بسم الله الرحمن الرحيم
الخلافة وحدها هي التي ستثأر لشرف النبي محمد صلى الله عليه وسلم
في الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2012، اندلعت مسيرات واحتجاجات مناهضة للولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم الإسلامي، من المغرب إلى بنغلادش، ومن مصر إلى العراق، للاحتجاج على إهانة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفلم الأمريكي، وصدق أهل الحكمة من المسلمين في اليمن حين رفعوا شعار (فداك الروح يا رسول الله).
أما بالنسبة لحكام العالم الإسلامي، وهم قادة ما يقارب الستة ملايين جندي، وهم يتربعون على عرش البلدان الإسلامية ذات الموارد الهائلة، فماذا كان ردهم؟ لقد وقعوا بين نارين، نار العبودية العمياء لأمريكا ونار غضب المسلمين العارم ضد الغطرسة الأمريكية ووحشيتها، فكان ردهم أضعف ما يمكن من الجبن والتخاذل كالمعتاد، فقد خذلوا المسلمين كما يخذلونهم في كل قضية حيوية، سواء أكانت تلك القضية تتعلق بالدين أم بالدنيا أم بحياة المسلمين.
أما بالنسبة لحكام باكستان، فإنّه على الرغم من أنّهم قادة لسابع أكبر قوة مسلحة في العالم، وهم مسلحون بالأسلحة النووية، ويُشهد للقوات الباكستانية بأنها من ذوات الخبرة والشجاعة، ومع ذلك ماذا كان ردهم؟ في 12 أيلول/سبتمبر 2012، أصدر مكتب الخارجية الباكستاني كلمات ضعيفة باهتة بينما هم مطالَبون بأفعال قوية تشفي صدور قوم مؤمنين، معلنا أنّ "حكومة باكستان تدين بشدة بث مقطع فيديو التشهير في الولايات المتحدة والتعرض لشخصية النبي محمد عليه الصلاة والسلام"!، وفي اليوم التالي في 13 سبتمبر/أيلول عندما ترأس كياني اجتماع قيادة الجيش الباكستاني 153 الدوري، لم يكن هذا الأمر حتى على جدول الأعمال!
أيها المسلمون في باكستان!
إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، الرحمة للبشرية جمعاء، وهو سيد الأنبياء جميعا، قال ((إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ)) (رواه البخاري). وهؤلاء الحكام لا يستحيون ولا يشعرون بما نشعر به، ولا يحملون ما نحمل، ولا يهتمون لما يهمكم، فقلوبهم وعقولهم مع أعدائنا، ويجب أن لا نتوقع أي خير منهم، فهم لا يتحركون إلا لتأمين مصالح الكفار، وإذا رفعنا أصواتنا نطالب بحقنا، فإنّهم يسعون فقط إلى تهدئة غضبنا حتى لا ينزعج أسيادهم، ويستخدمون مواردنا ضدنا من خلال التحالف مع أعدائنا، ولكنهم لن يحركوا ساكنا للذود عن شرف النبي الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، وهذه ليست المرة الأولى التي يتقاعس فيها هؤلاء الحكام الخونة عن واجبهم عندما يتعرض الغرب وعلى رأسه أمريكا لشرف النبي عليه الصلاة والسلام، وليست هذه هي المرة الأولى التي يتقاعسون فيها عن واجبهم في حماية مقدسات المسلمين الأخرى، مثل حماية حياة المسلمين، فها هي أمريكا والغرب يقفون وراء أولئك الذين يذبحون النساء والأطفال والمسنين في سوريا، تماما كوقوفهم وراء البلطجية في العراق وأفغانستان من الرويبضات، فهذا هو معنى "السلام" و "الأمن" عند هؤلاء الحكام العملاء، إذ معناه عند هؤلاء هو الولوغ في دماء المسلمين حتى يحققوا "الأمن" للكفار ويمكنوا لهيمنتهم على الأمة الإسلامية، فالشر هو عملهم على الرغم من أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول { وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَتْلُ مُؤْمِنٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ زَوَالِ الدُّنْيَا } رواه النسائي.
لن نرى الثأر الذي يستحقه نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم حتى نشهد عودة الخلافة بيننا، ففي الفترة التي كانت فيها دولة الخلافة العثمانية ضعيفة، كانت على وشك إعلان الحرب ضد بريطانيا وفرنسا في عام 1890، بسبب محاولتهم القيام بشيء مماثل من الإساءة، حيث حاول الكاتب المسرحي "فولتير" عرض مسرحية في أوروبا، للإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فما كان من الخليفة عبد الحميد الثاني إلا أن استدعى السفير الفرنسي وأبقاه في الانتظار لساعات، ثم خرج عليه في اللباس العسكري الكامل، وسل سيفه من غمده ووجهه نحو السفير الفرنسي، فكان ذلك بمثابة إعلان حرب، ومن دون أن يقول له كلمة واحدة طلب منه الانصراف، ولما حاول "فولتير" عرض المسرحية في بريطانيا، تحدث معهم السلطان باللغة التي يفهمونها، حيث هددهم بالحرب من قبل الأمة كلها، لذلك تخلت بريطانيا وفرنسا عن المسرحية وعن عرضها على مسارحهم.
فلن نرى الثأر الذي يستحقه نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم حتى يكون بيننا الخليفة الراشد، الحاكم بالإسلام، وقائد القوات المسلحة، وحينها سيحشد الخليفة قواتنا المسلحة لوضع حد لجميع القواعد الأمريكية والقنصليات والسفارات، فيطرد كل الاستخبارات الأمريكية والمسئولين الدبلوماسيين والعسكريين ويقطع خطوط إمداد القوات الصليبية في أفغانستان، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل { إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ }.
ولن نرى الثأر الذي يستحقه نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم حتى نقيم هذه الخلافة، فعلى المسلمين العمل معنا في حزب التحرير ودعوة القوات المسلحة لإسقاط كياني وزرداري والخونة الآخرين داخل القيادة العسكرية والسياسية وإقامة دولة الخلافة مكانهم.
أيها الضباط في القوات المسلحة الباكستانية!
ألا يغلي الدم في عروقكم وأنتم ترون كياني وغيره من الخونة يضعون حياتكم على المحك في سبيل إنقاذ الصليبية أمريكا واحتلالها لأفغانستان، بينما لا يقودونكم للثأر لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فهل القسم الذي أقسمتموه بالله سبحانه وتعالى على حمايتنا والذود عن ديننا وأرضنا، يعني أن تكونوا حماة لأمريكا وعملائها في هذا البلد؟ اعلموا أنّه لن تكون هناك حاجة لاحتجاجاتنا ضد الهجمة الأمريكية على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فيما لو أجبتم دعوتنا لإنهاء الهيمنة الأمريكية بإقامة الخلافة، واعلموا أنّ الذي يقف حائلا بين الأمة وتسديد الضربة القاضية للغطرسة الأمريكية هم حفنة من الخونة داخل القيادة العسكرية والسياسية، والأمر يتوقف عليكم في إزالة هؤلاء العبيد لأمريكا في غضون ساعات وإقامة دولة الخلافة من خلال إعطاء النصرة إلى حزب التحرير. وحينها فقط ستأتمرون في المعركة بالخليفة الذي سيطبق الإسلام ويحميه، كما سيوحد المسلمين من سوريا إلى إندونيسيا وإيران إلى آسيا الوسطى في دولة واحدة مهابة الجانب في العالم، فتُرفع كلمة الله خفاقة.
حزب التحرير يدعوكم لتلبية دعوته لأجل الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، فمتى تستجيبون؟
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }
26 من شوال 1433
الموافق 2012/09/13م
حزب التحرير
ولاية باكستان