الاثنين 21 شوال 1440 هـ 24/6/2019 م رقم الإصدار: ب/ص - 08/1440
بيان صحفي
أهل فلسطين يرفضون مؤامرة البحرين، كما رفضوا خيانة أوسلو وأخواتها من قبل
تنعقد في البحرين ورشة اقتصادية في 25 و26 حزيران/يونيو الجاري تمهيدا للمبادرة الأمريكية الهادفة إلى تصفية قضية فلسطين، وتحضرها العديد من الدول العربية بأوامر أمريكية وعلى رأسها السعودية ومصر والأردن، وتغيب السلطة عن الحضور في وقت أعلن فيه أزلامها تفهمهم لحضور مصر والأردن!
تأتي المؤامرة الجديدة استكمالا لمشاريع غربية وبتآمر من الأنظمة في بلاد المسلمين لتصفية قضية فلسطين، فقيام هذه الأنظمة بعزل فلسطين عن محيطها الإسلامي وإنشاء ما يسمى بمنظمة التحرير، التي جعلت من قضية فلسطين قضية وطنية ضيقة ثم التنازل ليهود عن أغلب فلسطين في أوسلو وإنشاء سلطة خادمة للمحتل، كل تلك المشاريع والخيانات شكلت الأرضية التي بنى عليها ترامب مشروعه لاستكمال التصفية.
أما السلطة المفرّطة فهي لا تعارض مؤتمر البحرين لأنها لا تريد التفريط بفلسطين أو التطبيع مع الاحتلال أو تصفية القضية، بل تريد ذلك كله، ولكنها لا تريد أن يكون الشق الاقتصادي للخيانة سابقا للشق السياسي، أي أنها تريد في البداية تصفية القضية سياسيا، بالتنازل عن فلسطين ليهود وإبرام السلام الدائم معهم، ومن ثم ترحب بالشق الاقتصادي والتطبيع!! صرح بذلك رئيس السلطة عباس ورئيس جهاز المخابرات ماجد فرج وغيرهما من قيادات السلطة، حيث قال عباس لصحفيين يعملون في وسائل إعلام أجنبية التقاهم في مقره برام الله مبررا سبب مقاطعة السلطة لمؤتمر البحرين: "مشروع المنامة هو من أجل قضايا اقتصادية، ونحن بحاجة إلى الاقتصاد والمال والمساعدات، لكن قبل كل شيء هناك حل سياسي، وعندما نطبق حل الدولتين ودولة فلسطينية على حدود 67 بحسب قرارات الشرعية الدولية، عندها نقول للعالم ساعدونا".
إنّ السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير تستميتان من أجل تصفية قضية فلسطين وفق الرؤية الأمريكية القديمة لحل الصراع، حل الدولتين، تلك الفكرة القائمة على التنازل عن ثلاثة أرباع فلسطين ليهود مقابل دويلة هزيلة على أقل من ربع مساحة فلسطين وعاصمتها القدس "الشرقية" دون "الغربية"، وهي الآن تحاول إخراج الناس إلى الشوارع موهمة إياهم أنها ضد صفقة القرن أو تصفية القضية، في حين إن موقفها الحقيقي هو أنها تريد تصفية القضية دفعة واحدة ودون تقسيط ومراحل، وتريد حلا نهائيا يقوم على التفريط الكامل مرة واحدة، وهي تريد أن يكون معها حكام العرب ليعينوها بالتطبيع على إغراء يهود للقبول بالسلام والحل النهائي.
ولا أدل على تآمر السلطة وحرصها على تصفية قضية فلسطين مما تقوم به مؤخرا من مواصلة التضييق على الناس اقتصاديا في قضية الرواتب وزيادة الضرائب تمهيدا لتركيعهم وقبولهم بالخيانات الجديدة التي ترى السلطة نفسها مقبلة عليها، وكذلك مواصلة الاعتقال والتضييق على شباب حزب التحرير الرافضين لكل أشكال التفريط أو السلام مع يهود تحت أي مسمى كان؛ حل الدولتين أو حل الدولة الواحدة أو صفقة القرن، لأنها تريد أن تنفذ الخيانة دون أن تجد من يكشف أمرها أو يفضح تآمرها.
وإنّ الدول العربية المجتمعة في البحرين، التي أعلنت السلطة أنها تتفهم مشاركتها! فإن الأصل أن تتم مخاطبتها بأنّ عليها تحرير فلسطين كل فلسطين، وأن عليها أن تتخلص من العمالة والتبعية للغرب الكافر، وأن تتوحد جميعها تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، ولا نتفهم منها غير ذلك.
أيها الأهل في فلسطين:
إنّ حل قضية فلسطين هو حل وحيد وشرعي ولا يكون إلا بتحريرها كاملة من رجس يهود وخلع كيانهم من جذوره لتعود فلسطين إلى حضن الأمة الإسلامية، وتلك هي مسؤولية جيوش المسلمين التي ينبغي على كل المخلصين في الأمة مناداتهم وتحريضهم على القيام بواجبهم تجاه فلسطين والمسجد الأقصى المباركين، وحشد الأمة الإسلامية باتجاه هذا الحل بدلا من حشدهم باتجاه حلول التصفية والخيانة.
فلا تسيروا خلف السلطة التي تحاول إيهامكم أنها ضد الحلول الاستسلامية وهي غارقة فيها حتى أذنيها، ولا تجعلوها تضللكم فتخسروا الدنيا والآخرة، ففلسطين عزيزة عليكم وأنتم أهلها وهي أمانة في أعناقكم فحافظوا عليها ولا تسيروا وراء من يفرط بها، ولترفعوا صوتكم عالياً: لا للحلول الأمريكية ولا للقرارات الدولية ولا للمبادرات العربية؛ فجميعها خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين وتفريط بأرض الإسراء والمعراج، وناشدوا أمتكم وجيوشكم لتحرير فلسطين كل فلسطين.
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في الأرض المباركة فلسطين