التاريخ الهجري 16من رجب 1434
التاريخ الميلادي 2013/05/26م
رقم الإصدار: 12/13
بيان صحفي
حزب التحرير حزب حي لا يحتاج "لقُبلة تُحييه"
نشر موقع البوابة نيوز السبت، 25/05/2013م تقريرا عن حزب التحرير عنَونه بعنوان (ثورة يناير... قُبلة الحياة لحزب "الانقلابات العسكرية")، أقل ما يقال عن هذا العنوان أنه عنوان استفزازي، فهو يستفز المؤسسة العسكرية، ويحاول أن يمرر رسالة تحريضية على الحزب ودعوته: أن انتبهوا يا قادة الجيش من حزب الانقلابات العسكرية، الحزب الذي يدعو للانقلاب على السلطة من خلال "الوقيعة داخل القوات المسلحة"، حسب ما جاء في التقرير.
والقصد الثاني من العنوان هو محاولة الغمز واللمز في حزب عريق ملأت أخباره سمع وبصر العالم، وشغل بال السياسيين والمفكرين الغربيين الذين يتخوفون من عودة الخلافة التي يعمل لها حزب التحرير في بلاد المسلمين، فهل حزب كهذا يمكن الادعاء عليه أنه حزب ميت أعادته ثورة 25 يناير للحياة. إن حزب التحرير ودعوته لم ولن تموت، وهو قاب قوسين أو أدنى من تحقيق هدفه، شاء من شاء وأبى من أبى، فهو حزب حي لا يحتاج لقُبلة تحييه. فهل يمكن مثلاً أن يعقد مركز نيكسون العريق و"المخضرم" سياسياً مؤتمرا دولياً في أوائل شهر 5/2004م عنوانه "تحدي حزب التحرير: فهم ودحض الأيديولوجية الإسلامية المتطرفة" للحديث عن حزب "ميت"؟!، أم أنه يكلف نفسه كل هذه التكلفة لأن هذا الحزب يؤرقه ويؤرق من ورائه الغرب الكافر لما يحمله من مشروع فكري سياسي متكامل هو الملاذ والمخرج للأمة مما هي فيه من ذل ومهانة وتبعية للغرب؟!
لقد ذكر التقرير كلاما مرسلا لا دليل عليه،لم يذكره أي من المتخصصين في الحركات الإسلامية، فالحزب لم يقم بمحاولة انقلاب في الجيش سنة1987م، ومما يجب أن يعلمه صاحب التقرير الذي لم يضع اسمه على تقريره أن الحزب يسعى لإقامة الخلافة الإسلامية من خلال إيجاد رأي عام منبثق عن وعي عام على فكرة الخلافة والحكم بما أنزل الله، والحديث عن طلب النصرة يعني به الحزب أن ينحاز أهل القوة والمنعة لفكرة الحزب وللخلافة، باعتبارهم من أبناء هذه الأمة يهمهم ما يهم الأمة، ولا يعني ذلك بحال من الأحوال الوقيعة داخل القوات المسلحة كما يدعي كاتب التقرير.
ثم هناك أمر آخر ورد في التقرير لا بد من بيانه حتى لا ينخدع الناس، فهو يذكر أن الحزب يشترك مع الطرح السلفي في مناهضتهما جماعة الإخوان المسلمين، وهذا كلام مغلوط، فالحزب لا يناهض أحداً، لا جماعة الإخوان المسلمين ولا غيرها من فصائل التيار الإسلامي، وهو عندما يوجه نقدا للدكتور مرسي مثلا فإنما يوجهه له باعتباره حاكما يتولى رعاية شئون الناس وليس باعتباره عضوا في جماعة الإخوان المسلمين، والحزب إنما يصارع أفكار الكفر ومفاهيمه، ولا يدخل في صراع أو مناهضة مع أبناء الأمة الإسلامية.
أما القول إن الحزب يعتبر آلية الانتخاب تضليلاً للمسلمين، فهذا كلام مغلوط أيضاً، صحيح أن الحزب يرى أن الديمقراطية تتناقض مع الإسلام، ويعتبرها نظام كفر لا يجوز الاحتكام إليها، ولكن هذا لا يعني أن الحزب يرفض الانتخاب، فالانتخاب ليس الديمقراطية، بل هو أسلوب يُستخدم في الديمقراطية كما يستخدم في غيرها من الأمور، فقد تم اختيار الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه عن طريق الانتخاب من بين المرشحين الستة الذين رشحهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل موته. لذا فإن الحزب لا يرفض الانتخاب، بل يتبنى أن الخليفة يُنتخب من الناس انتخاباً، فلا يمكن أن يقول الحزب أن في آلية الانتخابات تضليلاً للمسلمين.
نقطة أخيرة، تتعلق بالموضوع المملول والمكرر من الادعاء بأن الحزب عرض الخلافة على الخميني، فنقول أن الحزب لم يتعامل مع ما حدث في إيران كما تعامل معه بعض فصائل التيار الإسلامي الذين انبهروا بالثورة الإيرانية و"طبلوا وزمروا" لها، بل قام بما يمليه عليه الحكم الشرعي، بأن أقام الحجة على الخميني، مبينا له كيف تكون الدولة الإسلامية بحق إذا كان صادقا في ادعائه بأن ثورته إسلامية، فالدولة الإسلامية الحقة ليست الدولة التي تقوم على قومية معينة كالقومية الفارسية، وليست أيضا الدولة المذهبية، التي تقوم لطائفة بعينها، فهل قدم أحد ممن ينتقدون الحزب نقضا للدستور الإيراني من وجهة نظر الإسلام كما قدم الحزب نقضا للدستور الإيراني بين فيه مدى بعده عن الإسلام وأحكامه؟! هل منهم من كشف وفضح عمالة النظام الإيراني لأمريكا كما كشفها الحزب حين تشدّق النظام بمقولة "أمريكا الشيطان الأكبر" ليستر بها خيانته للأمة؟
وأخيرا نقول كلمة حق: نعم...! ثورة 25 يناير كانت ثورة مباركة، أزاحت الطاغية مبارك وحاصرت نظامه الأمني الذي نكل بشباب الحزب وضيق عليهم، وخنق صوتهم كما فعل بغيرهم، نعم...! للثورة فضل عظيم أن بدأت الدعوة للخلافة تؤتي ثمارها، ولكن الحزب لم يكن يوما حزبا ميتا، بل ساهم الحزب مع أبناء الأمة في إطلاق شرارة الثورات في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا. وهو في المرحلة القادمة سيكمل مسيرته نحو تحقيق وعد الله وبشرى نبيه صلى الله عليه وسلم، بإقامة الخلافة التي يعز بها الإسلام وأهله، ويذل بها الكفر والشرك والنفاق وأهله.
((وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)) سورة الروم، الآية 4-6
شريف زايد
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية مصر