بسم الله الرحمن الرحيم
سلطة التنازل والتفريط والإفساد والتنسيق الأمني
تؤكد اصطفافها مع الكفار المحاربين للإسلام المعادين لمشروع الخلافة العظيم
قامت السلطة الآثمة يوم السبت الماضي 21/4/2018م، بإجراءات إجرامية، من نصب للحواجز، وتفتيش، وحشد "لقواتها" على مداخل رام الله، فضلاً عن شوارعها الداخلية، ومداخل الخليل وبيت لحم وسلفيت وجنين وقلقيلية وغيرها، ووصلت حواجز السلطة إلى أماكن لا تصل إليها إلا بتنسيق وإذن مسبق من الاحتلال، وحولت محيط مسجد البيرة الكبير ووسط رام الله إلى ثكنة عسكرية حشدت فيها مختلف أجهزة القمع، وكل هذه الإجراءات لمنع مسيرة دعا إليها حزب التحرير في رام الله إحياءً لذكرى هدم دولة الخلافة تحت شعار"الخلافة تعيد للأمة عزتها وللقدس مكانتها".
وقد سبق ذلك ما أقدمت عليه السلطة وأجهزتها الأمنية من اعتداء لمنع مسيرة في جنين يوم السبت 14/4/2018. فحاصرت مسجد جنين الكبير ولم تراعِ حرمة بيت الله، واعتدت على المصلين والناس بالهراوات ورش الغاز والفلفل والاعتقال، وفي مسيرة الخليل وبالرغم من أجواء الترهيب التي أوجدتها السلطة لمنع المسيرة، إلا أن الآلاف من أهل الخليل وما حولها وعلى رأسهم أهل الحل والعقد، خرجوا يهتفون ويكبرون ويستنصرون الأمة الإسلامية وجيوشها لإقامة الخلافة وتحرير الأقصى، وأثناء انصراف الناس رشقت قوات دايتون الكبار والصغار والشيوخ ووجهاء المدينة بقنابل الغاز، في صولة النذل كما يقال!
أيها الأهل في الأرض المباركة فلسطين:
ما هو الأمر الذي تخشاه السلطة الذليلة وأسيادها من هذه المسيرات لتحشد لها هذه الحشود لتمنعها؟!!.
إنّ الدعوة لاستنصار الأمة الإسلامية وجيوشها لإقامة الخلافة التي تخلع كيان يهود من جذوره، قد باتت تجد قبولاً وتأييداً كبيرين بين المسلمين في فلسطين وفي أقطار العالم الإسلامي، وبات يتشكل لها رأي عام يطغى على كل المشاريع الخيانية التي تهدف إلى تصفية قضية فلسطين، فهي الطريق الشرعي الوحيد القادر على تحرير فلسطين، والذي بذلت الدول الاستعمارية جهوداً كبيرة لصرف المسلمين وأهل فلسطين عنه. فخروج أهل فلسطين لاستنصار أمتهم لإقامة الدين وتحرير الأقصى يعتبر ضرباً لكل المشاريع الخيانية التي تهدف لتثبيت كيان يهود، ولذلك دفعوا بالسلطة ذراعهم الأمني، لتقوم بجريمة لا تستطيع تبريرها حتى أمام أفراد أجهزتها الأمنية الذين أشكل عليهم فهم سبب هذا الاستنفار الكبير للأجهزة السلطة.
لقد أكدت السلطة على حقيقة كونها ذراعاً أمنياً ليهود، وأنّ وظيفتها الأولى هي حراسة وحماية مصالح يهود والاستعمار في البلاد، وليس لها من أمرها من قطمير، وأهل فلسطين يعرفون حقيقة أجهزة أمن السلطة التي يرونها تختبئ في جحورها أمام اقتحامات الاحتلال، فجيش الاحتلال يقتل ويعتقل ويهدم البيوت ويصادر الأراضي، والمستوطنون يعتدون على المساجد ويحرقونها ولا نرى هذه الحشود الضخمة من تلك الأجهزة تتحرك أو تتحرك فيها ذرة نخوة.
ليس غريباً هذا الإجرام على سلطة تنازلت عن معظم فلسطين ليهود، ورئيسها ينادي في كل ناد بتقسيم القدس وتثبيت يهود على الشطر الغربي منها، وليس غريباً أن تحارب فكرة الخلافة التي ستحرر فلسطين وتجعل كيان يهود أثراً بعد عين.
ليس غريباً عليها هذا الإجرام فهي تبذل كل وسعها لسلخ أبناء المسلمين عن دينهم عبر مناهج التعليم التي تشرف عليها الدول الاستعمارية، ومن خلال نشاطات "لا صفية" تهدف إلى طمس قيم الإسلام وإفساد الأخلاق من رقص وغناء وتمثيل واختلاط، وفوق هذا رعايتها وتنظيمها لمهرجانات الرقص والماراثونات الماجنة.
يا أهلنا في الأرض المباركة: إن السلطة عندما تحارب دعوة الخلافة إنما تحاربها تقرباً من أعداء الإسلام أمريكا والغرب الكافر ومعهم يهود الذين يتحسبون من عودة الخلافة، ونسيت السلطة أن أمريكا قد تلغي وجودها بجرة قلم أو بصفقة قرن، وأن يهود الذين تركن إليهم أقصى ما يتمنونه هو بقاء دولتهم سنوات.
وفي الختام: نقول للسلطة ومن وراءها، إن جرائمهم بحق المسلمين لن تمر دون حساب، وسيبقى حزب التحرير ماضيا في طريقه لإقامة الخلافة وتطبيق شرع الله ولن تقف في وجهه كل قوى الأرض بإذن الله تعالى، فرحى الإسلام دائرة وستنهض أمة محمد صلى الله عليه وسلممن كبوتها رغم مكر الكافرين وكيدهم، قال تعالى: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾.
فدعوتنا دعوة حق وهي بالغة غايتها بإذن ربها وحفظه ورعايته، وسيخزي الله الكافرين والمنافقين، ولتقومنَّ الخلافة ولينصرنَّ الله دينه ويعلي رايته قريباً إن شاء الله،
﴿لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ﴾.
12/شعبان/1439هـ حزب التحرير
الموافق 27/4/2018م الأرض المباركة فلسطين