التاريخ الهجري 26من رمــضان 1435
التاريخ الميلادي 2014/07/24م
رقم الإصدار: 1435هـ / 052
بيان صحفي
وماذا بعد استهداف أطفال غزة ونسائها!
تتوالى الأخبار يوميا عن سقوط عدد من المدنيين العزل خاصة من النساء والأطفال في غزة نتيجة الهجمة الإسرائيلية الشرسة على غزة المستمرة منذ أكثر من أسبوعين والتي أطلقت عليها اسم "الجرف الصامد"، حيث بلغ عدد ضحايا العدوان لغاية فجر الأربعاء 2014/7/24م 640 شهيدا و4030 جريحا بينهم مئات الأطفال والنساء، والعدد مرشح للزيادة ولا أحد يحرك ساكنا.. فتخاذل حكام العالم الإسلامي والعربي وصل منتهاه.. فلم تحرك تلك المذابح البشعة ومناظر القتل والدمار والحرق والتشويه أي ذرة في أحاسيسهم أو قلوبهم، ولم تسمع آذانهم الصرخات والآهات والاستغاثات من أفواه الأطفال والنساء..
إن استهداف الأطفال والنساء في هذه الحرب على غزة واضح للعيان، فهم يقتلونهم في كل مكان، في البيوت والشوارع والمدارس والمستشفيات وحتى على الشاطئ، يقتلونهم وهم يأكلون وهم نائمون وهم يلعبون، كل طفل وكل امرأة يمكن أن تنجب أطفالا هي هدف لهم... صواريخ لا تفرق بين حجر وشجر وبشر فهي تقتل وتسحق الجميع بحيث تختلط الدماء والأشلاء بالأتربة والحجارة في مشاهد قاسية مؤلمة لم يستطع الإعلام تجاهلها أو التغاضي عنها لفظاعتها وكثرتها.. أطفال تبعثرت أجسادهم الغضة الطرية أشلاء.. عائلات كاملة قضت تحت الأنقاض.. عشرات الألوف نزحت من بيوتها طالبة الأمان المفقود في كل أنحاء غزة.. من لجوء إلى لجوء.. يهربون من الموت إلى الموت ومن الدمار إلى الدمار!
يحصل هذا كله والعالم يتفرج إلا من مسيرات ومظاهرات تندد بالعدوان وتطالب بإيقافه.. يحصل هذا كله في ظل تآمر دولي وعربي، يحصل هذا ومعبر رفح مغلق أمام أهل غزة وجرحاهم ومأساتهم وحتى عن إدخال الأدوية لهم! يحصل كل هذا ونفط تركيا هو الذي يحرك الطائرات الإسرائيلية التي تقصف في الوقت الذي يذرف إردوغان الدموع على ضحايا غزة! يحصل هذا وسلطة العار تقف متفرجة بل ومساندة للعدوان بتصريحاتها وتنسيقها ووقوفها ضد من يعترض على هذا العدوان بحجة الحفاظ عليهم على نقاط التماس! وكالعادة في كل عدوان فإن بعض الدول الخليجية استعدت لإرسال مساعدات مادية وطبية وكأنها تدفع الدية عن هؤلاء الضحايا عوضا عن المجرم الذي ارتكب تلك الجرائم بحقهم..
فيا أمة الإسلام: ليس هذا ما يحتاجه أطفال غزة الصامدون ونساؤهم، ليسوا بحاجة إلى أموال ومساعدات وإعادة إعمار ما دمرته هذه الحرب، بل يريدون من ينقذهم ويحررهم كما يحرر سائر فلسطين وبيت المقدس، يريدون من يقتص لهم من هؤلاء المجرمين القتلة، ويحاكم ويعاقب بيد من حديد من وقف معهم وساعدهم وساهم في هذه الحرب القذرة ضد إخوانهم من المسلمين حفاظا على عروشهم وكراسيهم! فإلى متى ستراق الدماء الزكية على أرض غزة وغيرها من البلاد المحتلة! إلى متى الذلة والمهانة، أم قد استمرأتِ الذلة واعتدتِ المهانة!!
ويا أيتها الجيوش: إلى متى الصمت والخنوع! إلى متى التبعية للعدو وأعوانه!ألم تحرك دماء وأشلاء وصرخات الأطفال والنساء قلوبكم وعقولكم لتعرفوا أين توجهون أسلحتكم وكيف توجهونها متحدة متكاتفة ضد عدو مشترك! إن كان أفراد مسلحون بالإيمان استطاعوا مقارعة العدو ونالوا منه ولو أنهم لن يصلوا لتحرير الأرض والعباد، فكيف لو اجتمعت الجيوش كلها تحت إمرة إمام واحد يأمر بالجهاد!
إن مكانكم هو الدفاع عن أمتكم الإسلامية، إن دوركم هو مد يد العون لمن يريد تحكيم شريعة الله على الأرض وإعادة دولة الخلافة التي ستثأر للدماء والأعراض وتحرر وتحمي البلاد والعباد.. قال تعالى:
﴿وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ﴾
القسم النسائي
المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير