر الناس بعضهم ضد بعض ويسخرهم في صراع دموي على سلطة وهمية تحت الاحتلال، كما يؤدي الانخراط في مشروع السلطة إلى الرضوخ لمطالب أمريكا ومصر بالاعتراف الكامل بكيان يهود والقبول بدولة فلسطينية في حدود 67 "بما لا يتعارض مع القرارات الدولية" كما صدر عن د. أحمد يوسف وكيل وزارة الشؤون الخارجية لحكومة غزة في رسالته لأوباما التي نشرتها وكالة معاً.
يأتي هذا الخبر ليكشف كذب أوباما الذي ينطلي على السذج، وليكشف حقيقة النوايا الأمريكية تجاه أهل فلسطين من إذكاءٍ للصراع بينهم، وتسخير لهم لحماية أمن الاحتلال، وعن طريق تعزيز أجهزة أمنية "لن تقف بوجه الجيش الإسرائيلي".
ومن المؤسف أن بعض السياسيين من الحركات الإسلامية قد دعوا أوباما لزيارة غزة واستعدوا للتعاون معه في حل القضية، واستقبلت بعض الشخصيات خطاب أوباما بتعقيبات إيجابية متناسين أن دايتون هو موظف عند أوباما ينفذ أوامره، وأن ما جرى من أحداث دموية في قلقيلية هو محصلة لتوجيهات دايتون وتدريباته، وبالتالي هو نتيجة لإدارة أوباما الجديدة، فكيف يصفق لأوباما رئيس دايتون رجل رشيد؟
إن الوعي السياسي على أساس الإسلام يفضي إلى أن أمريكا - سبب المشكلة وراعية الاحتلال - لا يمكن أن تكون طريقاً للحل، ولا يرجى من أمريكا خير مهما تصاعدت نبرة الخطاب الأمريكي المعلن تجاه دولة يهود من منع للبناء في المستوطنات ودعوة للتقيّد بحل الدولتين، ومهما صرفت من أموال وجندت من جنرالات لتعزيز الأجهزة الأمنية، فأمن المسلمين لا يمكن أن يكون من خلال أمريكا التي تذبح المسلمين في العراق وفي أفغانستان. والإسلام قد جعل سلطان المسلمين وأمانهم بأيديهم وتحت إمامهم، لا بأيدي الأعداء وتحت جنرالاتهم. والله سبحانه قد حرّم على الأمة أن تجعل سلطانها بيد الكافر المستعمر { وَلَنْ يَجْعَل اللَّه لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا }.
إن على السلطة التراجع عن مسار التبعية الأمنية ليهود، وإن على أهل فلسطين عامة وأبناء الحركات الإسلامية خاصة أن يحذروا أن يستزلهم أوباما وجنده من الأعراب والأعاجم، فإن الله تعالى قد أخبرنا عما تخفيه صدور الكافرين فقال في حقهم:
(لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ)