التاريخ الهجري 29 من ذي الحجة 1435 رقم الإصدار: ح.ت.ي 180
التاريخ الميلادي 2014/10/23م
بيان صحفي
يا أهل الإيمان والحكمة إياكم والطائفية فإنها منتنة
لا شك أن الصراع الدائر في اليمن هو صراع سياسي تدعمه دول كبرى بالأخص - أمريكا وبريطانيا - لتحقيق مصالحها عبر دول إقليمية كإيران والسعودية حيث هناك مخالب محلية لهذه الدول الإقليمية في بلادنا، ولكن المتابع لهذه القوى المتصارعة على المستوى الدولي أو الإقليمي أو المحلي والمتابع لإعلامها وأقلامها يرى أنها تريد إدخال البلاد في دوامة الفوضى والاقتتال زيادةً على ما فيها، حيث يستدعون الطائفية والتعصب المذهبي فطفت على الساحة من جراء هذا الشحن مصطلحات (سني وشيعي، وزيدي وشافعي، وتكفيريون ورافضة)، في عملية جهنمية لإثارة الفتنة بين المسلمين في اليمن، وإننا نعيب على القوى السياسية المتصارعة في اليمن وخاصة تلك التي تتلبس بالإسلام بشعاراتها بينما هي تقتل أبناءه، مصورةً الإسلام على أنه مشروع قتل واقتتال مستدعية الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والصحابة وآل البيت لتغالط المسلمين مدعية أن قتالها واقتتالها هو دفاعٌ عن ذلك، ثم إذا ما وصلت هذه القوى إلى الحكم رأيناها تتنصل من كل ذلك بل تستدعي الأفكار والأنظمة الغربية كالدولة المدنية والجمهورية والديمقراطية كنظام حياة تحكم من خلاله، فلا الإسلام نصرت وحكّمت، ولا بمنهج آل البيت والخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم استرشدت، وإذا بها تحقق ما تريده دول الغرب المستكبرة من الفتنة الطائفية وتقسيم البلاد ونهب خيراتها.
يا قادة هذه الجماعات! إلى أين تقودون أتباعكم؟!، هل أصبحتم دعاةً على أبواب جهنم؟! أم أن الأمر ليس بأيديكم والرأي ليس رأيكم؟! لقد قبلتم أن ترهنوا قراركم لأنظمةٍ لا تبالي بالإسلام ولا بكم، بل تتخذ منكم قرباناً عند الغرب عدوكم.
أيها العلماء والخطباء! اتقوا الله في عباده، واخشوه في ما حمّلكم من أمانة، ولا تجعلوا من مساجد الله أوكاراً لبث الفتنة بين المسلمين، وليتقِ الله أولئك الإعلاميون الذين يقتلون بأقلامهم أكثر مما يقتل أولئك بأسلحتهم.
يا قادة الجيش، أيها الضباط والجنود! كيف تقبلون أن تشاركوا في هذه الفتنة، فتنصاعوا للأوامر بل تتركوا أسلحتكم لتلك الأطراف المتصارعة وهي أمانة عندكم، والأنكى أنكم تنحازون للفتنة وتنسون ما فرض الله عليكم من نصرة دينكم وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
يا قادة القبائل! هل أصبح المال جل همكم، فتجندوا أبناءكم للقتال تعصباً وحميةً مقابل بعض المصالح في أجندةٍ قذرةٍ تمولها إيران والسعودية خدمة للغرب وهي لا تساوي شيئاً أمام دماء أبنائكم، في حين إن دعوناكم لنصرة دين الله وإقامة دولةٍ تجمع المسلمين تباطأتم وخار عزمكم، فلا نرى أسيدكم وأسعدكم ولا سعدكم؟!
يا أهل الإيمان والحكمة! آن الأوان لتظهروا حقيقة إيمانكم وحكمتكم، فلا نعول بعد الله إلا عليكم وعلى وعيكم، كيف لا وقد أصبح معظم السياسيين من حكام وقوى سياسية يسارعون في الفتنة والنفخ فيها ليجعلوا من اليمن ساحة اقتتالٍ لصراعٍ دوليٍ بلباس الطائفية والمذهبية وليس للشعب فيه ناقة ولا جمل.
يا أهلنا في اليمن! دعوها فإنها منتنة قبل أن تنتن منها جثثكم حين تغدون قتلى فلا تجد من يواريها، ويتوارث جحيمها أبناؤكم، واستدركوا أمركم بالوعي على دينكم وقطع يد الغرب من حكام وعملاء في بلادكم، وعليكم بالنصح فيما بينكم، والسعي لتحكيم شرع ربكم في ظل دولة تجمع المسلمين، دولة تستوعب اختلافاتهم الاجتهادية، تحفظ دماءهم وكرامتهم وأموالهم ولا تستهين بها، بل تحسن في رعاية رعيتها وإن كانوا أهل ذمة، خلافة راشدة على منهاج النبوة، وها هو حزب التحرير ناصحٌ لكم واضعٌ بين أيديكم مشروعاً مستمداً من عقيدتكم، فإلى نصرته ندعوكم (اللهم أصلح حال المسلمين واحقن دماءهم).
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن