التاريخ الهجري 07 من ربيع الثاني 1434 رقم الإصدار: 1434 هـ / 21
التاريخ الميلادي 2013/02/17م
بيان صحفي
قذائف طائرات الناتو التي تقتل النساء والأطفال في أفغانستان
تثير مرة أخرى الحاجة الملحة لإعادة إقامة دولة الخلافة
(مترجم)
في يوم الخميس 14 من شباط/فبراير 2013، أفادت وكالتا BBCو CNNوغيرهما من وكالات الإعلام بأن قذائف طائرات النيتو قتلت 10 مدنيين من ضمنهم أربع نساء وخمسة أطفال، أثناء عملية مشتركة بين قوات النيتو والقوات الأفغانية في ضاحية شيغال في شمال شرقي إقليم كونار في أفغانستان. وفي شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي قتل أربعة أطفال على الأقل خلال هجوم صاروخي للقوات الأمريكية على منطقة سكانية في إقليم لوغار شرقي أفغانستان، وكذلك قتل ثلاثة أطفال آخرين في هجوم جوي للقوات الأمريكية في إقليم هلمند. بناء على معلومات تم إصدارها من قبل القوات الجوية الأمريكية في كانون الأول/ ديسمبر الماضي فإن الولايات المتحدة سجلت رقما قياسيا هو 447 طلعة على أفغانستان خلال عام 2012 -وهذا الرقم هو الأعلى خلال 11 عاماً من الاحتلال الغاشم للبلاد-، وقد قتل خلالها عدد لا يحصى من النساء والأطفال. وفي تقرير حديث للجنة الأمم المتحدة لحقوق الأطفال أظهر أن المئات من الأطفال كانوا قد قتلوا "نتيجة هجوم وطلعات القوات العسكرية الأمريكية" بين السنوات 2008-2012، بسبب استعمال "قوة غير موجهة". إنه لأمر يدعو إلى الدهشة رفض القوات الأمريكية وقوات النيتو لتقرير الأمم المتحدة، وبدلا من الاعتراف بأن حملتها هي سبب القتل والدمار بلا رحمة للمسلمين في أفغانستان وباكستان، فقد اعتبروا أن ذبح مئات النساء والأطفال هو عمل مبرر جاء كنتيجة جانبية لهدف حملتهم وهو المحافظة على مصالحهم الاقتصادية والإستراتيجية في هذه المنطقة - ليس ذلك غريبا فهذا هو نهج أصيل في الرأسمالية الاستعمارية.
خلال محاولاتهم لتقوية وبسط نفوذهم وسيطرتهم على الموارد في الأراضي الأفغانية والأقاليم المحيطة، تقوم هذه القوات بإلحاق الدمار وإعمال القتل في كل ما يقف في طريق الوصول لهدفهم، هذا بالإضافة لعملية غسل أدمغة المسلمين الأفغان قسريا وحشوها بأفكار الحريات الليبرالية والديمقراطية. إن أشد الجرائم التي ارتكبت بحق المسلمين في أفغانستان وباكستان؛ كانت هي تلك التي تمت من قبل حكام من أمثال كرازاي وزرداري ورؤساء الجيش مثل كياني، الذين يقدمون يد العون والمساعدة لآلة القتل هذه، حتى إنهم يستخدمون الجنود المسلمين كقتلة مأجورين (شبيحة) لتنفيذ مهامهم القذرة. إنه من الواضح أنهم يرون أن قتل المئات من الفتيات العفيفات وأطفال هذه الأمة أمر عرضي وتافه في سبيل الخضوع تحت نعال ساداتهم الغربيين والحصول على رضاهم.
إننا ننادي أبناءنا المخلصين، ضباط وقواد الجيش في أفغانستان وباكستان: إلى متى ستغضّون أبصاركم عن هذه الجرائم ضد أخواتكم وإخوانكم وضد الأطفال، في حين أن واجبكم هو حماية هذه الدماء والأرواح والأعراض؟ كيف تسمحون باستمرار الاحتلال وهذه المصائب وحمامات الدماء في أمتكم، وأنتم أحفاد القائد الفاتح الشجاع الذي حمى المسلمين محمد بن القاسم، الذي أرسله الخليفة الأموي الوليد استجابة لنداء امرأة مسلمة دفاعا عن حياتها وعرضها من هيندو راجا ضاهر؟ إننا ندعوكم للتحرك والقيام بواجبكم والدفاع عن دماء أبناء أمتكم من السفاحين، وتحرير أراضي المسلمين من المحتل المعتدي. نناديكم لكسر ولائكم لهؤلاء الحكام الجبناء الذين جلبوا العار لكم من خلال استعمالكم قرابين لتحقيق مصالح الدول الأجنبية والحفاظ عليها. قدموا نصرتكم وولاءكم لإقامة الخلافة لتكونوا أبطال هذه الأمة ومحرريها، فإن الخلافة هي درع المؤمنين الحامي. إن الخلافة هي النظام الشامل والتي تحوي أحكاما لجميع مناحي الحياة، بما في ذلك الحرب ومنع قتل المدنيين الأبرياء أو تدمير الحرث والنسل. إن النساء والأطفال في أفغانستان وباكستان بل في جميع بلاد المسلمين يستصرخون الخلافة الحامية وقائدهم محمد بن القاسم للدفاع عن دمائهم وأعراضهم. يا أبناء جيوش المسلمين ألا تجيبون داعي الله؟
(( وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا )) [النساء: 75]
د. نسرين نواز
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير