الثلاثاء 16 ربيع الآخر 1445هـ 31/10/2023 م رقم الاصدار: ن/ص- 07/1445
في ذروة الوحشية التي لم تتوقف منذ أسابيع، أقدم طيران المغضوب عليهم من كيان يهود على قصف مخيم جباليا، بأطنان القنابل لتسوي عشرات من المنازل بالأرض وتهدمها فوق ساكنيها، مخلفا مئات من الشهداء والجرحى...
ها هو كيان يهود يعيد أيام المغول ومذابحهم، وبغطاء من أحلافه الصليبيين، يعيد أيام الصليبيين ومجازرهم، وهو بعد أن مرغ المجاهدون الأبطال أنف عسكره بالتراب ولا زالوا يفعلون، يستهدف الأطفال والنساء كغرض لحربه وقصده الإبادة والإفناء، غرّه في ذلك لؤمه وجبنه وغروره، كما غرّه غطاء المجرمين من الغرب القذر، الذي لم يعرف معنى للإنسانية في ماضيه الاستعماري المتوحش، ولا في حاضره المزيف الأكثر توحشا ﴿لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلّاً وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ﴾.
يا أبناء أمتنا الإسلامية:
إن يهود لا يشنون حرب الإبادة هذه دون تعاون من زمرة الحكام الخائنين، ولا أدل على ذلك من تكبيلكم ومنعكم من الجهاد في سبيل الله تعالى ومنعكم من الزحف إلى مسرى رسول الله ﷺ لتحريره، بل إن طائرات يهود تقصف نساءنا وأطفالنا وهي في مرمى الدفاعات الجوية الأردنية والمصرية! فهؤلاء الحكام الخائنون لله ورسوله يحرصون كل الحرص على حماية كيان يهود ولا يبالون بدمائنا وأعراضنا ومقدساتنا، وإنهم بتعاونهم مع كيان يهود على قتل أهل فلسطين فإنهم يقتلونكم كذلك، فهذه المعركة هي معركة بين الإسلام والكفر، بين المؤمنين والكافرين، وهؤلاء الحكام قد اتخذوا اليهود والنصارى أولياء من دون المؤمنين.
يا أبناء أمتنا الإسلامية، ويا أهل القوة فيها:
إن عقيدة التوحيد في قلوبكم تناديكم لنصرة إخوانكم، بل توجب عليكم نصرتهم، أغيثوهم فالساعة ساعة غوث، والأمر جلل، وهم الآن يستغيثون، مع أن ما ينقل لكم من صور المذابح، هو غيض من فيض، ونزر يسير مما يجري على أرض الواقع، فإعلام الأنظمة العميلة، يحجب الصورة حتى لا تصلكم كاملة، ويخنق كل صوت من شأنه أن يستنهضكم للجهاد، أو يذكركم بحق الأخوة في الدين.
لقد علمتم أن حكامكم قد أوبقوا أنفسهم في غضب الله ومعصيته، باتخاذ أعدائه من اليهود والنصارى أولياء، وخذلان دينه، وتمكين كيان يهود من رقاب إخوانكم، فقوموا بالله عليكم، وانصروا الله، ودينكم وإخوانكم، وحركوا جيوشكم، واخلعوا الحكام العملاء عن كاهلكم، واقلعوا جذور كيان يهود من أرضكم المباركة، وحققوا سنة الله في الاستبدال لتكون على أيديكم، فقد اقترب الوعد الحق بحق حكام الخيانة هؤلاء حين ذكر الله من يتولى اليهود والنصارى، قال جل وعلا: ﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾، فإلى رضوان الله وطاعته، إلى عزكم وحياتكم، إلى نصرة إخوانكم في الدين، ندعوكم أيها المسلمون.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة (فلسطين)