بسم الله الرحمن الرحيم
قرارات مؤتمر قمة الدول الثماني حول سوريا: عداء سافر للإسلام، وتحكم بمصائر المسلمين في هذا البلد، واحتقار لدمائهم الزكية التي سفكت، وكراماتهم التي هتكت
افتتحت أعمال قمة مجموعة الثماني في 17و18/6/ 2013م في منتجع لوخ إيرن في إيرلندا الشمالية، بقيادة رئيس الوزراء البريطاني كاميرون. وكان البحث في الوضع السوري هو الأبرز، وشكل محور اللقاءات المتعددة التي عقدها بوتين مع كل من أوباما وكاميرون وهولاند. ومما خلص إليه البيان الختامي متعلقاً بالوضع في سوريا: "ما زلنا ملتزمين بتحقيق حل سياسي للأزمة على أساس رؤية لسوريا ديمقراطية وموحدة وتسع الجميع." ودعا القادة كذلك إلى التوصل إلى اتفاق بشأن حكومة انتقالية سورية "يتم تشكيلها بالموافقة المتبادلة"، مشيرين إلى ضرورة الحفاظ على القوات العسكرية وأجهزة الأمن. ودعا زعماء مجموعة الثماني السلطات السورية والمعارضة إلى الالتزام بتدمير كل المنظمات المرتبطة بالقاعدة. وأضاف: "نؤيد بقوة قرار عقد مؤتمر جنيف للسلام في سوريا بأسرع ما يمكن"، ولكنه لم يحدد موعداً له.
هكذا يتحكم حكام الغرب الرأسمالي الذئاب بمصائر الشعوب بمعزل عنها، وها هي قضية المسلمين في سوريا يبحثون فيها ويختلفون عليها وكأنها ملك لهم ولا حق لأهلها بها... هكذا بكل صفاقة دخلوا في تحديد شكل الحكم فيها من غير أن يأخذوا رأي أهلها كما تزعم ديمقراطيتهم الكاذبة، واختاروا لها إبعادها عن دينها، مع أنها لم تختر بديلاً لها عن الدين. واتفقوا على تشكيل حكومة انتقالية مشكلة برضى كل من المعارضة العلمانية العميلة والنظام السوري المجرم وموافقتهما، من غير أن يلتفتوا إلى قبول أو رفض المسلمين من أهل سوريا لذلك أدنى التفاتة، وعلى ضرورة الحفاظ على القوات العسكرية وأجهزة الأمن التي قتلت الناس شر قتلة، ودمرت حياتهم. وفوق كل هذا وجَّه هؤلاء الحكام الذئاب الدعوة بلفظ يحمل كل الحقد على الإسلام والمسلمين المخلصين العاملين للتغيير الجذري، وهو "تدمير"، ليس القاعدة فحسب، بل كل المنظمات المرتبطة بالقاعدة. ولا يخفى ما يحمل هذا الكلام من تهديد لكل من يعمل لإقامة دولة الخلافة التي كثر تحذيرهم منها، واعتبروها الخطر الأكبر عليهم... إن هذا المؤتمر يفضح هذه الدول ويبين أنها زعيمة الإجرام في العالم، وأنها المسؤولة الأولى عن كل مآسيه، وأنها لا تقيم وزناً لإرادة المسلمين، وتتصرف وكأن مصائرهم بيدها.
أيها المسلمون الغيورون على دينكم وأعراضكم ودمائكم وكراماتكم في سوريا الشام وفي كل مكان: هل يوجد أكثر احتقاراً وامتهاناً لكم من مثل هذه القرارات؟!. وهل يوجد أكثر من هكذا عداء لكم ولدينكم من حكام الغرب ثعالبها؟!. وهل يعطي الولاء لهم إلا من كان منهم؟!. هؤلاء هم الأعداء فاحذروهم، وارذلوا كل من يسير معهم ويأتمر بأمرهم. إن هؤلاء يسيرون في مقدمة فسطاط النفاق الذي لا إيمان فيه، ويتبعهم حكام المسلمين الذين يسيرون في ركابهم، ويلحق بهؤلاء المعارضة العلمانية... والحذر كل الحذر من أن يلحق بهم من أهل الداخل أحد ليشكلوا بهم نواة قوة يستعملونها لـ"تدمير" المجموعات الإسلامية المخلصة التي ترفض السير في فسطاطهم. وفي المقابل فإن حزب التحرير يدعو الجميع لأن يكونوا يداً واحدة في مشروعه لإقامة دولة الخلافة الإسلامية، ذلك المشروع الذي أكثر ما يغيظ أعداء الله تعالى، ويعلن للجميع أن السير في فسطاط الإيمان الذي لا نفاق فيه يقوم على السير على طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم في إقامة دولة الإسلام الأولى، وهذا يتطلب من أهل القوة والجرأة من أبنائنا، سواء أكانوا ما زالوا في الخدمة ولم ينشقوا، أم كانوا من الجنود المنشقين، أم من المجموعات القتالية، أن يجتمعوا في عمل مخلص لله، مخطط له بذكاء وبدهاء؛ ليقوموا باستئصال الحكم الأسدي المجرم، والقضاء على فلوله، لتقوم بعدها دولة الإسلام، دولة الحق والإيمان، وبهذا وحده تتحقق بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم "ثم تكون خلافة على منهاج النبوة" وبشرى أخرى من مثلها وهي قوله صلى الله عليه وسلم "عقر دار الإسلام بالشام". قال تعالى: (( واللهُ غالِبٌ على أَمْرِهِ ولكنَّ أكثرَ النَّاسِ لا يَعلمُون)).
10 من شـعبان 1434
الموافق 2013/06/19م
حزب التحرير
ولاية سوريا