التاريخ الهجري 12 من صـفر 1434 رقم الإصدار: PN12080
التاريخ الميلادي 2012/12/26
بيان صحفي
رسالة من حامل دعوة للخلافة:
"الحكام ينتقمون منا بفبركة جرائم بشعة ضدنا وهو علامة على إفلاسهم الفكري"
"مترجم"
السلام عليكم،
اسمي أرشد، من عائلة من الطبقة الوسطى، أب لثلاثة أطفال، مهنتي مستشار تكنولوجيا معلومات، وقد ساهمت في خدمة المجتمع من خلال معرفتي ومهارتي لأكثر من 10 سنوات.
تم اعتقالي من قبل الشرطة في 11 آب أغسطس 2012 بينما كنت ذاهبا إلى مركز الشرطة للحصول على دراجتي النارية من عندهم، وقد وضعت في زنزانة صغيرة جدا لمدة 24 ساعة، في أحد أقبية الأجهزة التابعة للإملاءات الأمريكية، حيث يقوم الخونة داخل القيادة المدنية والعسكرية باضطهاد أمثالي من حملة الدعوة، وفي الوقت نفسه، تم الكذب على أصدقائي وغيرهم من الذين وصلوا إلى مركز الشرطة للاستفسار عن اعتقالي، وادعت الشرطة أني لست بحوزتهم ولا يعرفون مكان وجودي.
في 12 أغسطس آب تم توجيه تهمة لي، وعرضي على وسائل الإعلام ووجهي مغطى كما لو أنّه تم اكتشاف ذخيرة بحوزتي، وقد كان من بين التهم الملفقة ضدي تهمة الخيانة العظمى والتي لا يمكن أن تقبل المحكمة إطلاق سراحي بكفالة بسببها، لأنها تخضع لقوانين الجيش الباكستاني، حيث تمكن الجيش من تقديمي إلى محكمة عسكرية، وتصل عقوبة هذه التهمة إلى الإعدام في حال كانوا قادرين على إثبات هذه الدعوى الباطلة في المحاكم، وبينما كنت في خضم إجراءات المحكمة كانت هناك قضية أخرى تعد لتقديمها ضدي، حيث تم تلفيقها لي في الأسبوع نفسه في مركز شرطة آخر، وكانت بنود هذه التهمة الجديدة أشد قسوة، وقد مر علي شهران ونصف وأنا في السجن في مواجهة هذه الاتهامات، وفي النهاية برأتني المحكمة من التهم المنسوبة لي.
حالتي هذه هي مجرد مثال على أعمال الانتقام والثأر التي يقوم بها النظام ضد حاملي الدعوة المخلصين. وقد دفعني هذا العمل الهمجي إلى تقديم عريضة مكتوبة ضد الحكام في الوقت الذي بدءوا فيه بالقيام بحملة من التعذيب والاختطاف والتهديدات ضد السياسيين السلميين من حزب التحرير، حيث ضمت حملة هؤلاء الخونة اضطهاد الشباب المتعلم من مثل عمران يوسفزاي والشيخ المحترم الدكتور عبد القيوم، والمهندس نفيد بوت، الناطق الرسمي لحزب التحرير في باكستان، والأستاذ سعد جغرانفي، رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في باكستان، وهناك قائمة طويلة من المواطنين الذين واجهوا مثل هذا الطغيان من هؤلاء الحكام.وقد تضمنت هذه الحملة قيام الحكومة بمداهمة الجلسات التي يجرى فيها مناقشات، دون اعتبار لحرمة المنازل، وهم يعلمون أنّ هذه الجلسات يتم فيها مناقشة موضوعات مهمة، محلية ودولية وفكرية، ويعرض فيها حلول لها من القرآن والسنة، والحضور في هذه المناقشات من التجار والمعلمين والأطباء والمهندسين وخبراء تكنولوجيا المعلومات وتجار عقارات ومدراء ومحاسبين وطلاب وغيرهم من مختلف شرائح المجتمع، وقد تم اعتقالهم وتقديمهم بشكل مذل أمام وسائل الإعلام للنيل من عزائمهم، فالبعض منهم فقد وظيفته وغيرهم تأثرت دراسته الجامعية وآخرون تأثروا اقتصاديا في تجارتهم، وقد تعرض هؤلاء المحترمون في المجتمع للاضطهاد لمجرد أنهم يريدون تغييرا حقيقيا في المجتمع، ولأنهم أدركوا أنّ هذا التغيير ليس ممكنا من دون إعادة إقامة الخلافة، وأنّهم انضموا إلى الحزب الأيديولوجي حزب التحرير لهذه الغاية، وهو الحزب الذي يقوم بالصراع الفكري والكفاح السياسي للحكومات وهو الذي يجعل هذه الحكومات تخشاه. وحزب التحرير هو حزب سياسي لا يستخدم الوسائل المادية في طريقته، وقد تم حظره من قبل الجنرال مشرف في عام 2003 لإرضاء الولايات المتحدة لأنّ حزب التحرير يقوم بفضح غدر وخيانة عملاء أميركا وموالاتهم لها، وقد تزامن مع القمع والحظر دعاية خبيثة ضد هذا الحزب وأعضائه وما زالت هذه الحملة الدعائية جارية لغاية اليوم، ومنها الادعاء الذي لا أساس له من الصحة بأنّ الحزب متعصب ديني وطائفي ويقوم بنشر الأفكار التحريضية، وهذه الاتهامات الشنيعة هي لخلق الشقاق والتنافر بين الحزب والقوات المسلحة الباكستانية، في حين أنّ الحقيقة هي عكس ذلك تماما. فحزب التحرير يعمل على توحيد الأمة الإسلامية في دولة واحدة من مختلف البلدان الإسلامية ومختلف أعراق وألوان الناس، لتحقيق المساواة في الحقوق بين الناس، وهذه الدولة ستكون المثل الأعلى في العالم.
وحزب التحرير يعرض فكرة الدولة حيث ستكون مركزية الحكم، واقتصاد هذه الدولة لن يقتصر على القضاء على الفقر فقط، والقضاء فيها يقوم على تحقيق العدالة بسرعة وبالمجان، وسوف يستقطب نظام التعليم شعوب العالم كما كان الحال عليه في الماضي، وسيتمخض عن سياستها الخارجية نظام عالمي عادل جديد، وسيقوم جيشها بتحرير كشمير وأفغانستان وفلسطين، وجميع الأراضي الإسلامية المحتلة، ومن شأن هذه السياسات القضاء على الهيمنة السياسية والاقتصادية للولايات المتحدة، ولهذه الرؤية التي يعلمها الغرب فإنّه يخشى من عودة الخلافة، ولاستباق عودتها يطلب الغرب من عملائه الحكام ملاحقة وحظر حزب التحرير في بلدانهم، والتي يمكن أن تصبح نقطة ارتكاز لافتة للخلافة.
لقد تم إنشاء باكستان باسم الإسلام، وليس لخدمة مصالح الولايات المتحدة، وإلا فما معنى شعار "ما هو معنى باكستان؟ لا إله إلا الله" وهو الشعار الذي ضحى أجدادنا بحياتهم من أجله، وقدموا أرواحهم لهذه الشجرة التي تسمى باكستان، ولماذا بعد ذلك يوصف العمل لتطبيق الإسلام في هذا البلد جريمة كبيرة؟ ويتم اختطاف العاملين لإقامة دولة إسلامية وتعريضهم للتعذيب لأنهم يذكرون هؤلاء الحكام بتقوى الله، وتذكيرهم بأنهم سيقفون أمام الله سبحانه وتعالى يوم القيامة، وهو اليوم الذي يرفع فيه لكل خائن راية بحسب حجم غدره.
نحن شباب حزب التحرير تم تلفيق تهم مختلفة لنا للانتقام منا لأننا نقوم بمحاسبة سياسية لهؤلاء الحكام المفلسين فكريا، ويقوم هؤلاء الحكام باضطهادنا لحبنا للإسلام وبسبب نضالنا من أجل عودة الإسلام إلى السلطة السياسية.
وأنا أسأل، هل ينبغي حظر المداولات حول القيم العالمية للإسلام، ونظام الإسلام السياسي، وإعادة إقامة الخلافة الراشدة؟ وهل يحق حظر فضح تواطؤ وعلاقات حكام المسلمين الخفية فضلا عن التعاون العلني مع الغرب وخاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية؟ وهل يجب أن يكون هناك حظر على فضح خيانة القيادة المدنية والعسكرية في المؤامرات ضد شعب باكستان وقواته المسلحة؟
حزب التحرير يقوم بكل هذه الأعمال من خلال الكفاح السياسي، فهل يجب أن يكون هناك حظر على حزب التحرير؟
أطالب بما يلي:
أ) أطالب وسائل الإعلام الحرة بفضح الحظر غير المبرر والذي لا أساس له من الصحة على حزب التحرير وإعطائه حق الدعوة لوجهات نظره.
ب) أطالب منظمات حقوق الإنسان بحملة ضد الحظر المفروض على حزب التحرير وعن شبابه الذين يحرمون حتى من أبسط حقوقهم الأساسية كمواطنين.
ج) أطالب القضاء بالتحقيق في الدعاوى الباطلة ضد شباب حزب التحرير وبإعلان بطلانها، وإبطال حظر أنشطة حزب التحرير.
وأود أن أذكّر الموظفين المكلفين بتطبيق القانون بمن فيهم موظفو الاستخبارات بأنّ الله سبحانه وتعالى لن يقبل عذرهم بأنهم يتبعون أوامر قادتهم، لأنهم يدركون جيدا أنّ هذه الأوامر تأتي من الخونة في القيادة المدنية والعسكرية لتأمين مصالح الولايات المتحدة، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ((السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ حَقٌّ مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِالْمَعْصِيَةِ فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلَا سَمْعَ وَلَا طَاعَةَ)) رواه مسلم.
بينما كنت أكتب هذه الكلمات علمت بأنه قد تم تقديم قضية أخرى كاذبة ضدي وهي تهمة الإرهاب، ولست متأكدا كم سيكون عدد القضايا التي سيتم رفعها ضدي لقولي كلمة الحق لغاية وصول هذه الرسالة لوسائل الإعلام.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية باكستان