التاريخ الهجري       22 من ذي الحجة 1435                                                                                                   رقم الإصدار:    214 / 1435

التاريخ الميلادي       2014/10/16م
 

بيان صحفي
على خُطا دايتون في فلسطين... تدريب الأمريكان لـ "المعارضة المعتدلة"
إغراقٌ في العمالة والتبعية لسيدها الأمريكي ضد شعبٍ ثائر لن تثنيه مؤامرات العالم عن تحقيق أهدافه


بعد أن كثر حديث الساسة الأمريكان والغربيين عــن تدريب "المعارضة السورية المعتدلة"، مع نداءات متكررة مـن ائتلاف الخيانة لأسياده بالتسليح والتنسيق، حُقَّ لنا أن نتساءل: هل هو تدريب على السلاح، أم تدريب على العمالة والخيانة لتضحيات أهل الشام ودماء شهدائهم؟! ومنذ متى كانت أمريكا حريصة على دمائنا وأعراضنا ومصالحنا وهي أم الإجرام في ديارها فكيف في ديارنا؟! وكيف يستقيم الأمر وقد أعلنها ثوار الشام مدويةً: (أمريكا: ألم يشبع حقدك من دمائنا؟!). ونقول لمن ينادي بذلك أو يسكت عنه: هل نسيتم "لورنس العرب"؟! أم تُراكم نسيتم إجرام (دايتون) وما أعدّه ودرّبه من مجرمين يسومون المسلمين في فلسطين أصناف الظلم والعذاب إلى درجة فاقت إجرام (إسرائيل)، لا بل وصل الحد بالبعض أن يفضّل الاعتقال من قبل (اسرائيل) على الوقوع بين أيدٍ قذرةٍ تربّت على يدٍ أقذر؟! أترضون بأن يكون حالنا كمن يخرج نفسه من مستنقع وحلٍ فينظف نفسه ويعطرها ثم يعود ليسقطها في مستنقعٍ جديد؟! أعطونا مكاناً دخلت فيه أمريكا دون أن تحل به الخراب والدمار وشلالات الدماء!! وهل تحولت أفغانستان والعراق واليمن وباكستان والصومال وغيرها إلى جنانٍ ونعيم مقيم أم إلى عذاباتٍ وأنّاتٍ وصرخاتٍ ودماءٍ وأشلاء؟! ما لكم كيف تحكمون؟!.
"نيران صديقة" تقتل الأكراد في عين العرب (كوباني) فمن يحاسب ومن يرد أصلاً على الشجب والتنديد؟! وقبلها استهدافٌ للمخلصين الثائرين طال فصائل عدة منهم بحجة محاربة "الإرهاب" و "تنظيم الدولة"!!. ومعزوفة أمريكية أخرى عن "معلومات" عن تنظيم خراسان على أرض الشام كذريعة جاهزة لمزيد إجرامٍ بحق الإسلام والمسلمين، فمن يحاسب أمريكا على ما تقترفه يداها بحق أمة الإسلام؟! وهل تعمل أمريكا على إعداد "المعارضة المعتدلة" هذه لتكون "ملائكةَ رحمةٍ" أم أذرعاً تأتمر بأمر السيد الأمريكي كما صرح ساسة الأمريكان بلسانهم لا بلسان غيرهم؟!
 أيها المسلمون في شام العزة:
 لقد حسم رب العرش سبحانه هذا الأمر في كتابه العزيز واصفاً طبيعة الصراع بيننا وبين الغرب أنه صراعٌ بين كفر وإيمان... لا لقاء فيه ولا التقاء... فهل من متعظ أو معتبر؟! قال تعالى: ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾. وقال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾.
 وإننا في حزب التحرير / ولاية سوريا نحذر من يضع يده بيد الأمريكان وأشياعهم المجرمين (حكام العرب) من غضب المنتقم الجبار، ثم من غضبة أهل الشام الثائرين الذين قدموا التضحيات الجسام لنُحْكَمَ على أنقاض الطاغية بعدل الإسلام لا بظلم من تعمل أمريكا على إعدادهم ليكونوا مطية لها وأدوات رخيصة تستغلها بعد إزالة رأس النظام والإبقاء على جذوره الآسنة متحكمة بكافة الفروع الأمنية والعسكرية المجرمة.
إن الشام دار المؤمنين المتقين الذي رووا بدمائهم الزكية هذه الأرض المباركة، ولن يرضوا بأنصاف الحلول ولا بأي حلول ترقيعية، بل لن يرضوا بما دون إسقاط النظام بكافة رموزه وأركانه وإجرامه، لنحكم على أنقاضه بعدل الإسلام ورحمته في دولة أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون نظام الحكم فيها نظام الخلافة، فذلك وعد الله وبشرى رسوله صلى الله عليه وسلم ومن أصدق مـــن الله ورسوله قيلاً؟
قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَــا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِـــن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّـــن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْــناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَـــن كَفَرَ بَـــعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾
 

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير / ولاية سوريا
الأستاذ أحمد عبد الوهاب

للمزيد من التفاصيل