السبت 7 محرم 1446 هـ 13/07/2024م رقم الاصدار: ب/ص-16/1446
أعلنت وزارة الصحة في غزة وصول 79 شهيدا وأكثر من 289 مصابا بعضهم في حالة خطرة إلى مجمع ناصر الطبي إثر قصف الاحتلال مخيمات النازحين بخان يونس. وتأتي هذه المجزرة بعد ارتكاب الاحتلال مجازر مروّعة في منطقة الصناعة بحي تل الهوى، وفي أحياء مدينة غزة ومخيمات الوسطى، والتي راح ضحيتها أكثر من 100 شهيدٍ مما يرفع أعداد الشهداء بشكل متلاحق ومتسارع.
لم تعد الوحشية التي يتصرف بها كيان يهود تجاه أهلنا في غزة تخفى على أحد، بحق الأطفال والنساء والشيوخ، وبحق البيوت والمدارس والمستشفيات ومراكز الإيواء وخيام النازحين، وفي وضح النهار وأمام كاميرات الإعلام، فتتناثر الأشلاء على الشوارع والرمال، وتترامي الجثث في الطرقات والبيوت بين الركام وتحت التراب، وكأنها ساحة حرب وحشية في معركة عالمية ثالثة، بلا رحمة ولا رأفة ولا أخلاق.
صمت مطبق من مجتمع دولي أعور، يرى بعين المجهر ما يصيب الكفار المستعمرين فيقيم الدنيا ولا يقعدها، وتجتمع من أجلهم المؤسسات والهيئات والرؤساء والشخصيات، ويعقد الأحلاف والاتفاقيات ويخوض حروبا من أجل بضعة أنفار أو حفنة منهم، أما ما يصيب المسلمين وأهل غزة فكأنه حدث عابر أكثر من يستدعيه عبارات استنكار أو تساؤلات بريئة، ليشهد بذلك المجتمع الدولي على نفسه بأنه ما هو إلا أداة الطغاة والاستكبار الفرعونية في الأرض، وما تأسست هيئاته ونسجت قوانينه وحيكت أحلافه إلا لضمان مصالح الاستعمار والاستكبار ودوام الطغاة في الأرض.
أما أمريكا وكل دول الكفر التي تقاطرت في بداية الحرب داعمة ومؤيدة وباكية مع كيان يهود فقد شهدوا على أنفسهم بأنهم أس الشر في العالم ومبعث الكراهية والجريمة، فوقوف أمريكا ومن خلفها دول الكفر مع كيان يهود بشكل صلف ووقح، يمدونهم بالسلاح وأرطال القنابل والمتفجرات، فضحهم وكشف عن حقيقتهم أمام العالم الإسلامي خاصة وأمام العالم عامة، بأنهم قادة ودول بلا أخلاق ولا قيم، بلا مبادئ ولا إنسانية، جل همهم مصالحهم الاستعمارية، ومكاسبهم الفردانية، حتى لو أبيدت شعوب أو أحرق البشر.
فها هو بايدن وإدارته يجمعهم الحقد الدفين على الإسلام والمسلمين، فلا يحركون ساكنا إلا بالقدر الذي يخدمهم في المعركة الانتخابية، حتى لو امتلأت شوارع غزة جثثا وأشلاء، وسالت دماء أهل غزة أنهارا، بالقنابل والأسلحة التي يرسلونها ليهود، فلا مشكلة لديهم ولا يهتز لهم بذلك جفن.
أما يهود فهم قوم لم يعودوا يخفون أحلامهم التوراتية وغاياتهم العقدية، ورغبتهم في أن يقتلوا أهل فلسطين كلهم فلا يبقى في الأرض المباركة فلسطين غيرهم.
فإلى متى يا أمة الإسلام ستتركين أبناءك وأرضك المباركة ليهود الغاصبين، ومن خلفهم أمريكا والكفار المستعمرون، يعيثون الفساد والإجرام، ويحرقون الأخضر واليابس؟!
إلى متى يا جيوش الأمة ويا ضباطها الأحرار ستبقون رابضين في ثكناتكم بلا نخوة المعتصم ولا حمية الفاروق؟!
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين