ختم المسلمون شهرهم الكريم، شهر القربات والطاعات، وإذ يحل عليهم عيد الفطر السعيد، فإننا نسأل الله عزوجل أن يتقبل منهم جميعا الصيام والقيام والدعاء، وسائر الأعمال الصالحات، وأن يجزيهم بها أجرا كريما ورضوانا يوم القيامة، كما نسأله تعالى أن يتقبل من أهل الأرض المباركة صبرهم ورباطهم، وأن يمن عليهم بالفرج والنصر والتحرير، إنه سميع مجيب.
أخرج الإمام مسلم من حديث أبى هريرة ــ رضى الله عنه ــ أنَ النبي صلى الله عليه وسلم قال: " للصائم فرحتان: فرحة حين يفطر، وفرحة حين يلقى ربه" ، فعبادة الله هي فرحة للمؤمنين في هذه الحياة الدنيا، إلا أن فرحة المسلمين بصيامهم وفطرهم وعيدهم ينازعها في هذه الأيام غصة في القلب، وألم في النفس، وقد تسلط عليهم في الأرض المباركة عدو لئيم من كيان يهود، لم يرقب فيهم إلا ولا ذمة، يسومهم العذاب والدمار في غزة، والقتل والتجويع منذ أشهر ولا يزال، كما تسلط عليهم حكام من بني جلدتهم خذلوهم، ووالوا عدوهم، وتآمروا عليهم، وبدل أن يكون الشهر الكريم شهر نصرة وانتصار، يخيف العدو ويرعب الكفار، تشحن فيه الأنفس بالإيمان، وتعبأ للجهاد والاستشهاد، بدل كل ذلك لم يكن هؤلاء الحكام إلا خاذلين متآمرين، يقيدون أمة الخير عن فعل الخيرات، وهم قد أسلموا فلسطين وأهلها لعدوهم، كما أسلموا الأمة وسلطانها وقرارها، للدول الاستعمارية الكبرى، حتى بات وقف القتل عن أهل غزة في شهر صومهم رهنا بقرار في مجلس الأمن لا قيمة له، فرضوا الدنية في الدين والدنيا.
إن اكتمال فرحة المسلمين بطاعاتهم وقرباتهم، وصيامهم وأعيادهم، هو قرين بقيام دينهم، وبتحرير أرضهم، ودحر عدوهم، تماما مثلما هي عبادتهم قرينة بتوحيدهم، وبوحدتهم كأمة، قال تعالى ( إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)، وإن كل ذلك كائن بإذن الله تعالى بقيام دولتهم وخلافتهم، والخلاص من هذه الطغمة التي تسلطت عليهم، حيث يعقبه الخلاص من هذا الكيان المسخ، كيان يهود، وحيث يدخلون المسجد الأقصى يكبرون في ساحاته تكبيرات النصر والعيد.
الله أكبر الله أكبر لا إله الا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
(وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)
وكل عام وأنتم بخير
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين
9-4-2024