التاريخ الهجري 12 من رمــضان 1434 رقم الإصدار: 18/13
التاريخ الميلادي 2013/07/21م
بيان صحفي
تشكيل الحكومة المصرية الجديدة استنساخ لحكومات ما قبل ثورة 25 يناير، ألمثل هذه الحكومة كنتم تهتفون في 30 يونيو؟
كان الدكتور حازم الببلاوي، رئيس الوزراء المكلف، قد التقى صباح الاثنين 15/7 نائب وزير الخارجية الأمريكية وليام بيرنز، والسفيرة الأمريكية آن باترسون، وذلك بمقر مجلس الوزراء قبل أن يستكمل مشاوراته التي بدأها الأحد لتشكيل الحكومة. ثم تم الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة يوم الأربعاء 17/7، وأدت تلك الحكومة الجديدة اليمين الدستورية أمام الرئيس المؤقت عدلي منصور في نفس اليوم.
وبالنظر إلى التشكيل الوزاري الجديد الذي يضم قرابة الثلاثين وزيرا، نلاحظ ما يلي:
1- إن البيبلاوي الذي تم اختياره رئيسًا للوزراء من الشخصيات التي حظيت برضى المجلس العسكري، فالرجل كان وزيرا للمالية في الحكومة الانتقالية بقيادة المجلس العسكري، ورغم تقدمه باستقالته من هذا المنصب في أكتوبر 2011م، إلا أن المشير طنطاوي رفض استقالته آنذاك وأصر على استمرار البيبلاوي في عمله وزيرا للمالية، وها هو يأتي مرة ثانية للحكومة، ولكن على رأسها هذه المرة...، تحت حراب الجيش وبمباركة السيسي...، الذي سيزداد نفوذه في الدولة بعد اختياره نائبا أولًا لرئيس الوزراء، مع احتفاظه بمنصب وزير الدفاع.
2- وكالعادة لا بد وأن يُختار وزير الخارجية المصري من الدبلوماسيين المصريين الذين خدموا لسنوات في واشنطن، إما سفراء لمصر، أو مندوبين دائمين في الأمم المتحدة، ولكن زاد على ذلك هذه المرة، أن وزير الخارجية الجديد نبيل فهمي من مواليد مدينة نيويورك الأمريكية، أضف إلى ذلك أنه العميد المؤسس لكلية العلاقات العامة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، فوزير الخارجية هو المعني دائما بنقل التعليمات والأوامر الأمريكية إلى الحكومة المصرية، سواء الحالية أم السابقة أم التي قبلها!
3- أما بالنسبة لوزير الطيران المدني فقد وقع الاختيار على عبد العزيز فاضل، وهو من الذين وجُهت لهم تهمة الفساد في قضايا الكسب غير المشروع، حيث كان يعمل نائبا لرئيس شركة مصر للطيران والصيانة والأعمال الفنية، ولكن القضية انتهت بالتصالح حيث دفع 4 مليون جنيه للحكومة، ثم كانت الجائزة الكبرى له بأن عُيِّن وزيرا للطيران المدني.
4- هناك ثلاثة وزراء من حكومة قنديل، كانت احتجاجات 30/6 قد اندلعت ضدهم بالذات لفشلهم، وهم وزير الداخلية محمد إبراهيم، ووزير الكهرباء أحمد شعبان، ووزير البترول شريف إسماعيل، فإذا كانت أهم المشاكل التي عانى منها الناس في عهد مرسي هي الانفلات الأمني، وانقطاع الكهرباء ونقص الوقود، فكيف يُترك المسئولون الأولون عن هذا الفشل في مناصبهم؟! اللهم إلا إذا كانوا أدوات في يد من خطط لهذا الانقلاب، ليصل التذمر عند الناس مداه!
5- وزيرة الإعلام، ووزير الإسكان، ووزير المالية، من مشاهير بل من أعلام الحزب الوطني المنحل! الذين أطلق عليهم الثوار مصطلح "الفلول"، ولكن يبدو أن حديث البرادعي وصباحي عن مسح هذا المصطلح من أذهان الثوار قد فعل فعل السحر، فأصبح هؤلاء الفاسدون المفسدون اليوم رموزًا للكفاءة والنزاهة والمصداقية!
6- أما عن وزير الزراعة الجديد أيمن فريد أبو حديد، فحدث ولا حرج! فهو الابن المدلل لوزير الزراعة السابق يوسف والي، والذي عينه رئيسا لمركز البحوث الزراعية، ثم أتى به أحمد شفيق وزيرًا للزراعة تحت سلطان المخلوع مبارك.
7- أما وزير التنمية المحلية عادل لبيب، فهو لواء أمن دولة متقاعد من عهد المخلوع مبارك، وقد كان محافظ الاسكندرية أثناء مقتل خالد سعيد، ألا يشكل هذا ردة على ثورة 25/1 بل وصفعة لها؟! ثم يتغنى الثائرون بادعائهم أن 30/6 هو استكمال وتصحيح للثورة التي أطاحت بمبارك؟!
هذا غيض من فيض فيما يخص التشكيلة الوزارية الجديدة، والتي تدل دون مواربة أن النظام القديم لم يسقط بسقوط مبارك، وإنما كان مختفيا لفترة وجيزة، يعد نفسه ويهيء أزلامه لليوم الذي يستعيد فيه عافيته، ليقوم بالقفز على السلطة مرة ثانية تحت غطاء ثورة شعبية، أعدت لها آلة إعلامية جهنمية فاجرة، شحنت الناس ضد كل ما هو إسلامي، ولكن للأسف ساعدهم على ذلك نظام لَبِسَ لَبوسَ الإسلام دون أن يطبق منه شيئا، ظن أنه وصل إلى الحكم من خلال منافسة انتخابية على كرسي الرئاسة، لا من خلال ثورة شعبية أرادات إسقاط النظام برمته. ولكننا فوجئنا باستمرار النظام مع تغيير بعض الوجوه فقط.
إنه سؤال موجه للشباب الذين نزلوا إلى الشوارع في 30/6، ألمثل هذه الحكومة كنتم تهتفون؟ ألا تذكركم هذه الحكومة بالوجه القبيح لحكومات ما قبل 25/1؟ فهل أنتم مدركون كيف تم التلاعب بكم، فظننتم أنكم أسقطتم حكومة ورئيسًا لا يمثلكم، فإذا بهم يأتون لكم بحكومة ورئيس يذكركم بالعهد البائد اللعين؟!
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)) [التوبة:118]
شريف زايد
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية مصر