التاريخ الهجري 16من شوال 1434
التاريخ الميلادي 2013/08/22م
رقم الإصدار: 1434هـ/ 80
بيان صحفي
حكومة كازخستان تتهم مسلمة بالتطرف ثم تعاقبها لدفاعها عن زوجها!
هي واحدة من مآسي مسلمي كازاخستان الكثيرة!
)مترجم(
لقد مَثلَت نتاليا فويتكوفوي الأم لثلاثة أطفال، أمام محكمة مدينة أستانة (العاصمة الكازاخية) بتهمة توزيع منشورات تنص على الدعوة للتطرف بحسب المادة 233 من الفقرة 2 من القانون الجنائي الكازاخي، وتم صدور حكم بحقها مع التنفيذ وهو الحبس المنزلي، مما يعني وضعها رهن الإقامة الجبرية في بيتها!
إن مبررات الحكم بُنيت على تهمة توزيعها خطاباً للرأي العام تتظلم فيه من قرار القضاء، القاضي بحبس زوجها غاليولينو رافيز عام 2010م لمدة 7 سنوات بتهمة الانتماء إلى حزب التحرير.
وكان رافيز قد توجه بتسجيل مصوّر سرّبه من السجن إلى الرأي العام الكازاخي، تحدث فيه عن سوء تعامل إدارة السجون مع المعتقلين لديها وخاصة المسلمين منهم، حيث وصف أساليب التعذيب والتنكيل الوحشية التي تمارسها إدارة السجون في حق المعتقلين، لدرجة أن بلغ بهم الأمر أن منعوا السجناء من القيام بأبسط شعائر الإسلام كالصلاة والصيام. ونوه رافيز في التسجيل لمدى الضغوط التي مُورست عليه لثنيه عن طريقه الذي آمن به، وإجباره على التخلي عن أفكاره وقناعاته.
وبعد تسريبه لهذا الفيديو، أقدمت إدارة السجن على وضعه في الحجز الانفرادي في فصل الشتاء في غرفة شديدة البرودة دون تدفئة أو حتى غطاء يقيه البرد، ولم يقدموا له من الطعام إلا ما يبقيه على قيد الحياة. كل هذه الممارسات الوحشية الجبانة كانت فقط لإجباره على التخلي عن أفكار حزب التحرير.
لم تكتف أجهزة الأمن بالاعتقال الجائر لرافيز وبمدى الظلم الذي أوقعته عليه، فأقدمت على ملاحقة زوجته أيضا؛ لأنها رفعت صوتها عاليا مخاطبة الرأي العام إظهارا للحق وكشفا للظلم الذي وقع على زوجها، مبيّنة للناس مقدار التعسف والاضطهاد الذي حل بزوجها دون ذنب ارتكبه أو جريمة اقترفها، من خلال القضايا الباطلة التي لفقتها له والأدلة الكاذبة الساقطة التي ساقتها، وحتى بدون أدنى اكتراث لكونها أمًّا لثلاثة أطفال صغار يعانون مرارة البُعد عن والدهم، وفوق ذلك يُترك الأولاد ليعيشوا مسجونين مع أمهم في منزلهم رهن الإقامة الجبرية دون أنيس ولا معيل، وجرمهم الوحيد أنها زوجة وأنهم أبناء لرجل تقي نقي يدعو إلى الله سبحانه وتعالى على بصيرة، ويعمل مع حزب التحرير لإقامة الخلافة الإسلامية.
إن النظام الكازاخي الجائر وعلى رأسه نزار باييف، قد كشف عن وجهه الحقيقي في حربه على الإسلام والمسلمين. حيث قام بحظر حزب التحرير منذ شهر آذار/مارس عام 2005 في هذا البلد المسلم الطيب، وقبل ذلك التاريخ كانت أجهزة الأمن تطارد شباب حزب التحرير في كل ناحية، لتعتقلهم وتزج بهم في السجون التي اكتظت بهم، نسأل الله أن يفك أسرهم ويعجل بخلاصهم فهو حسبهم ونعم الوكيل.
لقد شهدت كازاخستان حوادث كثيرة تعرّض فيها شباب الحزب للضرب والتنكيل، ما أفضى إلى استشهاد الكثير منهم. ففي العام 2010م عُذب أخيل بك حتى الموت، وقد شوهدت الكدمات على جسده الطاهر من آثار التعذيب، فضلا عن أن بعض عظامه كانت مكسورة. نحسبه شهيدا، ولا نزكي على الله أحداً، بل الله يزكي من يشاء، هو مولاه وهو يتولى الصالحين.
لقد أصبح واضحاً للعيان أن هذا النظام المتعطش لدماء المسلمين لا زال مستمراً في حملته الوحشية البربرية، مطاردة واعتقالاً وقتلاً للداعين لإقامة حكم الله في الأرض، بحجة محاربة الإرهاب ومجابهة الإرهابيين والمتطرفين حسب ما تتناقله وسائل الإعلام الكازاخية التابعة للنظام، ولكن الحقيقة أنهم مسلمون أتقياء لا همّ لهم إلا الدعوة والعمل لعودة الإسلام إلى واقع الحياة دستوراً ومنهاج حياة، ((وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد)).
إن النظام الجائر في كازاخستان يحارب الإسلام بكل قوته، فمِنْ اعتقال للمسلمين، إلى زرع أفكار الرأسمالية في المجتمع، والترويج لأعيادٍ وثنية مثل النيروز وعيد الميلاد (عيد رأس السنة الميلادية)، في محاولة لحرف الناس عن دينهم. وليت الأمر وقف عند هذا الحد، بل تعداه ليطال عبادات الناس والتزامهم بشعائر الإسلام. فها هو يلاحق كل مسلم ملتزم بالصلاة في المسجد، حيث وضع لوائح بأسماء الملتزمين بأحكام الإسلام ويقوم بمراقبتهم بشكل مكثف!
أيها المسلمون في كازاخستان:
إن الغرب قد نصّب على رقابكم رجلاً من جلدتكم، بينما هو عدو لكم ولأبنائكم ودينكم، فهبّوا لخلعه ومحاكمته على ما اقترفت يداه المخضبة بدمائكم، واعملوا بجد وإصرار لإقامة دولة الخلافة الإسلامية، التي بها حقن دمائكم وحفظ أعراضكم، وعزة دينكم. ((هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا((.
المكتب الإعلامي المركزي
لحزب التحرير