بسم الله الرحمن الرحيم
قبول معارضة المجلس الوطني بفاروق الشرع رئيساً للمرحلة الانتقالية
دليل واضح على انفصال هذه المعارضة عن آلام وآمال الثورة المباركة في الشام
في وقت اشتد فيه التوتر على الحدود السورية التركية إثر قصف القوات السورية لبلدة أكجاكالي التركية وقتل خمسة من عائلة تركية واحدة... في هذا الوقت كان رد الفعل التركي على الساحة السياسية أن طلع علينا وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو بمقترح جديد قديم مفاده أن يحل نائب الرئيس السوري فاروق الشرع محل رئيسه في العمالة لأمريكا بشار ليكون على رأس حكومة انتقالية لوقف الحرب الأهلية الدائرة في سوريا، على شاكلة النموذج اليمني. ولم يكتفِ أوغلو بهذا بل زاد في الطنبور نغماً بمعزوفة قبيحة أن الشرع هذا "رجل عقل وضمير، ولم يشارك في المجازر في سوريا، ولا أحد سواه يعرف بشكل أفضل النظام في سوريا". واعتبر أن "المعارضة تميل لقبول الشرع لقيادة الإدارة السورية في المستقبل". وما كاد أوغلو ينهي تخريفاته هذه حتى انهالت تصريحات مؤيدة مما يسمى بمعارضة المجلس الوطني المتهالك لاعتراف أمريكا به واعتماده، وكذلك تم الإعلان عن لقاء موسع للمعارضة سيعقد في قطر في 17/10/2012م من أجل التسويق لهذا الاقتراح وتسجيل ردود الفعل عليه!
وأمام ما ذكرناه يذكِّر حزب التحرير المسلمين في سوريا بالحقائق التالية:
- إن هذا الاقتراح هو اقتراح أمريكي، تُلقيه أمريكا على لسان أوغلو وغير أوغلو... وذلك خلال دراستها للحلول على طريقتها لترى كيف يكون استقبال الناس له!... وإننا نسأل أوغلو: ألم تدرك بعد أن الأوضاع على الأرض قد تجاوزت هذا المشروع سيئ الصيت! ثم ألم تعلم أن فاروق الشرع هذا هو في قبضة بشار الآن؟ فكيف سينفذ اقتراحه هذا من غير موافقة الأسد عليه؟! إنها طبخة أمريكية سيئة الدسم لا يُسيغها إلا أصحاب الأذواق العفنة الفاسدة!
- إن فاروق الشرع هذا هو بعثي علماني وابن هذا النظام، ربّاه الأسد الأب ليرثه الابن. فرجل مثل الشرع عمل وزيراً للخارجية زمن الأب مدة خمسة عشر عاماً، ثم نائباً لبشار في فترة حكمه لَيعطي صورة واضحة عن رضا المجرميْن حافظ وبشار عنه، وهما اللذان لا يتساهلان أبداً مع من يخالف سياستهما أدنى مخالفة.كذلك فإن بقاءه في هذين المنصبين كل هذه الفترة لَيشير بوضوح إلى تجذّر الشرع في عمالته لأمريكا، وهي التي قد تكون أوصت الوالد والولد بعدم التخلي عنه من قبل، وهي التي توصي الآن بأن يكون بديلاً عن بشار.
- إن حزب التحرير يحذر الأفراد المخلصين من المعارضة السياسية في الخارج، ويحذر المعارضة المسلحة المؤمنة الصابرة في الداخل من قطر والسعودية وتركيا ومن وسائل إعلامهم ومن كل من يحاول أن يبيع أشرف ثورة بثمن بخس. فهؤلاء يتظاهرون بتأييد ثورتكم ليستطيعوا أن يملوا عليكم حلول أسيادهم، وهؤلاء لو كانوا صادقين معكم لزوَّدوكم بالسلاح الذي يحسم بسرعة مصير النظام السوري المجرم، ولوفَّروا عليكم المزيد من القتل لآبائكم وأمهاتكم وأبنائكم، بل امتنعوا وبـرَّروا وقالوا مثل ما قال أسيادهم: "خشية من تسرب هذه الأسلحة إلى الجماعات الإرهابية" ومعلوم لديكم أنهم يقصدون بالإرهاب الإسلام، وبالجماعات الإرهابية المجموعات الإسلامية المسلحة، وصدق الله تعالى: (( وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ )).
أيها المسلمون في شآم النصر:
إن أفضل رد على كل ما يحاك لنا في سوريا هو أن نعتصم بحبل الله المتين، كتاب الله، الذي من اعتصم به هدي إلى صراط مستقيم. وإن أقوى رد على عدونا، الظاهر والباطن، والقريب والبعيد، هو بأن تجتمع كلمتنا على الدعوة والعمل لإقامة الخلافة الراشدة الثانية التي نحيا فيها سعداء ونموت دونها شهداء. وإن الثمن الذي قدمناه غالياً من شهدائنا، وتأوهات جرحانا، وأنّات ثكالانا، وعذابات أطفالنا، كل ذلك لن يضيع بإذن الله في دهاليز سياسة العملاء وأسيادهم، بل سنحقق به نصراً عزيزاً في الدنيا، وجنة الفردوس الأعلى في الآخرة إن شاء الله... فلنرفع سقف أهدافنا حتى تصل عنان السماء، فنحن أهل الشام التي قال عنها الحبيب المصطفى: «طوبى للشام»، ونحن إن شاء الله من أهل وعده سبحانه: (( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )).
24 من ذي القعدة 1433
الموافق 2012/10/10م
حزب التحرير
ولاية سوريا