الاثنين، 20 ذو القعدة، 1432هـ 18/10/2011م رقم الإصدار: ص/ب ن- 97/011
بيان صحفي
نبارك للأسرى المحررين، ونحمّل السلطة والأنظمة مسؤولية آلاف الأسرى في سجون الاحتلال
في الوقت الذي خالجَنا وخالج أهلَ فلسطين السرورُ للإفراج عن مئات الأسرى من سجون الاحتلال اليهودي المجرم، فقد بقي في قلبنا وقلوب أهل فلسطين غصّة مؤلمة لبقاء الآلاف منهم في سجون الاحتلال، ونحن في حزب التحرير إذ نبارك للأسرى وذويهم هذا التحرّر من سجون الاحتلال نؤكد على الحقائق التالية:
إن السلطة الفلسطينية والأنظمة القمعية المتسلطة على رقاب العباد تتحمل المسؤولية الكاملة عن بقاء أهل فلسطين أسرى سواءٌ في سجون الاحتلال أو في خارجها، بل تتحمل مسؤولية بقاء المسجد الأقصى وفلسطين كلها في أسر الاحتلال اليهودي، يقتل أهلها ويشرّدهم، ويحرق بيوتهم ومساجدهم ومزارعهم، ويهوّد المسجد الأقصى وسائر الأرض المقدسة.
فالسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير وقّعت اتفاقيات أوسلو المشئومة وما بعدها من اتفاقيات باطلة فأبقت بموجبها فلسطين كلها وأهلها في أسر الاحتلال اليهودي، ثم جعلت تتغنى بأنها تعمل لصالح الأسرى في المحافل الدولية الظالمة وتناشد قوى الطغيان من دول الغرب المساعدة في فك الأسرى، وكانت تطعنهم من الخلف حين اعتبرت مقاومة الاحتلال إرهابا، بل لاحقت وسجنت بعضهم وساهمت في تسليم بعضهم لقوات الاحتلال ليصبحوا أسرى تتباكى عليهم وتطالب بالإفراج عنهم وتذرف عليهم دموع التماسيح!
إن أهل فلسطين والأسرى أدركوا حقيقة مواقف السلطة وحمّلوها المسئولية، وقد عبّر عن ذلك عميد الأسرى كريم يونس في رسالته التي وجهها إلى نادي الأسير والرأي العام وقال فيها "أتوجه إلى القيادة الفلسطينية وللرئيس أبو مازن الذين يتحملون المسؤولية عن معاناة وعذابات الأسرى المستمرة منذ عشرات السنين وأعتبر ذلك جريمة بحق المناضلين وبحق شعبهم، وإنني أدعوهم إلى مراجعة موقفهم لقضية الأسرى،...".
وأما الأنظمة الظالمة فإنها تتحمل المسئولية لأنها تخلّت عن فلسطين وأهلها وتركتهم أسرى في يد الاحتلال وسلمت القضية إلى جهة قاصرة عابثة تتعاون مع الاحتلال وتخدم أمْنَه؛ فلو كان التحرير في وارد هذه الأنظمة لحرّكت جيوشها لتحرير فلسطين فلا يعود وجود للأسرى، ولكن هذه الأنظمة لا تُخرج جيوشها إلا لقمع الأهل والعشيرة، فإن هم أبَوْا قتل أهلهم تعرضوا هم للقتل كما يحدث في سوريا واليمن وغيرهما.
إننا ندرك تمام الإدراك، ويدرك أهل فلسطين، أن تحرير فلسطين وأهلها الأسرى سواءٌ الذين في داخل السجون أو الذين هم خارجها لن يكون إلا من خلال تحريك جيوش الأمة باتجاه فلسطين والقضاء على كيان يهود من جذوره، وإن على أهل فلسطين والفصائل الفلسطينية أن تتوجه في خطابها إلى جيوش الأمة حتى تتحرك وتجاهد وتقتلع كلَّ من يقف في طريقها من الحكام والخونة وتقضي على كيان يهود.
ونحن في حزب التحرير نعمل في الليل والنهار من أجل كسب الأمة وجيوشها لتقف إلى جانب الحق وتخلع الحكام الظلمة وتقيم الخلافة الراشدة التي تحرر البلاد المحتلة، وتحرر الأسرى من سجون الاحتلال اليهودي ومن سجون العراق وأفغانستان، كما تحرر الآلاف من سجون أوزبكستان وباكستان وطاجكستان وغيرها من بلاد المسلمين، تماماً كما كان الخلفاء يحرّكون جيوش الخلافة لإنقاذ أسير أو أسيرة، وحينها يفرح المسلمون والأسرى بنصر الله وكرمه.
(وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ)
{jacomment on}