التاريخ الهجري 13 من شوال 1433
التاريخ الميلادي 2012/08/31م
رقم الإصدار:Ilam-SY-51-18-024
بيان صحفي
المسلمون في سوريا أعلنوها لله.. فلا مكان للديمقراطية الغربية في ثورتهم
تابع المسلمون في سوريا كلمات الرئيس المصري محمد مرسي التي ألقاها في مؤتمر (عدم) الانحياز المنعقد بطهران والتي أعلن فيها عن "واجب أخلاقي" دفعه للتضامن مع ثورة سوريا وعبّر عن "دعمه الكامل غير المنقوص لها"، ثم إنه عزف على نفس نغمة أمريكا من دعوته لتوحيد المعارضة فيها لبناء سوريا الجديدة متمنياً الانتقال السلمي فيها إلى "نظام حكم ديمقراطي"، ونوه إلى مبادرة قدمتها مصر في مؤتمر مكة "للخروج من هذه المحنة" كما سماها، ثم قال "إن نزيف الدم السوري في رقابنا جميعاً" وإنه "لا يتوقف بغير تدخل فاعل منا...".
إننا في سوريا نستغرب من رئيس في بلد إسلامي كمصر الكنانة، أرض البطولات، والذي يعتبر القائد الأعلى لجيشٍ طالما دافع عن الأمة الإسلامية وصد فلول الصليبيين على مدى التاريخ، وإن مدن الشام من دمشق إلى طرابلس الشام إلى بيت المقدس، لتشهد لهذا الجيش في ظل الدولة الإسلامية على مدى التاريخ بطولاته وذوده عن الإسلام والمسلمين... نستغرب من هذا الرئيس أن يكون موقفه هكذا: الانتقال السلمي والتفرج على ما يسيل من دماء، ثم الدعوة إلى حكم ديمقراطي، أي على الطريقة الأمريكية في النظر إلى الدماء التي تراق على يد الطاغية بشار وزبانيته...! لقد كان الأولى بالرئيس المصري أن يعلن من على منبر (عدم) الانحياز هذا تجييشَ جيش مصر لنجدة المسلمين في سوريا بدل الرثاء والبكاء على دم نازف في أرض الشام بدعوى الواجب الأخلاقي. وكان الأحرى به قبل ذلك أن يمتنع عن مد يده للمجرم نجاد الذي يزود النظام القاتل في الشام بكل أدوات الفتك والتنكيل بالمسلمين فيها. بل أن يطالب بطرد الوفد السوري قبل دخوله للقاعة لا أن ينتظر حتى يغادر وفد الشبيحة القاعة احتجاجاً عليه!
ونقول هنا بكل وضوح، إن الدولة الديمقراطية التي ذكرها الرئيس مرسي في خطابه وأراد إلصاقها بنا وبثورتنا، أسوة بالفضائيات العربية المأجورة التي ما فتئت تلصق بنا زوراً وبهتاناً ديمقراطية ممجوجة ومدنية مكروهة كي يرضى الغرب بها عنها، إن هذه الدولة لن يكون لها قرار في الشام بإذن الله، بل شام الخير والبركة لا يصح أن يقوم فيها إلا خلافة راشدة على منهاج الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وخلفائه أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، رضوان الله عليهم أجمعين، الذين ذكرهم في كلمته ذكراً دون الامتثال لنموذجهم الفريد في دولتهم، دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي عقدنا العزم على إقامتها في شام النصر إن شاء الله تعالى. نعم، يجب أن لا تقوم في الشام قائمةٌ لغير الحكم بما أنزل الله، استجابة لقول الله تعالى: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا). ولقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: "عقر دار الخلافة بالشام"
وإننا إذ نعبر عن هذا لنؤكد أننا نرفض التدرج في الحكم، لأنه يعني الخلط بين الإسلام والكفر، بين الحق والباطل، تحت مسمى التدرج، فـ"التدرج" هو حقيقة "التدحرج" في أحضان الغرب وأهل الكفر الذين لن يرضوا أن تقوم للإسلام قائمة، وإننا نتطلع لدولة خلافة تضم ليس فقط مصر وسوريا تحت راية العقاب، بل كل أرض إسلامية رفرف عليها لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً ما. قال عليه الصلاة والسلام: «لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ» أخرجه أحمد.
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
المهندس هشام البابا