السبت 7 ربيع أول 1442 هـ 24/10/2020 م رقم الإصدار: ب/ص - 01/1442
بيان صحفي
حكام السودان يؤكدون خيانتهم لله ورسوله والمؤمنين بانضمامهم لحظيرة التطبيع
وبانحيازهم للكافرين وبتفريطهم بالأرض المباركة
﴿سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِندَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ﴾
بعنجهيته المعهودة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن السودان وكيان يهود قد اتفقا على تطبيع العلاقات. وعدّها خطوة كبيرة أخرى نحو بناء السلام في الشرق الأوسط مع دولة أخرى تنضم إلى اتفاق "أبراهام". وقال مسؤولون أمريكيون كبار إن الرئيس الأمريكي أبرم الاتفاق في اتصال هاتفي الجمعة 23/10/2020م مع رئيس وزراء كيان يهود بنيامين نتنياهو ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك. وقال ترامب إنه يتوقع أن الفلسطينيين ودولاً أخرى كثيرة ستوافق على علاقات أوثق مع كيان يهود في الأشهر المقبلة. وقال إن 5 دول أخرى على الأقل تريد الانضمام لاتفاق سلام مع كيان يهود، ونص تحديدا على السعودية، قائلا إنه متأكد من أنها ستنضم للركب قريبا.
من جهته تبجح نتنياهو بهذا الاتفاق حيث اعتبر الحدث انقلاباً في السودان! واعتبر أن الخرطوم التي احتضنت مؤتمر اللاءات الثلاث عام 1967 تقول اليوم نعم للسلام مع كيان يهود نعم للتفاوض معه نعم للتطبيع معه.
نعم، هكذا وبكل بساطة وبمجرد اتصال هاتفي، يسوق ترامب حكام السودان إلى حظيرة التطبيع مثلما فعل مع حكام الإمارات والبحرين، بل و"يبشر!" بانضمام المزيد من الحكام للاتفاقية الجريمة المسماة باتفاقية "أبراهام"!
إن ترامب هذا، إنما ساق حكام السودان لهذه الاتفاقية لتحقيق مصالحه الانتخابية حيث يأمل أن ترفع اتفاقيات التطبيع والتعويضات التي دفعها حكام السودان (الإتاوة) لأسر (الضحايا) الأمريكان من حظوظه بالفوز، علاوة على الضربة المعنوية التي تغنى بها نتنياهو التي أحالت اللاءات الثلاث إلى انبطاح وانهزام وخذلان.
إن موجة التطبيع هذه جزء من صفقة ترامب، وهي تَخطُ مساراً سياسياً جديداً تنتهجه الإدارة الأمريكية في تعاملها مع قضية فلسطين، حيث تفصلها عن التطبيع وعن قضايا المنطقة لتكون قضية للفلسطينيين فحسب سعياً لتصفيتها. كما أنها ستستخدم الأنظمة العربية للضغط والتضييق على أهل الأرض المباركة لتطويعهم وتركيعهم للاستسلام. وأما معارضة السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير لهذه الاتفاقيات فما هي إلا ذرٌ للرماد في العيون، فهم السابقون الأولون في التطبيع والتنسيق الأمني مع كيان يهود، بل إنهم بلغوا فيه مبلغا عظيماً إذ جعله كبيرهم عباس تنسيقاً "مقدسا!".
إن أمريكا تتخذ من التطبيع أداة لمحاربة الأمة الإسلامية ولتثبيط سعيها لاستعادة سلطانها وإقامة خلافتها، وأداة لتصفية قضية فلسطين بشكل نهائي.
فأمريكا تريد أن تنهي قضية فلسطين ليتسنى لها إقامة تحالفات إقليمية بين الأنظمة العميلة وكيان يهود تحت مسميات متعددة، تهدف من خلالها إلى إحكام سيطرتها على المنطقة بأدوات محلية، وإلى دمج كيان يهود في المنطقة بشكل طبيعي، والحيلولة دون أن تتمكن الأمة من التحرك الفعلي للتحرر من قبضتها الاستعمارية، لا سيما وهي ترصد تحركات شعوبها التحررية والتفافهم حول الإسلام وتطلعهم لإقامة دولته التي تمثل تهديداً استراتيجيا لأمريكا ونفوذها.
إن اتفاقيات التطبيع التي وقعها الحكام العملاء، هي إعلان خيانة لقضية فلسطين، وخيانة لجميع المسلمين بوصفهم أمة واحدة من دون الناس، وهي من قبل ومن بعد خيانة لله ورسوله وتفريط بالأرض المباركة.
إن حكام السودان وبقية حكام المسلمين المتخاذلين والمنحازين لأعداء الأمة لا يمثلون المسلمين وتطلعاتهم، وإن أهل الأرض المباركة يهيبون بالأمة أن ترفض هذه الاتفاقيات وأن تتحرك لإزالة عروش الطغاة وتحرك جيوشها لتحرير مسرى نبيها صلى الله عليه وسلم، ولتمحو الصفحات السوداء التي خطها هؤلاء الأقنان بسوء صنيعهم.
إن قضية فلسطين لا حل لها إلا بتحريرها، وكل قرارات الأمم المتحدة وكل الاتفاقيات الخيانية تحت أقدام الأمة، وإننا من الأرض المباركة فلسطين، نجدد النداء لغيارى جيوش الأمة وجندها ليعيدوا سيرة الفاتحين والمحررين، وألاّ يقبلوا أن تكون فلسطين ورقة انتخابية يقامر بها ترامب، ولا قرباناً يقدمه الحكام زلفى للمستعمرين للحفاظ على كراسيّهم، فليهبّ أحفاد الفاروق وصلاح الدين من فورهم ولينادي المنادي فيهم "يا خيل الله اركبي وبالجنة أبشري"، وبدون ذلك ستبقى فلسطين وستبقى الأمة بأسرها في ذل وهوان حتى يستبدل الله قوماً غيرهم ثم لا يكونوا أمثالهم، فالبدار البدار فإن الخطب عظيم والأجل قريب.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في الأرض المباركة – فلسطين