بسم الله الرحمن الرحيم
مؤتمر القمة العربية في الدوحة: إجراءاته وقراراته...
تهدف إلى احتواء الثورة في سوريا
في 26/3/2013م، انعقد مؤتمر القمة العربية العادية الـ 24 في الدوحة، وتقدَّم فيها الملف السوري على غيره، واتخذت فيه إجراءات وصدرت قرارات تصبُّ كلها في عملية احتواء للثورة، وتحويلها من ثورة ذاتية نظيفة إلى ثورة عميلة تابعة للغرب يتسلمها حكام مثلهم مثل حكام دول هذه القمة. فقد صدر عنه أن الائتلاف هو "الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري"؛ وذلك ليتم تحويل مسار الثورة واحتواؤها عبره. وتدعيماً لذلك اتخذ قراراً "بشغل الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية مقعد الجمهورية العربية السورية في جامعة الدول العربية ومنظماتها ومجالسها إلى حين إجراء انتخابات تفضي إلى تشكيل حكومة تتولّى السلطة" وأكد القرار على "حق كل دولة وفق رغبتها تقديم وسائل الدفاع عن النفس كافة بما في ذلك العسكرية". ودعا القرار إلى عقد مؤتمر دولي في إطار الأمم المتحدة من أجل الإعمار في سوريا.
إن هذا المؤتمر كسابقيه من المؤتمرات يعكس التكالب الدولي على الثورة في سوريا. فالغرب كصاحب مشروع استعماري يستعمل أدواته من حكام الدول العربية ليحصد ثمرة الثورة في سوريا لمصلحته عن طريقهم، ومنع أصحاب المشروع الإسلامي من حصدها. وبهذا فإن دول مؤتمر القمة هذا تتآمر على الثورة. وقراراتها وإجراءاتها ظاهرها المساعدة والحرص على الثورة، بينما هي في حقيقتها لخدمة مصالح أسيادهم الغربيين. وعن كواليس المؤتمر، نُقل أن جيفري فيلتمان، وهو كان مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية كلينتون، ويعمل الآن المساعد السياسي للأمين العام للأمم المتحدة كان يعمل على التدخل والتأثير في قرارات المؤتمر. من هنا كان هذا المؤتمر كعادته حلقة من حلقات التآمر، ولكن هذه المرة على الثورة في سوريا. وحسناً فعل هؤلاء المؤتمرون المتآمرون عندما اختصروه إلى يوم واحد بدل يومين كما كان مقرراً.
أيها المسلمون الأقوياء بدينهم في سوريا الشام عقر دار الإسلام:
إن حكام الدول العربية المؤتمرين لمتآمرون عليكم، وهؤلاء ليسوا أحسن أثاثاً ورئياً من السفاح بشار. وحل المشكلة في سوريا عن طريقهم لن يفضي إلا إلى إيجاد حاكم في سوريا على شاكلتهم وشاكلة بشار، وهؤلاء الحكام العملاء يتعاملون كالوصيِّ عليها مع أنهم هم السفهاء الذين يجب أن يحجر عليهم. ثم إن أعضاء المؤتمر الوطني قد رأوا بأم أعينهم الضغوط التي تمارس عليهم وشهدوا على أنفسهم كيف أن التعليمات ووصفات الحل تأتي من الخارج، وأنها تفرض عليهم وممنوع عليهم مناقشتها... فكيف والحال هذه يعطى أمثال هؤلاء قيادة الناس، فهل ديننا ودماء أهالينا باتت رخيصة إلى الحد الذي يتم فيه ذلك؟!. ثم كيف نفسر دعوة رئيس الائتلاف الوطني أحمد معاذ الخطيب الولايات المتحدة، وهي حاضنة كيان يهود وسيدة بشار الذي يرتكب المجازر المهولة بحقكم لمصلحتها، وهي سبب كل مآسي المسلمين في العالم، وهي العدو الأول للمسلمين... نعم، كيف نفسر دعوته لها "إلى لعب دور أكبر من تقديم مساعدات إنسانية للسوريين"، وقوله: "نحن لا نخجل من الحصول على مساعدات مخصصة للشعب السوري من الولايات المتحدة" وقوله: "ولكني أقول إن دور الولايات هو أكبر من هذا"، ثم هو، أكثر من ذلك، يطلب منها أن تمده بالسلاح وبالباتريوت ليستطيع مواجهة عميلها بشار... إن من أبرز ما يتصف به أعضاء الائتلاف وقادته أنهم ليسوا قادة سياسيين، وليس عندهم باع، ولا شيء من باع، في العمل السياسي الصحيح أو في الألاعيب السياسية المؤثرة ... فهم يجهلون، أو يتجاهلون، أن بشار هو صنيعة أمريكا، وأنها ليست بحاجة إلى باتريوت لتنصر الثوار وتزيح بشار، وتحمي الناس من بطشه! فهي وراء هذا البطش، وذلك إلى أن ينضج البديل، ويتم تسويقه للناس بالدهاء أو بالإغراء أو بالمجازر، ومن بعدُ تأمر بشاراً فيرحل!... ثم إن المؤثرين في الائتلاف علمانيون يلتقون بشكل طبيعي مع طروحات الغرب العلمانية المعادية للإسلام، فيجب الحذر منهم وعدم تمكينهم من تمثيل الناس، فإن أمريكا التي يستجدي الخطيب مساعدتها تسعى لتحقيق مشروعِ بشارٍ جديد عن طريقهم. فإياكم إياكم أيها المسلمون من هؤلاء، وعليكم الالتزام بشرع ربكم، وذلك بإقامة دولة الخلافة الإسلامية التي هي فرض ربكم ومبعث عزكم وحامية أمنكم، وقاهرة عدوكم.
وها هو حزب التحرير يدعو جميع المسلمين إلى العمل معه لإقامة الدين بإقامة الخلافة الراشدة ومبايعة خليفة واحد يحكم المسلمين، كل المسلمين، بالإسلام بدل هؤلاء الحكام الرويبضات الذين ما زادوكم إلا خبالاً. فأين دعوة الباطل التي يدعوكم الغرب إليها عبر الائتلاف الوطني والحكومة الانتقالية والدولة المدنية، أين هي من دعوة الحق التي يدعوكم حزب التحرير إليها؟!
قال تعالى: ((وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ * تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ * لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآَخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ * فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ * فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآَلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَاب)).
16 من جمادى الأولى 1434
الموافق 2013/03/28م
حزب التحرير
ولاية سوريا