التاريخ الهجري 8من جمادى الثانية 1437هـ رقم الإصدار: 013 / 1437
التاريخ الميلادي الخميس, 17 آذار/مارس 2016م
بيان صحفي
اجتماع أنقرة استنساخ لتجربة السلطة الفلسطينية على أرض الشام
تمر علينا في هذه الأيام الذكرى الخامسة لانطلاق ثورة أهل الشام ضد نظام الطغيان الحاكم، ثورة التكبير التي كانت المساجد لها مهداً، وكانت الشهادة أو النصر لها عنواناً تدل عليه تضحيات عظام بذلها أهل الشام المؤمنون في معركتهم ضد هذا النظام، تضحيات عظيمة ومواقف مشرفة ثبتوا عليها في وجه التآمر الدولي الذي جرب عديد الأدوات، وسخر لبقاء هذا النظام ما استطاع من العملاء والحلفاء؛ فكانت محاولاته في صد هذه الثورة وإحباطها محكومة بالفشل؛ فكانت كل محاولة إجهاض وكل مؤامرة جديدة تحكي فشلاً أصاب سابقتها، وفشلا ينتظرها في بلاد تكفل الله سبحانه وتعالى بها وبأهلها حفظاً وصوناً.
في هذه الأيام التي تعيدنا ذكراها قبل خمسة أعوام إلى لحظات عز وكرامة، يريد المجتمع الدولي سلبنا إياها، فتبذل الجهود المضنية وتزداد المساعي المركزة من أمريكا وأعوانها لطعن هذه الثورة بخنجر مسموم تريده أن يصيب منها مقتلاً، فقد غَرَّها ما حققته من نجاح في جر الفصائل المقاتلة إلى القبول بمشروع الهدنة الذي طرحته، وغَرَّها أيضاً ذلك التأييد من قبل هذه الفصائل لهيئة المفاوضات التي دخلت مسار إعادة تأهيل النظام الحالي، فكان اجتماع أنقرة الذي حضره عدد من قادة الفصائل الثورية المقاتلة، وحضره أيضا خادم الأسد قديماً، منسق هيئة المفاوضات حديثاً رياض حجاب، وعبَّر عن أهداف الاجتماع مستشار الأسد ووزيره سابقاً والمتحدث الرسمي باسم هيئة المفاوضات حالياً رياض نعسان آغا، والذي طالب هذه الفصائل بالتوحد ضمن جيش وطني سوري يديره مجلس عسكري موحد.
إن هذا الاجتماع، والذي كان على أعين حكام تركيا أدوات أمريكا في أنقرة، لا بد وأنه يسير ضمن سياسة أمريكا التي لا زالت تقف في وجه أي عمل عسكري يطيح بالنظام، وتسعى جاهدة لترميمه وإعادة تأهيله تحت عنوان الحل السياسي، فهي تريد من خلال هذا المجلس أن ترى ما سيكون مدوناً في أوراق جنيف واقعاً ناجزاً، له من ينفذه ويحميه ويدافع عنه، وهم يمنون أنفسهم أن يجعلوا منه نسخة من منظمة التحرير الفلسطينية التي دخلت ذات المسار التفاوضي قبل عشرات السنين، فانتهى بها المطاف إلى التنسيق الأمني مع كيان يهود في وجه المسلمين، وهي التي رفعت أول تأسيسها شعار تحرير فلسطين!!
يا أهلنا في شام الخير والبركة: إن أمريكا اليوم تلجأ إلى أدواتها في السعودية وتركيا، فهم الأقدر على إتمام خطتها لا لشيء إلا لأن فيكم من هم سمَاعون لهم منخدعون بهم، وحقيقة الأمر أنهم إن لم يكونوا العدو فهم أذنابه وأجراؤه فاحذروهم كافة وأديروا لهم الظهور، ووجهوا أنظاركم نحو الله سبحانه وتعالى فهو المعين الوحيد لأهل الشام. وما دونه من الدول أسماء عديدة لكيانات تحارب الله وتحارب دينه وتحارب ثورتكم التي ستحرركم من هيمنة هذا المجتمع الدولي القذر، والتي سيكون ختامها إن شاء الله خلافة على منهاج النبوة.
يا قادة الفصائل: أنتم تدركون أن من معكم إنما بايعوكم على رضا الله لا على رضا أمريكا. وتعلمون أنهم بايعوكم على إسقاط النظام وهدمه لا على حماية مؤسساته وتجميله. وتعلمون أيضاً أنهم بايعوكم على تحكيم الإسلام وسيادة القرآن والسنة في الشام. فلا تنقضوا عهدكم وأجمعوا أمركم على نبذ مؤتمرات أمريكا ومؤامراتها. ولتكن وحدتكم على حبل الله، لا على حبائل أمريكا وأذنابها وأعوانها. ولتكن وحدتكم على المشروع النبوي «خلافة على منهاج النبوَّة».
أيها المجاهدون المخلصون: أنتم من بذل الغالي والنفيس في سبيل الله ولإعلاء كلمته. إن الغرب الكافر يكيد بنا وبثورتنا؛ فاثبتوا واصبروا وصابروا. ولنأخذ على يد من سار في ركب الهدن والمفاوضات ليبيع دماءنا وأعراضنا وتضحياتنا في سوق التنازلات والاستسلام.
﴿هَٰذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ * وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير / ولاية سوريا