التاريخ الهجري 06 من شوال 1433 رقم الإصدار: Ilam-SY-48/18/024
التاريخ الميلادي 2012/08/24م
الخطوط الحمراء التي تضعها أمريكا هدفها الحفاظ على مصالحها وعلى وجود (إسرائيل)
ولا تعنيها بشيء الدماء الزكية التي تُسفك على أرض الشام
قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية رايان كليها في 23\8\2012م إن استمرار العنف في سوريا يقوّي الجماعات الجهادية مما يثير قلق المجتمع الدولي، ولفت إلى أن مستقبل سوريا يقرره شعبها وليس أي طرف خارجي مثل هذه الجماعات. ونفى كلاهما -في حديث ليونايتدبرس إنترناشيونال- أن يكون أوباما بدأ يميل إلى الخيار العسكري في سوريا بعد تحذيره نظامها بشأن الأسلحة الكيميائية، وأضاف: "بدأنا عملية النظر في الخطط للمرحلة الراهنة، لكننا لم نتخذ أي قرار". ونقلت صحيفة لوس أنجلوس تايمز عن مسؤولين أمريكيين أن وزارة الدفاع (بنتاجون) أعدت خططاً طارئة لإرسال قوات متخصصة إلى سوريا إذا ما قرر البيت الأبيض تأمين مستودعات الأسلحة الكيميائية. وكشفت الصحيفة أن الأقمار الاصطناعية وطائرات الاستطلاع تقوم حالياً بمراقبة جزئية للمستودعات. هذا وكان باراك أوباما قد أكد أن استعمال النظام السوري للأسلحة الكيماوية هو خط أحمر لن تسكت أمريكا عنه.
إن مثل هذا التصريح الرسمي يفضح موقف أمريكا القذر تجاه ما يحدث في سوريا، فهي أدركت إسلامية ثورة الشام وعبرت عن قلقها وقلق المجتمع الدولي معها منه، وعلى المسلمين إدراك حقيقة موقف أمريكا العدائي هذا من الإسلام، وعليهم أن يتخذوها عدواً، وأن يواجهوها بما تخاف منه لا أن يتخلوا عنه، وأن يحرِّموا على أي طرف سياسي أن يطلب مساعدتها في الحل أو أن يتخذها وسيطاً وإلا فقد شاركها في العداء للمسلمين... ويفضح موقف أمريكا بإعلانه نفي نيتها القيام بأي عمل عسكري حتى الآن ضد بشار؛ وذلك لأنه عميل لها، بل كل ما تسعى إليه هو انتقال سلمي سياسي للسلطة يتم فيه استبدال حاكم عميل لها بحاكم عميل آخر، وتأمين مخرج آمن للمجرم بشار كما وعدته لأن كل ما يرتكبه من جرائم بحق المسلمين العزَّل هو من ضمن تخطيطها لإيصال عميلها الجديد... ويفضح موقف أمريكا تجاه كل ما يسال من دماء المسلمين الزكية في سوريا، وما يحدث فيها من دمار، وما يقوم به المجرم بشار من استعمال الطيران الحربي في غارات على المدنيين وقصف لهم بالمدفعية والصواريخ الثقيلة وإزهاق أرواح النساء والأطفال والشيوخ؛ فكل هذا لا يعني أمريكا بشيء، ولا يشكل خطاً أحمر عندها، بل على العكس هو يحمل ضوءاً أخضر منها لعميلها المجرم بشار باعتبار أن ما يرتكبه هو ضمن خطتها في إيصال الحاكم العميل البديل. إن ما يشكل خطاً أحمر عند أمريكا هو فقط ما يهدِّد وجود (إسرائيل) أو يمس مصالحها ونفوذها في هذه المنطقة. وإن مما يهدِّد نفوذها ومصالحها هو وصول الإسلام السياسي إلى سدة الحكم. وصدق الله العظيم حين قال:(قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَر).
ثم إن قول المتحدث الأمريكي: "إن مستقبل سوريا يقرره شعبها"، هو قول حق يريد هو وأسياده به باطلاً، وإننا نقول له ولأسياده: نعم، لقد قرروه وانتهوا، ولا مكان فيه لأمريكا ولا لسواها من دول الغرب الرأسمالي الكافر، إن شاء الله تعالى، بل سيكون الأمر فيه لله وحده، وسيكون، بإذن الله تعالى، خلافة على منهاج النبوة، تعرف أمريكا وأمثالها من أعداء المسلمين حقيقةً ماذا تعنيه من قطع دابرهم والقضاء على حضارتهم الضالَّة المـُضِلَّة.
أيها المسلمون الثائرون الصادقون في شآم الخير: لا تأخذكم جعجعة مثل هذه التصريحات، فهي لا تخوف أحداً، بل إن ما عندكم هو الذي يخوف أعداءكم، فقد نصركم الله تعالى بالرعب، ونصركم بجنود لا ترونها. فأنتم المنصورون، بإذن الله، ما كنتم مع الله، وما ثباتكم إلا قطرات الغيث الأولى التي تتنزل على أهل الشام وأرضها المباركة لتنبت شجرة الإسلام الطيبة. واذكروا قول الله تعالى: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) وقوله سبحانه:(فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير- ولاية سوريا المهندس هشام البابا