بسم الله الرحمن الرحيم
ممارسات السلطة العدائية في طولكرم وجنين لن تزيدنا إلا اصرارا على
حمل الدعوة وإقامة الدين
نصرة لأهل الشام ونشراً للوعي على حقيقة ثورة الشام المباركة، أصدر حزب التحرير – فلسطين فيلما يعرض فيه كثيراً من الوقائع والحقائق التي يتجاهلها الإعلام ويغيبها عن أنظار الأمة عن قصد، فأردنا أن يستمع الناس لأهازيج الخلافة كيف يملأ صداها سماء الشام وأرضها، وليشاهدوا تلك الجموع الغفيرة التي تتحدى الموت وتخرج صادحة "الأمة تريد خلافة إسلامية"، وليستمعوا إلى المواثيق والعهود التي قطعها قادة الكتائب والألوية على نصرة الإسلام وإقامة الخلافة، وليعلم القاصي والداني حجم المؤامرة الدولية والإقليمية على هذه الثورة المباركة التي احتضنت الإسلام، ورفضت كل البرامج السياسية التي يروج لها الغرب، كالدولة المدنية، والديمقراطية وغيرها من أفكار الكفر.
وقد دعونا الناس لحضور عروض هذا الفيلم في القاعات العامة في أرجاء البلاد، فاستجاب الناس وحضروا الفيلم وتفاعلوا معه في كل المدن والمحافظات في أجواء ذرفت فيها العيون وتاقت فيها النفوس لنصر الله.
ولكن أبى كل من محافظ جنين ومحافظ طولكرم وأجهزتهما الأمنية إلا أن يكونوا على نهج الطغاة والمستكبرين فقاموا بتهديد أصحاب القاعات ومنعهم من تأجير القاعات للحزب، واعتذرت بعض محطات التلفزة المحلية عن عرض الفيلم خشية من تهديدات المحافظ واجهزته الأمنية. وهكذا يفعلون في جنين وطولكرم في كل مرة نريد أن نعقد ندوة أو محاضرة ندعو فيها إلى الله.
لقد ارسلنا وفودا للمحافظين لثنيهم عن مواقفهم هذه، العدائية تجاه الإسلام وقضيته، وتجاه حزب التحرير، والتي تنتهك القانون الذي تزعم السلطة السير بموجبه، ولكنهم كانوا يتحدثون بمنطق فرعون الذي أخذه الغرور والاستكبار، فلم يستمعا لصوت العقل ولم تكن لهما حجة سوى فرض الوصاية السياسية على المخلصين من أبناء الأمة، وإشباع عطشهم للسلطة المفقودة، التي تتمرغ يومياً تحت عجلات دوريات جيش الاحتلال اليهودي.
لقد قمنا بوقفات احتجاجية وألقينا كلمات في المساجد احتجاجا على إجراءات السلطة واجهزتها، وأصدرنا بيانا صحفيا بهذا، وقلنا لعل القائمين على السلطة وأجهزتها الأمنية يضعون حداً لتجاوزات المحافظين في كل من جنين وطولكرم وأجهزتهما الأمنية، ولكن الظاهر أنهم لا يبصرون ولا يسمعون إلا إذا ملأت الأحداث والأصوات البلاد كلها.
في هذا السياق اجتمع مندوب الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في منطقة الشمال بمحافظ طولكرم جمال سعيد وأخبره أن عقد الاجتماعات في الأماكن المغلقة لا يحتاج إلى إشعار، وبعد مناقشات أصر المحافظ على أن يدوس قانون السلطة.
إن قانون الاجتماعات العامة الذي يتمترس خلفه المحافظان وأجهزتهما الأمنية للصد عن سبيل الله ومحاربة الإسلام، ينص صراحة على أن حقنا في الأعمال السياسية في الأماكن العامة، مكفول دون عوائق كما جاء في المادة (2) قانون12 لسنة 1998"للمواطنين الحق في عقد الاجتماعات العامة والندوات والمسيرات بحرية،..." أما ذريعة الإشعار التي يريدون بها ممارسة الابتزاز والخاوة السياسية فهي ذريعة واهية فوق أنها مخالفة للقانون، فالقاعات والأماكن المغلقة لا تحتاج إلى إشعار وهذا ما أكدته الهيئات الحقوقية في تقاريرها الدورية التي رصدت فيها انتهاكات السلطة ومخالفتها لهذا القانون.
إن شرع الله هو الذي يهمنا ويهم المسلمين، وإنما نذكر قانون السلطة هنا لنكشف حقيقة العقلية التي تطبق القانون، وكيف أنها لا تحترم قانونها ولا تقيم وزنا لقيمها إذا كان الأمر يتعلق بمحاربة الإسلام وعزة المسلمين وقول كلمة الحق، ففي الحرب على الإسلام تداس كل القوانين ويتم الالتفاف عليها بالتأويل والتحريف، للصد عن سبيل الله.
إننا في حزب التحرير نستمد شرعيتنا من الإسلام الذي نذرنا أنفسنا من أجل إقامته وإزالة كل الأنظمة الوضعية والكيانات الذليلة أمام أعداء الأمة، التي تجثم على صدر الأمة وتنكل أجهزتها الأمنية بشبابها وخيرة أبنائها، إن الغضب الذي يعتمل في قلوب الأمة على هذه الأنظمة سينفجر بركانا يحرق كل الطغاة والمجرمين، وإنا نحذر السلطة وأجهزتها الأمنية من مغبة أعمالها فجريمتها في التفريط بأرض الإسراء والمعراج خيانة عظمى، وهي تضيف إليها يوماً بعد يوم جرائم أخرى ستحصد بها خزياً وندامة في الدنيا، ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون.
وأخيرا، إن فجر الخلافة قارب على البزوغ بإذن الله، وعندها سيرى العالم كله سطوة الإسلام بالظالمين وعدله بالمؤمنين، ونؤكد أن أعمالنا الاحتجاجية ضد ممارسات السلطة هذه ستتواصل وتتصاعد حتى نأخذ حقنا كاملا غير منقوص.
"إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ *كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ"
22/2/2013 حزب التحرير- فلسطين