الثلاثاء، 29 ربيع الآخر 1439هـ 16/01/2018م رقم الإصدار: ب/ص- 04/1439
بيان صحفي
خطاب عباس وقرارات المجلس المركزي الفلسطيني
اجترار للمواقف التي ضيعت فلسطين وأهلها ومقدساتها وتثبيت لكيان يهود
اختتم يوم أمس الاثنين 2018/01/15، المجلس المركزي الفلسطيني أعماله وخرج بمقررات تدعو إلى الالتزام بحل الدولتين على أساس الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية دون تغيير، لإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967م وعاصمتها (القدس الشرقية)، والانخراط في أي مفاوضات سلمية جادة برعاية أممية، والتوصية بتعليق الاعتراف بكيان يهود من خلال منظمة التحرير، ووقف التنسيق الأمني، وفك التبعية الاقتصادية مع الاحتلال، مع اعتبار أن المرحلة الانتقالية التي حددتها أوسلو منتهية...
وإننا في حزب التحرير في فلسطين ننكر ما ورد في خطاب رئيس السلطة وهذه القرارات التي أكدت على أن السلطة ومؤسساتها لا زالت متمسكة بالنهج الخياني الذي ضيع فلسطين وأهلها ومقدساتها، وجعل مستقبل قضية فلسطين رهينة بيد الدول الكبرى المعادية لأمتنا ولأهل فلسطين، والتي أوجدت كيان يهود ودعمته بالمال والسلاح وبالقرارات الدولية الظالمة، وفي الوقت نفسه التخلي التام عن الدعوة لتحرير فلسطين ومطالبة الأمة وجيوشها بذلك... ونؤكد على الآتي:
• من الواضح أن القرارات ابتعدت عن لهجة العداء لأمريكا التي صفعت السلطة بقراراتها في موضوع القدس وصفقة القرن، وكذلك خضعت لمزاجية وهوى الدول الأوروبية ما جعل السلطة تتراجع عن دفن أوسلو وعدم الاعتراف بكيان يهود، واكتفت بالإعلان عن انتهاء المرحلة الانتقالية التي حددتها أوسلو والتوصية للمنظمة بتعليق الاعتراف.
• تمسكت القرارات بالسلام والمفاوضات والمؤتمرات برعاية الدول المعادية للإسلام والمسلمين ولأهل فلسطين، بالرغم مما جرّته عملية السلام والاتفاقيات الخيانية من كوارث وجرائم بحق فلسطين وأهلها، فهي جعلت معظم فلسطين ومنها ما يسمى بـ(القدس الغربية) ملكا خالصا ليهود في حين يتم التفاوض على الباقي، وجعلت من السلطة وأجهزتها الأمنية حامية لكيان يهود، وحملت الأعباء الأمنية والمالية والاقتصادية والسياسية عن الاحتلال وجعلته أرخص احتلال في التاريخ باعتراف قادة السلطة أنفسهم، بينما يدفع أهل فلسطين الثمن من دمائهم وقوت عيالهم عبر الضرائب المتصاعدة يوما بعد يوم.
• إن التمسك بحل الدولتين هو خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين ولعموم أهل فلسطين ودمائهم وتضحياتهم، فهذا الحل يكافئ الاحتلال بدولة قوية على 80% من أرض فلسطين مع القسم الأكبر من القدس، وللسلطة على أقصى تقدير وفق مطالبها بدويلة هزيلة على 20% من فلسطين ومنها ما يسمونه بـ(القدس الشرقية)، ألا ساء ما يصنعون!
• إن السلطة ومؤسساتها والمركزي ومنظمة التحرير وفصائلها قد هجرت مفهوم التحرير تماما وألغته من قاموسها ومفرداتها واستبعدت طرح السبيل الوحيد لتحقيق التحرير وهو تحريك جيوش الأمة وتسخير كافة طاقاتها ومقدراتها لخوض معركة فاصلة تقضي على كيان يهود من جذوره، واستعاضت عن ذلك بطلب الحماية الدولية من ذئاب الدول المجرمة ولتضيف احتلالا دوليا إلى جانب احتلال يهود لفلسطين، ألا ساء ما يحكمون!
إننا نؤكد للسلطة وأمريكا وأوروبا وكيان يهود بأنّ أمة الإسلام تغلي الدماء في عروقها، وهي تقترب يوما بعد يوم من الأخذ بحلاقيم الحكام الذين تعتمدون عليهم وعلى تبعيتهم وعمالتهم لكم، وستسقطهم الأمة قريبا بإذن الله وستقيم خلافة راشدة على منهاج النبوة تستأصل شأفتكم وتحرر فلسطين كاملة وكافة بلاد المسلمين المحتلة، وتعيد أمريكا والدول الغربية إلى عقر دارها وتعاقب كل خوان كفور، وإن غدا لناظره لقريب.
﴿إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين