بسم الله الرحمن الرحيم
نداء المسجد الأقصى في الذكرى الـ٩٨ لهدم الخلافة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد،
أيها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها،
أيها الضباط والجنود في جيوش المسلمين...
نناديكم من مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، نخاطبكم من المسجد الأقصى الأسير، ونقول لكم، الخلافة نصر من الله وفتح قريب... فانصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم.
من المسجد الأقصى نستنهض هممكم لنصرة الإسلام... من هذه البقعة المباركة نستصرخكم لإقامة دين الله في الأرض، فهل أنتم مجيبون؟ فهل أنتم ملبون؟
أيها المسلمون:
الخلافة على منهاج النبوة، هي طريق نجاتكم وعزتكم، وإقامة دينكم.
الخلافة على منهاج النبوة هي طريق تحرير الأقصى والأرض المباركة من رجس الغاصبين، هي طريق نصرة المستضعفين من المسلمين في بورما وتركستان الشرقية، هي الطريق الشرعي والعملي لدحر أمريكا من العراق وأفغانستان وجزيرة العرب وباقي بلاد المسلمين المحتلة...
الخلافة على منهاج النبوة هي طريق وحدتكم، فهي التي تجمع كلمتكم وتلم شعثكم، وهي التي ستقضي على الطائفية المقيتة والقومية المنتنة، وباقي الدعوات التي مزقت الأمة، وهي التي ستجمع المسلمين على قلب رجل واحد، أمة واحدة من دون الناس كما أرادها الله ورسوله.
الخلافة على منهاج النبوة هي التي ستشحن الجيوش وتسيرها لنشر الإسلام في الأرض لإخراج الناس من ظلمات الكفر والضلال إلى نور الإسلام وعدله.
الخلافة على منهاج النبوة هي التي ستخلص العالم من جشع الرأسمالية وفسادها، ومن شرور أمريكا وحلفائها...
نعم، الخلافة هي التي ستنقذ البشرية وتنشر الخير على الأرض لينعم به الناس جميعا.
أيها المسلمون، يا جيوش المسلمين...
ألم يأن لقلوبكم أن تخشع لذكر الله وما نزل من الحق؟، ألم يأن لكم أن تنصروا الله ورسوله؟
ألم يأن لكم أن تخلعوا حكام الطاغوت، وطغمة المفسدين الذين أذاقوا الأمة صنوف الذل والهوان؟
أم يأن لكم أن تنبذوا أسباب الفُرقة وتزيلوا الحدود التي فرق بها الكافر جماعتكم؟
ألم يأن لجيوش الأمة أن تنحاز للإسلام فتنصر الله ورسوله؟
بلى والله قد آن ... بلى والله قد آن...
يا إخوتنا وأحبتنا: إن قضيتنا هي الإسلام، ومهمتنا هي إقامة دين الله في الأرض، وقد اجتبانا الله تعالى للشهادة على الناس، وجعلنا خير أمة أخرجت للناس بهذا الدين الحق، فتدبروا قول الله تعالى: ﴿وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ﴾.
فاعتصموا بحبل الله المتين وانهضوا لدين الله لنقيمه معا ونحقق بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإقامة الخلافة على منهاج النبوة.
يا إخوتنا وأحبتنا في بلاد المسلمين كلها لن نمل من مناداتكم من المسجد الأقصى حتى يقر الله عيوننا بنصره فنرى كتائبكم وجنودكم مكبرين مهللين في باحات الأقصى مرددين قول الله تعالى: ﴿فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
يا أهل الأرض المباركة، أهلنا الأعزاء في غزة هاشم...
لقد تآمر عليكم القريب والبعيد، وليس لكربكم كاشفٌ إلا الله القوي العزيز، وقد مكر أعداء الله بكم وتربصوا بكم الدوائر ولكن مكر الله أكبر من مكرهم، قد يكون غرَّهم تخاذلُ الحكام المجرمين، أو غرتهم أنفسهم علواً واستكباراً... ولكن هذه الأرض المباركة هي عرين الإسلام، وقبلة المسلمين الأولى، ومعراج النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء، وفيها الطائفة المنصورة الظاهرة على الحق، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الدِّينِ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ» . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: «بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ» (رواه أحمد)
يا أهلنا وأحبتنا: لقد أَلبَس الغربُ وحكام المسلمين منظمة التحرير ثوبَ الخيانة، فسلكت طريق الخائنين واتخذت من أمريكا ودول الكفر أولياء من دون المؤمنين، وقَبِلت بقانون دولي أعور لا يرى إلا مصالح يهود وتمكينهم من الأرض المباركة، وأعداء الإسلام لا ينفكون عن التآمر والكيد بالإسلام، وأمريكا وأوروبا وروسيا وكيان يهود بعضهم أولياء بعض بنص كتاب الله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾.
وإننا من هنا، من هذه البقعة المباركة، نحذركم من الركون إلى الظالمين والخائنين وحكام الطاغوت، ونتوجه بالنصيحة للحركات والفصائل ونقول لهم، إن قضية فلسطين مردها إلى الإسلام وأمة الإسلام، وليس إلى أمريكا أو الهيئات الدولية، أو إلى زمرة الخائنين من حكام المسلمين، ونخص بالذكر ثالوث الخيانة حكام مصر والأردن والسعودية، فأعداء الإسلام يريدون إلباس ثوب الخيانة لكل الفصائل والحركات في فلسطين كما ألبسوه من قبلُ لمنظمة التحرير الفلسطينية، وإن لم تلبسوه طواعية سيعملون على إرغامكم عليه، ولهذا ندعوكم جميعاً للبراءة من أنظمة الطاغوت، ومن الهيئات الدولية، ورد قضية فلسطين إلى أساسها ألا وهو الإسلام، واستنصار الأمة الإسلامية وجيوشها لإقامة الخلافة وتحرير بيت المقدس.
أيها المسلمون:
الخلافة نصر من الله وفتح قريب، فانصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم، وثقوا بالله القوي العزيز، فهو وحده الذي بيده النصر ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾، فاعملوا معنا وضموا أيديكم إلى أيدينا لنقيمها خلافة راشدة على منهاج النبوة.
اللهم بلغ عنا هذا الخير للمسلمين واشرح صدورهم إليه، وألف بين قلوبنا واجمع أمة محمد على طاعتك ومرضاتك ونصرة دينك، واجعل لنا من لدنك سلطانا نصيرا.
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين... والحمد لله رب العالمين
29 رجب 1440هـ حزب التحرير
الموافق 5/4/2019م الأرض المباركة فلسطين
{becssg}2019/4/Masra19/{/becssg}