بسم الله الرحمن الرحيم
يزور قاتل أطفال المسلمين الرئيسُ الأمريكي بوش فلسطينَ المحتلة عام 48 ضمن زيارة للمنطقة تشمل مصر والسعودية أيضاً. والسبب الرئيس لهذه الزيارة هو مشاركة أوليائه اليهود فرحتهم واحتفالاتهم بذكرى إقامة دولة لهم على أرض فلسطين، أرض الإسراء والمعراج التي شَردوا من أهلها من شردوا، وذبحوا منهم من ذبحوا، وألجأوا منهم إلى المخيمات من ألجأوا، وهم لم يَفتُروا عن قتل أهلها والتنكيل بهم منذ قيام كيانهم المسخ حتى الساعة.
إن من المقرر في زيارة بوش هذه أن يلقي خطاباً في برلمانهم، وأن يزور بعض رموزهم التاريخية المزعومة، وأن يضع إكليلاً على قبور قتلاهم في حروبهم مع المسلمين، وأن يجتمع مع شباب من أبنائهم يكلمهم ويتودد إليهم، كل ذلك احتفالاً منه بنكبة المسلمين حين قامت دولة "إسرائيل" في عقر دار المسلمين. فهو بهذا يبارك جرائم اليهود كلها من قتل وحصار وهدم للبيوت على رؤوس أصحابها.
إن هذه الزيارة الحميمة لكيان يهود للمشاركة في احتفالاتهم بهذه الذكرى المؤلمة، هي صفعة على وجه كل من يحاول مخادعة الناس من حكام المسلمين وأشباه الحكام في السلطة الفلسطينية الذين يَعتبرون عدوة َ المسلمين أمريكا وسيطاً نزيهاً في حل قضاياهم واستعادة حقوقهم. فهذه الزيارة وتفاصيلها تنطق بأن علاقة المسلمين مع أمريكا يجب أن تكون كالعلاقة مع كيان يهود: علاقة مع كيان كافرٍ مُعادٍ، محتل، غاصب، عدو.
ولا يغيب عن جو هذه الزيارة الهدف الانتخابي، فهي في جانب منها دعاية لحزب بوش الجمهوري وتزلفٌ لليهود لكسب أصواتهم، ومحاولةٌ لتحسين صورته وصورة حزبه على أكثر من صعيد.
إن الوعود التي يطلقها مجرم الحرب بوش بخصوص ما يسمى بالدولة الفلسطينية هي سراب خادع وكارثة محدقة: سراب خادع لأنها لن تكون دولة حقيقية كما يصورها الأفاكون بل ستكون جهازاً أمنياً ملحقاً بيهود وخادماً لهم، وهذا ظاهر للعيان في حال السلطة الفلسطينية الآن، أما كونها كارثة فلأن أي حل سياسي لقضية فلسطين لن يكون إلاّ من خلال الاعتراف بكيان يهود والتنازل لهم عن معظم أرض فلسطين، فالحل السياسي يعني التوصل إلى حل تكون دولة يهود أحد أطرافه، أي إعطاء الشرعية والديمومة لهذا الكيان، بدلاً من إزالته كما أمر الله تعالى.
إن على المسلمين في فلسطين وفي العالم الإسلامي كله أن يدركوا حقيقة الحرب التي يشنها الكفار عليهم في كل جانب من جوانب الحياة، وعليهم أن يدركوا أن أمريكا هي دولة عدوة لنا تعمل ليل نهار للقضاء على مصالح الأمة الإسلامية بل على الأمة الإسلامية نفسها، قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ)، وقال (وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء).
ولذلك فعلى جميع المسلمين أن ينكروا على زعمائهم لقاءاتهم مع رؤوس الكفر هؤلاء وتواطؤهم معهم على الإضرار بالإسلام وأهله وعلى استجابتهم لهم بالتفريط في مصالح المسلمين وفي أرض المسلمين. وإن على الأمة، وخاصة أهل القوة فيها أن يعملوا على حماية هذه المصالح وهذه البلاد بالجيوش الجرارة، وعلى رأس هذه البلاد فلسطين أرض الإسراء والمعراج، فإن الله سائلهم عن سكوتهم.
ولأهلنا في فلسطين نقول: هل لو كانت لكم خلافة، هل لو كان لكم خليفة، هل كان يهود يجرؤون على قتلكم، هل لو كان لكم إمام، هل كان مجرم الحرب بوش يجرؤ على المجاهرة بالفرح لنكبتكم والرقص على دمائكم؟ فالصبرالصبر حتى يجعل الله لنا من بعد هذا العسر يسراً، والثبات الثبات على الحق ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، ولا تركنوا إلى الذين ظلموا ولا تصدقوهم فإنهم يخادعونكم، وهم عبيد عند يهود والأمريكان يعملون على تسويق خططهم الإجرامية بحق الإسلام والمسلمين، وبحق أرض فلسطين وهم يزينون لكم جرائمهم وتآمرهم لتقبلوا هذه الحلول الخيانية الهزيلة.
إنكم بيضة القبان، وإنكم قادرون على إفشال مخططات أسيادهم مهما تآمروا عليكم، فاعتصموا بحبل الله المتين وعادوا من يعادي الله ورسوله، ولا تعوّلوا على بوش وأمثاله ولا على عَبيده من الحكام وأشباههم، فأنتم لستم شعباً يتيماً، بل أنتم جزء عريق كريم من أمة عظيمة كريمة هي خير أمة أُخرجت للناس، وهي أمة قادرة على التحرير وعلى ما فوق التحرير، ألا وهو تحقيق السعادة للبشرية جمعاء من خلال مبدأ الإسلام العظيم. فاعملوا لتكونوا شركاء في تحقيق وعد الله تعالى وبشرى رسوله الكريم (ثم تكون خلافة على منهاج النبوة)، فإن خليفة المسلمين هو الذي سيقود جحافل الفتح والتحرير قريباً بإذن الله تعالى.
(وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً).
8 جمادى الاولى-29 الموافق 13/05/2008 حزب التحرير - فلسطين