بسم الله الرحمن الرحيم
مؤتمر (جنيف2): مؤتمر أمريكي يراد منه تفريخ بشار جديد،
ولا يسير معها فيه إلا كل عميل خائن لله ولدينه وللمسلمين
في7/5/2013م أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأمريكي جون كيري في موسكو أن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على ضرورة حث الحكومة السورية والمعارضة على إيجاد حل سياسي للأزمة. وأضاف لافروف قوله: "اتفقنا أيضاً على ضرورة أن نحاول عقد مؤتمر دولي حول سوريا بأسرع ما يمكن، وأنا أعتقد أن ذلك قد يحدث في نهاية شهر مايو/أيار الجاري، وهو سيعقد تطويراً لمؤتمر جنيف الذي عقد نهاية يونيو/حزيران العام الماضي". وفي اليوم نفسه، قال كيري خلال لقائه مع بوتين: "تعتقد الولايات المتحدة أن لنا بعض المصالح المشتركة المهمة جداً فيما يخص سوريا والاستقرار بالمنطقة، وعدم وجود متطرفين يثيرون المشاكل بأنحاء المنطقة وأماكن أخرى." وتابع قائلاً: "تبنَّيـنا سوياً في بيان جنيف نهجاً مشتركاً، ومن ثم فإنني أتطلع إلى أن نتمكن من تعميق ذلك واكتشاف ما إذا كان في مقدورنا العثور على أرضية مشتركة."
ما أن أُعلن عن ذلك حتى وضعت المنطقة في جو انعقاد مؤتمر خياني جديد هو مؤتمر (جنيف2) فتحركت الدمى المتحركة المختلفة بهذا الاتجاه؛ فقد أكَّد بان كي مون أن "الحل السلمي هو الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة السورية". وعن المؤتمر قال: "سنحاول تحديد موعد في أقرب وقت ممكن". ورحب الإبراهيمي بهذا الإعلان قائلاً إنها "تشكل خطوة أولى مهمة للغاية إلى الأمام" وقال إنها " تبعث على الأمل". وأُعلن عن أن اجتماعاً لوزراء مجموعة "أصدقاء الشعب السوري" سيعقد في عمان يوم الأربعاء في 22/5 بحضور كيري، وذلك على سبيل التحضير للمؤتمر المقترح. وأعلن كذلك عن أن اجتماعاً للجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية سيعقد في 23/5 بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية لاتخاذ موقف من المؤتمر الدولي. وكذلك أعلن عن اجتماع ستعقده المعارضة السورية في إسطنبول في 23/5 لتحديد موقفها من المشاركة في المؤتمر الدولي، ومن أجل انتخاب رئاسة جديدة للائتلاف، والبحث في الحكومة المؤقتة للمعارضة.
لا شك أن مؤتمر (جنيف2) سيكون مؤتمراً أمريكياً تخطيطاً ورعاية وأهدافاً. وتريد أمريكا منه أن يكون امتداداً لمؤتمر (جنيف1) وخاصة البند المتعلق بإنشاء هيئة للحكم الانتقالي لها صلاحيات تنفيذية كاملة وتتكون من أعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة وجماعات أخرى، كجزء من المبادئ والإرشادات التوجيهية لعملية انتقال سياسية بقيادة سورية متفق عليها. ويأتي المؤتمر بعد دعوات للولايات المتحدة الأمريكية بالتدخل في النزاع السوري، واتهام أوباما بأنه متردد ولا يريد التورط هناك كما حدث في العراق؛ من هنا سيصوَّر المؤتمر على أنه فرصة ثمينة للحل، وهذا ظن كاذب. فأمريكا هذه، وعلى عكس ما يصوَّر، هي غارقة حتى أذنيها في التآمر على الشعب السوري، ويجب أن يطلب منها الكفُّ عن التدخل في سوريا، فهي الآمر الناهي الأول لكل ما يرتكبه عميلها السفاح بشار، وهي التي تحميه من أية مساءلة دولية على جرائمه التي فاقت كل إجرام. وهي، من أجل التوصل إلى حل يبقي الحكم في سوريا عميلاً تابعاً لها، تسخر كل أدواتها من مجلس الأمن إلى جامعة الدول العربية إلى حكام الدول العملاء لها، وحتى روسيا والصين تعمل على الاستفادة من مواقفهما المؤيدة لسوريا لمصلحتها. وكذلك تشير الوقائع الجارية إلى وجود تنسيق بين ما تقوم به من عدم السماح بتسليح الثوار الذي تفرضه بحجة الخوف من وقوع السلاح بيد الإسلاميين المتطرفين وبين ما يقوم به السفاح بشار من إجرام تستفيد منه في جعل الشعب السوري يخضع لمشروع حلها. وحتى توقيت المؤتمر والذي أعلن لافروف أنه سيكون في أواخر أيار تم تأجيله إلى شهر حزيران من غير تحديد اليوم؛ وذلك حتى يتسنى للسفاح بشار أن يحتل مدينة القصير ويعزز موقفه التفاوضي في المؤتمر لمصلحة سيدته أمريكا وفرض تصورها للحل...
أيها المسلمون الصابرون الصادقون في سوريا الشام: إن التآمر الدولي على الشعب السوري المسلم قد بلغ مداه، وإن هذا المؤتمر هو حلقة من حلقات هذا التآمر، وإن الولايات المتحدة تريد من خلاله أن تَسوق جميع المشاركين فيه من أجل تأمين انتقال السلطة في سوريا إلى يدها الأخرى، وتأمين عميلها السفاح من أية مساءلة على جرائمه والاكتفاء برحيله، والعمل على ضرب المجموعات القتالية التي تطرح مشروعها للتغيير على أساس إقامة الخلافة بحجة أنهم إرهابيون ومتطرفون، وهذا ما يعبرون عنه تقريباً في كل تصريحاتهم. وهي من أجل تحقيق ذلك ستسير في هذا المؤتمر على خطين متوازيين: الأول سياسي يتم فيه ترتيب وضع المعارضة السياسية بالعمل على فرض رئيس عميل لها مع معاونين له تتولَّى بهم توجيهها باتجاه اتخاذ المواقف المناسبة لها، والضغط عليها لإلزامها بها. والثاني عسكري أمني يتم فيه تشكيل الجيش الجديد الذي سيحمي النظام الجديد مع أجهزة أمنية موالية لها، والذي ستكون أولى مهماته ضرب المخالفين لها من أصحاب المشروع الإسلامي. وفي هذا الصدد ستحاول أن تستخدم فلولاً من الجيش الحر وفلولاً من المجموعات المسلحة، وقد تمدهم بقوات سلام أممية فاعلة على غرار "إيساف" في أفغانستان؛ لتحمي مشروع حلها الجديد.
أيها المسلمون الصابرون الصادقون في سوريا الشام: إن أمريكا هي العدو الأول والأكبر والأخطر عليكم، ولا يجوز شرعاً الاستعانة بها، ولا التحاكم إليها في حل مشاكلكم. فمصالحها هي على النقيض من مصالحكم، وهي عدوة لكم ولدينكم، فانظروا إلى إجرامها بحق المسلمين في كل مكان في العالم: في فلسطين، وفي العراق، وفي أفغانستان، وفي الصومال، والآن في سوريا. وهي التي أساءت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وإلى القرآن الكريم، واتهمت الإسلام بالإرهاب، والمسلمين العاملين لإقامة شرع الله بالمتطرفين... فهل يقبل التعامل معها إلا كل عميل خائن لدينه ولأمته. فانبذوا كل من يقبل بذلك واتهموه بالخيانة، واعلموا أن أقصر طريق للحل وأقله كلفة هو الطريق الشرعي الذي يسلكه حزب التحرير متأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يتطلب أن يمد أهل القوة أيديهم لبعضهم لإسقاط النظام وذلك في عمل منظم بينهم، ومن ثم تسليم الحكم إلى من هو مظنة أن يقيم بينهم الحكم بما أنزل الله تعالى، ويخلصهم من كل هذه الأوضاع الشاذة، قال تعالى: ((وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)).
12 من رجب 1434
الموافق 2013/05/22م
حزب التحرير
ولاية سوريا