بسم الله الرحمن الرحيم
(وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا)
الله الله في أعراضكم .. الله الله في نسائكم .. الله الله في بناتكم .. الله الله في أبنائكم
أعداء الإسلام وعملاؤهم لا يدخرون جهداً في إفساد نسائكم وأبنائكم، عبر مؤسسات وجمعيات تجوب البلاد طولاً وعرضاً نشراً للفساد والرذيلة، وذلك تحت ذرائع ومسميات عدة مثل"تمكين المرأة" و "الحرية والمساواة" و"حقوق المرأة" و"المبادرات والأنشطة الشبابية" وغيرها الكثير، ويصاحبها نشاطات محمومة في الجامعات والمدارس والأماكن العامة عمادها الاختلاط وكسر الحواجز بين الذكور والإناث، فحفل ماجن في "روابي"،وعرض سيرك فاضح في رام الله، وحفلات رقص وغناء في الجامعات، وماراثونات ومسابقات ومهرجانات مختلطة قائمة على قلة الحياء في رام الله ونابلس وبيت لحم والخليل .. الخ.
وأضحت السلطة المجرمة ومؤسساتها وعلى رأسها وزارات الثقافة والرياضة والسياحة والتربية والتعليم رأس حربة في نشر الفساد والمجون تنفيذاً لسياسات أعداء الإسلام الذين ينفقون الملايين على هذه النشاطات الإفسادية(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ)، إنها سلطة مجرمة ضيعت الأرض والعرض والمقدسات واتخذت من الكافرين وأعداء الإسلام أولياء من دون المؤمنين.
يا أهل الأرض المباركة:
لقد لعبت السلطة وقادتها دوراً قذراً في فرض المشاريع الاستسلامية على أهل فلسطين، ليخضع أهل فلسطين ويقبلوا بالعيش الذليل تحت حراب الاحتلال، ويرى أعداؤكم أن الضمانة الوحيدة لبقاء الاحتلال هي إفساد أبنائكم وبناتكم و"علمنتهم" لتنشأ الأجيال القادمة على الفساد والمجون والبعد عن الدين، وإذا ما خسرتم دينكم وخسر أبناؤكم دينهم، فماذا سيبقى لكم سوى العيش الذليل تحت نير الاحتلال؟!!، وهذا ما يريده عدوكم (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا).
أيها الأهل في الأرض المقدسة:
نخاطبكم بقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)...نخاطبكم بقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ).
أيها الآباء والأمهات: نخاطبكم بقول رسول الله"ص" أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، ...، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ» رواه مسلم، فأدبوا أبناءكم على الإسلام وعلموهم العفة والحياء، ازرعوا في قلوبهم حب الله وحب رسوله، ألبسوا بناتكم ثوب التقوى واستروهن بثوب العفة الجلباب، علموا أبناءكم كيف تصان الأعراض ويحافظ عليها، حذروهم مما يكيده أعداء الإسلام لهم، حذروهم من عاقبة المعاصي وغضب الله تعالى.
ونخاطبكم بقول رسول الله"صلى الله عليه وسلم" مَنْ يَلِي مِنْ هَذِهِ البَنَاتِ شَيْئًا، فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ، كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ» رواه البخاري
يا نساء المسلمين: الإسلام حصنكن، وتقوى الله لباسكن، فاتقين الله في أنفسكن قال تعالى:(فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ)....ونخاطبكن بقول الله تعالى:(وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
يا نساء المؤمنين: استجبن لله ورسوله (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا).
أيها الأبناء والبنات:
أنتم ذخر أمتكم، وأنتم من يُعول عليهم في نهضتها ورفع شأنها، والإسلام هو دينكم وعقيدتكم، والحرب عليه مستعرة في كل أرجاء الأرض، فلا تطيعوا الكافرين والمجرمين وأطيعوا الله ورسوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (149) بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ).
يا شباب المسلمين: قضيتكم هي الإسلام، فلا تلتفتوا عنه فتهلكوا، فما يريده الغرب وأعداء الإسلام منكم هو التحلل من مفاهيم الإسلام وقيمه، فهو يريد قتل الغيرة على العرض في أنفسكم، ويريد من نسائنا أن تخلع الجلباب لتنكشف للناس عوراتهن، يريد لبناتنا أن تختلط بالرجال ليذهب حياؤهن، يريد منكم أن تعيشوا الحياة الغربية بكل قذاراتها... هذه هي حقيقة أمريكا وأوروبا وحقيقة أعداء الإسلام قال تعالى:(مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ).
فالسلطة المجرمة وأعداء الإسلام يغيظهم الإسلام، ويغيظهم عفة نساء المسلمين، ويغيظهم لباسهن الشرعي (الجلباب) الذي يحفظ كرامة نساء المؤمنين، يغيظهم تقيدكم بأحكام الإسلام، فماذا أنتم فاعلون؟ أتطيعون الله ورسوله أم تطيعون المجرمين وأعداء الإسلام.
يا أهل فلسطين:
الغيرة ... الغيرة .... الغيرة، قَالَ رَسُولُ اللهِ "صلى الله عليه وسلم": " الْمُؤْمِنُ يَغَارُ، الْمُؤْمِنُ يَغَارُ، الْمُؤْمِنُ يَغَارُ، وَاللهُ أَشَدُّ غَيْرًا " رواه أحمد
يا أهلنا وإخوتنا في الأرض المباركة، ألم يأن لكم أن تبصروا الحق وتعملوا به؟! ألم يأن لكم أن تسيروا في طريق عزتكم ورضوان الله والجنة؟! ألم يأن لكم أن تنكروا على الظالمين والمجرمين وتأخذوا على أيديهم؟! ألم يأن لكم أن تحملوا دعوة الإسلام لإقامة دين الله وتحكيمه في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة تحرر البلاد من رجس الغاصبين وتوحد صفوف المسلمين وتحفظ أعراضكم ودياركم... (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ) بلى والله قد آن .. بلى والله قد آن.
اللهم اشرح صدرونا وصدور المسلمين لطاعتك ومرضاتك ونصرة دينك،واجعل للخير الذي نحمله سبيلا إلى قلوبهم، وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ... والحمد لله رب العالمين.
11/10/2018م حزب التحرير
الموافق 2صفر 1440هـ الأرض المباركة فلسطين