التاريخ الهجري 07 من ذي الحجة 1433
التاريخ الميلادي 2012/10/23م
رقم الإصدار: 1433هـ/31
بيان صحفي
تظاهر بوتين باحترام المشاعر الدينية لا يخفي سياساته المعادية للإسلام والمسلمين واضطهاد حكومته الروسية العلمانية المتطرفة للمسلمين
(مترجم)
في يوم الاثنين الموافق 22-10-2012م نشرت صحيفة (ذا موسكو تايمز الروسية) تحقيقاً حول حظر الحجاب وتصريحات بوتين في الخميس 18 تشرين الأول/أكتوبر 2012 حيث ذكرت رويترز وغيرها من وكالات الأنباء، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علق على حظر الحجاب الأخير في المدارس الروسية في منطقة ستافروبول جنوب البلاد بالقول، "يجب علينا أن نحرص على احترام المشاعر الدينية لدى الناس. وعلى الدولة إظهار هذا عبر أنشطتها، وفي أدق التفاصيل، في كل شيء"، مضيفا "على الرغم من ذلك، إننا دولة علمانية ويجب علينا أن ننطلق من هذا الأساس." واقترح نموذج الدول الأوروبية التي تنفذ نظام الزي الموحد في المدارس وتمنع ارتداء الزي الديني، وقدمه كنموذج يجب أن يُحتذى في المدارس الروسية كعلاج لالتزام الطالبات بارتداء الخمار. هذا وقد فسرت وسائل الإعلام الروسية وغير الروسية تصريحاته على أنها دعم مفتوح لحظر الحجاب في المدارس في روسيا. وإن موقفه هذا يحاكي موقف الدول الأخرى العلمانية المتطرفة مثل فرنسا وبلجيكا وألمانيا وكندا وتركيا وأوزبكستان التي فرضت أيضا حظر الحجاب أو النقاب في مجتمعاتها.
وقد علقت الدكتورة نسرين نواز عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير على تصريحات السيد بوتين قائلة:
"إن النفاق الفاضح والكذب الصارخ واضحان جليّان من دعوة بوتين للدولة الروسية لإظهار احترام المعتقدات الدينية لمواطنيها، الأمر الذي يبدو مذهلاً إذا أخذنا بعين الاعتبار أن هذه الدولة هي ذاتها التي لديها سجل طويل في اتباع سياسات قمعية مستبدة ضد الأقليات المسلمة، كما أكد ذلك معهد حقوق الإنسان الروسي. على مدى السنوات القليلة الماضية، فقد تعرضت النساء المسلمات من أقارب حملة الدعوة للمضايقة والسجن والاعتداء والتهديد بالسكاكين من قبل أجهزة الأمن الروسية التي اتبعت هذه الأساليب للضغط على أقربائهن الرجال حتى يتركوا واجبهم الإسلامي. وقد تم - في إطار سياسة الدولة الروسية في "مكافحة التطرف"- نقل أطفال بعضهن إلى دور الأيتام، ومكافحة التطرف هو الاسم المستعار لسياسات "المعاداة للإسلام" الآن، وكأن بوتين لم يكتف باضطهاد المسلمات البريئات بل تطلع لاستبعاد الفتيات المسلمات التقيات من المدارس الروسية اللواتي كان جرمهن الوحيد هو التقيد باللباس الشرعي. وهذه محاولة لمحاربة الإقبال المتزايد على الالتزام بالإسلام من قبل مسلمات روسيا والسعي لإرغامهن على تبني المعتقدات العلمانية الضالة".
"على الرغم من الحديث عن احترام المعتقدات الدينية، فإن بوتين يؤيد في الوقت نفسه تدني مستوى الفتيات المسلمات بسبب حرمانهن من فرصة التعليم لأنهن التزمن بأحكام الشرع الحنيف. فإنه يتفاخر بالمقومات العلمانية لدولته، في الوقت الذي أثبت هذا الفكرُ مرارا وتكرارا تعصُّبَه ضد الأقليات الدينية وفشله في مجال تحقيق حقوق الجميع، ويظهر هذا في حظر الحجاب والنقاب، وحظر بناء المآذن في دول علمانية. ولقد فهمت المرأة المسلمة وبوضوح أن نيل "الاحترام" في الدول العلمانية هو امتياز فقط لأولئك الذين يؤمنون بمعتقداتها، في حين أن التهميش والوصم والتمييز هو الخيار الوحيد المطروح لأولئك الملتزمين بدينهم وهذا هو المتوقع من النظام العلماني. فإن هذا الفكر فاقد ومنذ زمن طويل لكيفية تنظيم مجتمعات عادلة ونزيهة ومنسجمة".
"وعلاوة على ذلك، كيف يجرؤ السيد بوتين على التحدث عن احترام المشاعر الدينية للمرأة المسلمة في حين أن حكومته تنتهج سياسة داخلية وخارجية قائمة على ترويع المسلمات البريئات في الشيشان وتؤيد القتل الجماعي من قبل الجزار بشار لِبَنات هذه الأمة في سوريا اللواتي لا رغبة لهن سوى العيش بكرامة في ظل نظام الإسلام".
"ثم ماذا قدم النظام العلماني الذي يحتفل به بوتين للنساء الروسيات؟ إن المرأة الروسية تتعرض للاستغلال والاتجار والعنف والتمييز في الأجور. وقد خلقت القيم العلمانية الليبرالية التي تروج لها الحكومة الروسية هوية اجتماعية مشوهة للمرأة حيث ينظر إليها باعتبارها مجرد متعة للاستخدام والتخلص منها مثل أي سلعة اقتصادية أخرى. أما العلمانيون الذين يتمتعون بكيل التهم للإسلام مدعين أنه قمع المرأة فإنهم يتجاهلون النظر حولهم، ويأبون الاعتراف أنه ليس الإسلام الذي جرد الفتيات المسلمات من التعليم وحرمهن من حقوقهن الأساسية بل هي الأنظمة العلمانية المتطرفة وتحكم المتعصبين الليبراليين مَن فعل ذلك بالنساء المسلمات".
"أما بالنسبة للنساء في حزب التحرير، فإننا ندعو أخواتنا الكريمات المخلصات في روسيا للتمسك بدينهن وزيّهن الإسلامي الذي يجسد قيماً نبيلة وحميدة ومعاني الحياء والكرامة. لا تدَعْنَ أي مجال للضغط عليكن ومنعكن من طاعة الخالق بحظر الحجاب أو أي إجراء آخر معادٍ للإسلام. فإن هذه جملة من السياسات الفاشلة اليائسة، والتكتيكات التي تستخدمها دولة تدرك أنها غير قادرة على زعزعة العقيدة الفكرية للمسلمين أو انتزاع حبهم النقي الخالص للدين الإسلامي. فارفضن هذه المعتقدات العلمانية الخاطئة واثبُتن على معتقداتكن الإسلامية والتزمن بالأحكام الشرعية، متيقناتٍ من رضوان الله تعالى خالق الكون ومدبره. واعملن جادّاتٍ لإقامة دولة الخلافة التي ستعشن تحت ظلها فخورات بهذا الزي الشرعي وتطبقن فيها أحكام دينكن في بيئة من الأمن والاحترام الحقيقي".
((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ))
د. نسرين نواز
عضو المكتب المركزي لحزب التحرير