التاريخ: 22من رمضان الخير 1430 هـ الرقم:ص/ب ن28/009
الموافق:12/9/2009م
بيان صحفي
الورقة المصرية للمصالحة خطوة جديدة على طريق أمركة وتصفية قضية فلسطين
سلمت مصر كل من حركتي فتح وحماس والفصائل الأخرى يوم الأربعاء 9\9\2009 الورقة المصرية للمصالحة، والتي تتضمن إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني في النصف الأول من العام القادم، كما تتضمن تشكيل قوة أمنية بإشراف مصري وعربي لإعادة تشكيل الأجهزة، وترتيبات أخرى تتعلق بالمعتقلين لدى كل من سلطتي فتح وحماس. هذا وينتظر الجانب المصري الرد الرسمي من الفصائل على ورقته المقترحة.
إنّ حرص النظام المصري على إنجاح الانتخابات الفلسطينية المختلفة هو عينه حرص أمريكا على إفراز طبقة سياسية تكون جاهزة لتسليم فلسطين لقمة سائغة وعلى طبق من ذهب لدولة يهود، فيتحقق لها بذلك حلمها في تمكين وتثبيت هذا الكيان المسموم في جسد الأمة بعد أن يهرع حكام العرب والمسلمين إلى التطبيع الكامل معه، لأن الانتخابات التي تجري تحت سلطان يهود لا يمكن إلا أن تفرز ما يريده الاحتلال، وهذا أمر بديهي.
وتركيز الجانب المصري على إعادة تشكيل القوى الأمنية هو لضمان أن لا تبقى هناك قوة أمنية إلا وتخضع للإشراف الكامل لدايتون، فتصبح ذراعاً أمنياً فاعلاً لدولة يهود، كما هو حال القوات التي تدربت على يد دايتون بالتعاون مع النظام الأردني. وأما موضوع المعتقلين فلا مانع عند الجانب المصري أن يبقى منهم في السجون من يشكل تهديداً أمنياً لدولة يهود أو لا يوافق يهود على الإفراج عنهم. وهو ما أشارت إليه الورقة المصرية بالقول:" يسلم كل طرف قائمة بالأسماء التي يتعذر الإفراج عنها".
والناظر في هذه الورقة يدرك بأنّها لا تخرج عن كونها توطئة لخطة الرئيس الأميركي باراك اوباما لحل الصراع الفلسطيني- "الإسرائيلي" التي كشف مؤخراً عنها، والتي من المتوقع أن يتم الإعلان عنها نهاية الشهر الجاري، تلك الرؤية التي تهدف إلى تصفية قضية فلسطين لصالح دولة يهود وأمريكا مقابل دويلة هزيلة للفلسطينيين صيف عام 2011.
والمتابع لما يسمى بجولات الحوار التي يرعاها الجانب المصري والوساطة التي يلعبها لدى الفصائل يدرك عدم جدية هذا الجانب فيما يسمى بالإصلاح بين الطرفين، بل إنّ جل همه تحقيق المزيد من التنازلات لصالح كيان يهود مع طول الوقت وسوء الظروف الاقتصادية والحصار، حتى بات النظام المصري هو من يطالب الفصائل بالاعتراف الكامل بدولة يهود بلا خجل ولا حياء!!. وهو يلعب دور السمسار الذي أسندت إليه أمريكا إحداث نوع من الحراك السياسي بين طرفي السلطة، ريثما تتفرغ أميركا من أزماتها المتلاحقة سواء في أفغانستان أو في العراق وكذلك من أزمتها المالية والاقتصادية. والمتابع للوساطة التي يلعبها الجانب المصري ما بين الفصائل من جانب وكيان يهود من جانب آخر يلاحظ أنّ الغاية منها هو ضمان هدوء الأوضاع والأجواء، وأن ينعم كيان يهود في غضون ذلك بالأمن والأمان.
إنّ على الشرفاء في الحركات أن يرفضوا الورقة المصرية جملة وتفصيلاً، وأن ينبذوا النظام المصري (سمسار أمريكا وعرابها) وأن ينظروا إليه على أنه الوجه الآخر لأمريكا ويهود. كما على المخلصين منهم أن يرفضوا المشاركة في الانتخابات التي ستجري تحت حراب الاحتلال، وأن يقاطعوا كل الحلول الاستسلامية الأمريكية أو المصرية أو غيرهما.
إنّ حل قضية فلسطين لا يمكن أن يكون من خلال سلطة هزيلة، لا قرار لها ولا سلطان، ولا من خلال مجلس تشريعي أو مجلس وطني يضفي الشرعية على الحلول الخيانية. حل قضية فلسطين يحتاج إلى دولة الخلافة الراشدة التي تحرك جحافل الفتح وتحرر فلسطين كاملة من براثن يهود.
(وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ)