الاربعاء، 3 ربيع الآخر 1445هـ 18/10/2023م رقم الإصدار: ن /ص – 1445 / 04
أسفر الكفر عن قبحه، وضج صوت الجريمة فتخطت الآفاق، حيث قصف العدو اللئيم مستشفى المعمداني في قطاع غزة ليقتل المئات من المرضى، والنساء والأطفال، ويدوس كل عرف في حصانة المستشفيات، ويسقط القذائف فوقها، مُسقطاً معها كل قيمة للغرب القذر المنافق، و(إنسانيته) الزائفة.
لقد تم قصف المستشفى بقذيفة من العدو اللئيم المجرم الجبان، ولكنه قصف كذلك بدعم وتأييد من الغرب الوحشي المتبجح بقيمه الإنسانية الكاذبة الرخيصة، تلك القيم التي أخرجت أهل فلسطين من تعريف "الإنسانية"، لتغري بهم الكيان المجرم، فيمارس إجرامه كما مارس الغرب إجرامه ضد المسلمين من قبل.
ولقد قصف المستشفى كذلك بسلاح الجبن والخذلان والخيانة، والعمالة والتآمر، من الحكام الذين غابت منهم مروءة الجاهلية وتقوى الإسلام وشيم الرجال، وهم يسمعون الصرخات بآذان أصابها الصمم، وعيون أصابها العمى، وقلوب شُلّت، فشلّوا بها شعوبهم قهرا، وكبّلوا بها جيوشهم قعوداً ومَذلة، فلا أبقاهم الله، ولا أبقى لهم عرشا ولا سلطانا.
أيها المسلمون: أما عدونا اللئيم، من كيان يهود المجرم الغادر، ومن الغرب المنافق الفاجر، وكلهم عدو واحد، فقد نبأنا الله تعالى خبَرَهم حين قال: ﴿لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلّاً وَلَا ذِمَّةً وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ﴾، فهذا هو شأنهم؛ لا عهد لهم، إن يظهروا علينا لا يرقبوا فينا إلا ولا ذمة، كانوا كذلك ولا يزالون، ولكنهم عند الله مكرهم، والأيام دول ﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾، وقد استطال بغيهم واشتد ظلمهم، والظلم يؤذن بقرب هلاك الظالمين، وفرج المؤمنين.
وأما الشهداء، فإلى رحمة الله بإذن الله، وجنة عرضها السماوات والأرض...
وأما أمتنا الإسلامية الكريمة الأصيلة، بقية الجسد المصاب، وقد أحرقها المصاب، وقهرها العجز، فما عليها الآن إلا أن تتحرك الحركة الصحيحة التي آن أوانها وجدّ جدّها، فتخلع حكامها الجبناء من جذورهم، نعم هذا هو المطلوب من الأمة الإسلامية اليوم أن تتوجه إلى القصور وتجتث منها العملاء حراس كيان يهود وتنطلق في كنف الله ورعايته إلى بيت المقدس تحقيقا لوعد الله سبحانه وبشرى رسوله ﷺ ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في الأرض المباركة (فلسطين)