بسم الله الرحمن الرحيم

الدكتور أحمد صالح طعمة الخضر رئيساً لمنصب رئيس حكومة مؤقتة بالمنفى مهمتها (إذا رأت النور(

أخذ قيادة الناس من "الإسلاميين" والتمهيد لضربهم

في اجتماع شارك فيه 97 من أصل أعضائه البالغين 115، اختار الائتلاف الوطني السوري السبت في 14/9/2013م في اسطنبول الدكتور أحمد صالح طعمة الخضر، لمنصب رئيس حكومة مؤقتة بالمنفى مهمتها الأولى تولي إدارة المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي الثورة. وهو كان المرشح الوحيد لتولي المنصب. وطعمة هذا هو إسلامي مستقل وخطيب سابق ومن مؤسسي "إعلان دمشق" عام 2005م، الذي يدعو إلى "التغيير السلمي المتدرج الآمن في سوريا، ونقل سوريا من حالة الاستبداد إلى حالة الديمقراطية". وقد نشط كل من سليم إدريس وأحمد الجربا لانتخابه فحصل على 75صوتاً. ويتوقع أن يختار طعمة حكومة مؤقتة من 13 وزيراً لإدارة المناطق السورية التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة. وقال طعمة بعد انتخابه: "إن الأولوية لدى حكومته ستكون استعادة الاستقرار في المناطق المحررة وتحسين أحوال المعيشة وتوفير الأمن"، وأكد أن "سوريا ستكون لكل السوريين، ولن يكون فيها مكان للقتلة والمجرمين"، وقال مساعد لطعمة: "المعارضة تتعرض لضغوط دولية لتعزيز مصداقيتها، والهدف هو أن يصبح الائتلاف أشبه ببرلمان بينما تعمل الحكومة كسلطة تنفيذية".

إن حكومة طعمة هي عمل "في الوقت الضائع"، وذلك إلى أن تفرغ أمريكا من ترتيب الأوضاع لإخراج حكومة انتقالية في مؤتمرات جنيف وأخواتها نتيجة التفاوض بين الائتلاف وأزلام النظام، ومن ثم إيجاد حاكم عميل لاحق مكان حاكم عميل سابق...! وهذا ما تدير أمريكا أوراقها من أجله بعد أحاديث الضربة والسلاح الكيماوي وتفريعاتهما... ولذلك فليس متوقعاً من حكومة طعمة اتخاذ مواقف حاسمة إلا أن تعهد لها أمريكا بدور مضايقة كل من يعمل للإسلام في سوريا... ويبدو أن الأمور تسير في هذا الاتجاه، فقد قال خالد الخوجة عضو الائتلاف الوطني السوري إنه سيتعين على الحكومة المؤقتة أن تثبت نفسها بسرعة وإلا فإن الائتلاف كله سيتعرض للتقويض لصالح الإسلاميين الأكثر تشدداً.

وهكذا فإن تشكيل هذه الحكومة لن يرى النور ما دامت أمريكا لا تريده، وأمريكا هذه إن رأت أن مثل هذه الحكومة المؤقتة ستخدم خطتها في ضرب الإسلاميين قبل تشكيل الحكومة الانتقالية والدخول في مرحلة الحل عبر بوابة جنيف2، فإنها ستسير فيها، ويساعدها في ذلك أن كل أنظمة الحكم الإقليمية والدولية الموالية لأمريكا بخاصة أو للغرب بعامة، كل هذه الأنظمة تسير في اتجاه ضرب الحالة الإسلامية البارزة اليوم في سوريا، فالكل متآمرون على المسلمين في سوريا الذين ما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد؛ لذلك اختاروا طعمة ذا الوجه الإسلامي لرئاسة الحكومة المؤقتة، إلى أن تفرغ من ترتيب الأوضاع لمؤتمر جنيف وإخراج الحكومة الانتقالية.

أيها المسلمون في سوريا الشام عقر دار الإسلام: إن الغرب وأذنابه من حكام المسلمين في المنطقة متآمرون عليكم لأنهم يخشون من إقامة الحكم بما أنزل الله في سوريا، ويفضلون بقاء النظام السوري المجرم في الحكم عليه. وهناك محاولات جادة لضرب الحالة الإسلامية في سوريا والقضاء على من يمثلها. وهذا الأمر يشكل الشغل الشاغل للغرب كونه يهدد مشروعه الاستعماري في المنطقة، ولأنظمة الحكم الطاغوتية في بلاد المسلمين كونه سيقضي على عروشهم الهاوية. وإن على المسلمين في سوريا أن يحذروا من كل هؤلاء مجتمعين ومتفرقين، ومن كل من يستخدمونهم من شخصيات وجماعات، ومن كل ما يقدمونه من مساعدات ظاهرها الرحمة وباطنها من قبله العذاب. إن العمالة للغرب والخيانة للأمة ودينها هي التي تتحكم بكل تصرفات حكام المسلمين حتى وهم يتظاهرون بمساعدتهم. وهؤلاء، وخاصة منهم حكام دول الخليج الذين يقفون من قضايا الأمة مواقف مخزية، يعملون على شراء الذمم بأموالهم، واشتراط قبول الدولة المدنية وعدم المطالبة بالدولة الإسلامية مقابل تأمين السلاح لهم... ألا بئس ما يفعلون.

أيها المسلمون في سوريا الشام عقر دار الإسلام: إن تآمر الغرب علينا قد بلغ مبلغاً لا يعذر مسلم في عدم التنبه له والوقوف ضده، وإن حكام الضرار الذين يحكموننا هؤلاء هم أضرُّ علينا، إذ لو أرادوا أن ينجدوا بالمال وبالسلاح لفعلوا ولمنعوا مآسينا، ولكنهم لا يفعلون، وإذا فعلوا فلأن أوامر السفارات تكون قد صدرت لهم... ألا إنه لا مخرج ولا منجى لنا إلا باجتماعنا على إقامة ما فرضه الله علينا من إقامة دولة الخلافة التي تخلصنا من كل مآسينا التي تسبَّب الغرب بها. وإن حزب التحرير يدعو المسلمين في سوريا، كما في سائر بلاد المسلمين، إلى العمل معه لإقامة الخلافة الراشدة، والتي أضحى وجودها ضرورة حياتية للمسلمين فوق كونها فريضة شرعية. قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ((.

10 من ذي القعدة 1434

الموافق 2013/09/16م

حزب التحرير

  ولاية سوريا

للمزيد من التفاصيل