بسم الله الرحمن الرحيم
جيش الاحتلال اليهودي استباح قلقيلية فجاء رد السلطة الفلسطينية سريعاً ومزلزلاً: منع ندوة لحزب التحرير في قلقيلية
دخلت قوات كبيرة من جيش يهود مدينة قلقيلية يوم الخميس فجراً وفرضت منع التجول فيها، ثم عاثت فيها فساداً وهدمت منـزلين وألحقت أضراراً بمنـزل آخر، كما قامت بمداهمة البيوت والتفتيش فيها، وإخراح أهلها منها، وأجبرت بعض الناس على خلع ملابسهم خلال تحركها في المنطقة.وكالعادة وكما يحصل في كل مدن الضفة الغربية في مثل هذه الحالات، اختفت السلطة وأسلحتها ورجالها من شوارع قلقيلية ولبس رجال أجهزتها الملابس المدنية إذعاناً لجيش اليهود، ولزموا بيوتهم ومقراتهم.
وبعد أن أتم جيش اليهود مهمته في قلقيلية، انتشرت قوات الأمن الفلسطينية، ومارست نشاطاً مضحكاً مبكياً، حيث قامت بالاستعراض بشكل استفزازي للناس في أحياء قلقيلية، واعتقلت اثنين من شباب حزب التحرير كانوا وضعوا على سياراتهم إعلانات لندوة للحزب تعقد يوم السبت 21/6، (علماً أنها كانت اعتقلت سبعة من الشباب يوم الثلاثاء الفائت). ولم تكتفِ السلطة بذلك بل إنها جعلت من رجال "أمنها" عمال نظافة يزيلون الإعلانات التي علقها شباب الحزب في المدينة، ثم أصدرت السلطة ممثلة في شخص محافظ قلقيلية قراراً تعسفياً غير مسئول بمنع الندوة، وهددت بمنع عقدها بالقوة، وأجبرت السلطة صاحب الصالة المستأجرة على إغلاقها في الساعة المقررة لانعقاد الندوة، فتم نقل الندوة إلى المسجد إذ لم يكن متسع من الوقت لوضع ترتيب آخر، وعُقدت الندوة بفضل الله وحضرها الكثيرون.
إن من العجب العجاب أن تكون السلطة ذليلة صاغرة أمام جيش الاحتلال اليهودي، ثم تحاول عبثاً إظهار العنتريات الفارغة على الناس، فإن الذليل المقهور المستباح، يطأطئ الرأس أمام الناس ويحاول إخفاء ذِلته، ولا يستفز الناس بالعنتريات الكاذبة، فإن هذا يزيد من عداء الناس له، ويكون سُبة فوق سُبة، ووزراً فوق وزر، ومرضاً نفسياً عضالاً فوق مرض.
إن ما فعلته السلطة ممثلة في شخص محافظ قلقيلية، ينسجم مع الخط العام الذي تسير عليه في محاربة الناس في دينهم ومعاشهم وأخلاقهم وأوطانهم، وليس آخرها الحملات الضريبية التي تصب في العمل المنهجي المنظم الذي ينفذه اليهود لتهجير أهل فلسطين منها.
نقول للسلطة: إن من دلائل فسادكم وباطلكم أن كلمة الحق ترعبكم إلى هذا الحد، بينما استباحة جيش يهود لكم لا يرف لكم من أجله جفن ولا يتمعر لكم من أجله وجه، ونقول إن ما تفعلونه لن يثنينا عن حمل الدعوة الإسلامية التي شرفنا الله ومنّ علينا بحملها، بل إن مضايقاتكم ستـزيدنا ثباتاً وإصراراً ونشاطاً في عملنا بإذن الله. ونقول لها أيضاً إن من الدول من لا تُعَدون معهم شيئاً قد سبقوكم في محاولة التضييق على الحزب، فردهم الله بغيظهم لم ينالوا خيراً، أتعلمون لماذا ؟ لأن الله سبحانه أخبر من قديم بأن العاقبة للمتقين وأن الصد عن سبيل الله عمل مخفق خاسر، سواءٌ قمتم به أنتم نيابة عن الكفار أم قام به الكفار أنفسهم، قال الله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ)، ونحذركم من الاستمرار في الصد عن سبيل الله ونذكركم بقول الله (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ) وبقوله تعالى (أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ).
19 جمادى الثانية، 1429 الموافق 23/06/2008 م حزب التحرير - فلسطين