الثلاثاء، 07 رجب 1443هـ 08/02/2022م                                                                            رقم الإصدار: ب /ص – 1443 / 07

بيان صحفي

جريمة الاحتلال في نابلس

السلطة وأنظمة التخاذل وشهود الزور شركاء

 

في جريمة بشعة لا تقل بشاعة عن وجه كيان يهود المسخ، أقدمت قوة خاصة من جيش الاحتلال على اغتيال ثلاثة شبان في مدينة نابلس حيث أمطرتهم بوابل من رصاص الحقد حتى قضوا جميعا إلى رحمة الله بإذن الله، نسأل الله عز وجل أن يسكنهم الجنان وأن ينزلهم منازل الشهداء.

 إن جريمة الاحتلال هذه على بشاعتها ليست فريدة في جنسها ولا هي منفصلة عن ممارسات الاحتلال الإجرامية اليومية بحق أهل فلسطين، فالقتل وهدم البيوت والاعتقال والأسر، والتنكيل اليومي والخنق الاقتصادي هو الواقع الصارخ المؤكد يوميا لمعنى الاحتلال، كما أن جريمة الاحتلال هذه تأتي لتنزع كل ادّعاء بالسيادة الموهومة للسلطة، بحيث لم يُبق لها كيان يهود قطرة من ماء الوجه لقاء خدماتها، ولتعرّي حقيقة هذه السلطة كما هي أمام أبناء فلسطين.

 وبينما يصر كيان يهود على قتله وإجرامه دون رادع، تصر السلطة على الاستمرار في استخذائها وصغارها في الفعل والقول؛ أما في الفعل فقد دخلت فرقة القتل من العدو بكل اطمئنان وقامت بفعلتها ثم خرجت كذلك بكل بهدوء وسلاسة دون فعل أو رد فعل من أجهزة السلطة "الأمنية!" المسلحة، ودون علم أو خبر أو تحذير من "الأجهزة" التي ترصد أنفاس الناس وكلمات الحق وعبارات المنابر، لتؤكد أن أجهزتها خارج المعادلة عندما يتعلق الأمر بأمن بأهل فلسطين وفي قلب معادلة "التنسيق المقدس" من أجل حفظ أمن الكيان. وأما بالقول فإن المواقف الصادرة من قيادات السلطة كمطلب مجلس وزرائها "بتحقيق دولي في الجريمة"، وتصريح وزير خارجيتها الذي "أدان الاغتيال" وطالب "الجنائية الدولية بتحمل مسؤولياتها" وكذلك قول أحدهم "إن الرد على عملية الاغتيال يجب أن يكون بالمقاومة الشعبية فنحن لسنا بنعاج"، إن تصريحات النعاج هذه لتؤكد المؤكد من أن هذه التصريحات الروتينية باتت جزءاً من المشهد في كل جريمة للاحتلال، ورسالة ضمنية له بأن مقاومتنا هي "شعبية" وأن دماء الشهداء "لن تفسد للود قضية"، ولا غرابة لدى أهل فلسطين بذلك، فقد اعتادوا على أن تلك السلطة لا تنكأ عدوا ولا تجلب أمنا أو تضبط فلتاناً عوضا عن أن تحمي أحدا أو تحرر أرضا، وأن تنسيقها يقتلهم وأنها لا تزيدهم إلا رهقا.

 إن جريمة كيان يهود اليوم كما هي جرائمه بالأمس هي وزر وجريمة كذلك في أعناق الحكام في حكومات العار وأنظمة التخاذل، فهم الذين جرؤوا هذا الكيان الجبان على أن يفعل ما يفعل بخذلانهم وتآمرهم وتطبيعهم، وإن هذه الدماء هي أيضا وزر في أعناق القادرين من أبناء الأمة الإسلامية من أهل القوة والمنعة وأركان الجيوش وسيسألهم الله عن خذلانها يوم القيامة، تماما مثلما ستكون في أعناقهم كل الدماء التي ستسفك مستقبلا ما لم يتحركوا ومعهم أمة الإسلام ليقتلعوا هذا الكيان من جذوره ويضعوا حدا لجرائمه مرة واحدة وللأبد، وهم على ذلك قادرون والله معهم وناصرهم إن عقدوا العزم وأخلصوا النية لله.

 ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ..﴾

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة – فلسطين