نشر الناطق الرسمي باسم حزب بهاراتيا جاناتا الهندي الهندوسي على حسابه في تويتر تغريدة تطاول فيها على مقام سيد الخلق، محمد رسول الله ﷺ، وقد قامت ناطقة أخرى للحزب ذاته كذلك بالفعل نفسه خلال مناظرة تلفزيونية.
إن هذه الإساءة من قيادات ذلك الحزب ليست فلتة لسان، وإنما هي جزء من سياسات التحريض المستمرة على الإسلام والمسلمين التي يقوم بها الهندوس وحزبهم الحاكم الحاقد على الإسلام والمسلمين، فقد سبق تلك الوقاحات بحق المسلمين في الهند تحريض وتنكيل، وسبقها القتل والترحيل وهدم المساجد ومحاربة خمار نسائهم وشعائر دينهم، بالرغم مما تغص به تلك البلاد من الأديان وممارساتها الوثنية وشعائرها الشركية.
إن هذا التطاول على عقيدة المسلمين إنما هو حلقة من سلسلة مستمرة وواسعة وآخذة في التصاعد من العدوان على الإسلام وأهله؛ أما أنها مستمرة فلأن هذه الإساءات التي طالت بالأذى أغلى ما عند المسلمين حيث عقيدتهم ونبيهم، قد سبقها عدوان على أمة الإسلام، وهي ليست إلا ذروة العدوان الممتد منذ ما يقرب من قرن وأكثر من الزمان، ذلك العدوان الذي بدأ بهدم دولتهم وتقسيم بلادهم وسفك دمائهم ونهب ثرواتهم وانتهى بازدراء دينهم.
وأما أنها آخذة في التوسع فلأن الإساءة للعقيدة، والعدوان والتضييق والتحريض صارت موجودة أينما وجد المسلمون، حتى بات ذلك منهجا وسياسة، ووقائع متكررة، فقد كانت تلك الإساءات في السويد وفرنسا ومن قبلها في الدنمارك، وها هي أوروبا تدوس على (حرياتها المقدسة) لتحارب الإسلام وقيمه، وتضيق على أهله، لتذيب طهارتهم في نجاستها وعفتهم في عهرها وشذوذها.
وأما أن سلسلة العدوان تلك آخذة في التصاعد فلأنها باتت تتجاوز كل الخطوط الحمر لتطال المسلمين في أعز ما يملكون في عقيدتهم، فها هو كيان يهود يستبيح أرض فلسطين وقدسها ومقدساتها، وها هم المشركون من البوذيين يبيدون الروهينجا، وكذلك يفعل الملاحدة في الصين بالمسلمين الإيغور...
أيها المسلمون:
إن ما يقوم به الكفار تجاه الإسلام والمسلمين إنما هو حالهم منذ أول يوم وجد فيه الإسلام والمسلمون، وعداؤهم هذا ليس بمستغرب، فقد قال الله تعالى فيهم: ﴿وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ﴾، حتى إذا ظهروا على المسلمين كانوا أشد عداوة وفتكا حيث قال تعالى فيهم: ﴿كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلّاً وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ﴾، ولكن هذه الحالة المستمرة والممتدة والمتصاعدة من الإساءة والوقاحة والعدوان تجاه الإسلام يتحمل وزرها حكام المسلمين في أنظمة العار قبل غيرهم، لأنهم هم أول من شن الحرب على الإسلام وأحكامه حين عطلوا شرع الله وسنة رسوله ﷺ، ورضوا بأن يكونوا عملاء ومطايا للغرب الكافر المستعمر، وكبلوا الأمة وجعلوا بأسها بينها وبأسهم وشدتهم على أمتهم، بينما جبنوا أمام أعداء الأمة والدين.
إن هذا العدوان على المسلمين ما كان ليجرؤ عليه مجرمو الغرب ومشركو الهند وملاحدة الصين وأجبن خلق الله يهود إلا لِما خبروه من خيانة حكام المسلمين جميعا وتخاذلهم، وانعدام نخوتهم وغيرتهم، هؤلاء الحكام الذين يرون عدوان كيان يهود على فلسطين وأهلها واستباحته لأقصاها فيقابلونه بالتطبيع ويشاركونه في التآمر، ويرون الهندوس يهدمون المساجد فيفتحون لهم المعابد، ويرون الصين تنكل بالمسلمين فيبادلونها بالتجارة والمصالح، ويبادرون أمريكا وأوروبا بالولاء والتبعية وهم الذين يسحقون في بلاد المسلمين البشر والحجر.
أيها المسلمون:
لقد جلب هؤلاء الحكام بذلّهم وجبنهم المهانة للأمة حتى فقدت هيبتها، وهانت على أعدائها حتى تخطّفها عدوها وتداعت عليها الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها، مع أن الأمة الإسلامية تتشوق لنصرة دينها، وهي تملك العقيدة والشجاعة، ولديها القوة والبأس، والطاقة والعنفوان، بما يكفي ويزيد لردع عدوها وقطع لسان كل متطاول على عقيدتها ونبيها، ولكنها مكبلة عن كل ذلك بفعل حكامها، ولذلك فإن مجرد الغضب من التطاول على الإسلام ونبيه وعقيدته ومقدساته لا يكفي، ما لم يتحول ذلك الغضب إلى غضبة لله، تبدأ باجتثاث هؤلاء الحكام الجبناء المثبطين المتآمرين، الذين يحولون بين الأمة وبين أن تنصر دينها وتنتصر لنفسها وتدفع عن مقام نبيها، وتقيم خلافتها التي باتت ضرورة ملحة لوجود الأمة، عدا عن أن تعود من خلالها خير أمة أخرجت للناس.
وأخيرا فإن الجزاء من جنس العمل، وجزاء خذلان الدين هو الخذلان من الله، وأما جزاء النصر لله ولرسوله ﷺ ولدينه فهو النصر والاستخلاف وتمكين الدين.
﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في الأرض المباركة (فلسطين)