بسم الله الرحمن الرحيم
قرارات حكام المسلمين في مؤتمر مكة
خيانة لدماء المسلمين التي تسفك في سوريا، والتي هي أعظم حرمة عند الله من حرمة البيت الحرام الذي يجتمعون بجواره
عقدت "منظمة التعاون الإسلامي" الذي يضم 57 بلداً إسلامياً مؤتمر "قمة التضامن الإسلامي" في 26 و 27 رمضان 1433هـ الموافق 14 و 15\8\2012م في مكة المكرمة وفي ليلة القدر حيث يُفرق فيها كل أمر حكيم. وقد تضمَّن البيان الختامي "تعليق عضوية الجمهورية العربية السورية في منظمة التعاون الإسلامي" بسبب "تعنت السلطات السورية وتمسكها بحسم الموقف من خلال الحل العسكري" وحمـَّل المؤتمر السلطات السورية مسؤولية استمرار أعمال العنف وتدمير الممتلكات وتصاعد وتيرة القتل التي راح ضحيتها آلاف المدنيين العزل وارتكاب المجازر في المدن والقرى في يد السلطات السورية.
إن أول ما نسجله على هذه المنظمة أنها تمثل قمة الضعف الإسلامي، أعضاؤها متنافرو القلوب متعددو الولاءات يعانون من انعدام الوزن في السياسة الدولية والإقليمية، وهم يعقدون مؤتمراتهم بعدما تَرِدُهم إشارات الأسياد ثم يعودون بعدها إلى نومة أهل الكهف سنين عدداً، فآخر مؤتمر عقد لهم قبل هذا المؤتمر كان في عام 2005م حيث أصدروا "بلاغ مكة" ولم يبلغ منه للمسلمين شيء، وها هم في هذا المؤتمر يصدرون "وثيقة مكة" ولا يتوقع أحدٌ، حتى هم، منها شيئاً؛ لذلك نتوجه إلى المسلمين الذين نطمع دائماً باستجابتهم لأن الخير فيهم كامن وظاهر ويشهد بذلك الشرع والواقع:
إن هؤلاء الحكام هم أساس وجود مشاكل المسلمين وذلك بسبب بعدهم عن الإسلام وعمالاتهم للغرب وخياناتهم لربهم ودينهم والمسلمين، ولا يختلف أي حاكم من هؤلاء الحكام المجتمعين عن حاكم سوريا البالغ الإجرام، وإن أي حاكم من هؤلاء سيواجه شعبه كما يفعل بشار إذا ما قام عليه هذا الشعب مطالباً إياه بالإصلاح؛ لذلك لا ترجوا الخير منهم لأنهم ليسوا من أهله.
لو كان هؤلاء الحكام المجتمعون صادقين لأمدوكم بمال وسلاح، بل إنهم يتخوفون، تماماً كما يتخوف الغرب، من إسلامكم من أن يرتد عليهم. بل إن لهم شروطاً هي كشروط أسيادهم، وهي أن تبتعدوا عن الإسلام السياسي، وأن تتبنوا الحكم المدني، وهذا بالذات ما تشترطه السعودية وقطر، فأي استجابة من الله سبحانه وتعالى لأمثال هؤلاء الذين أظهرت دعايتهم أنهم عقدوا مؤتمرهم هذا في البلد الحرام، في الشهر الفضيل، في ليلة القدر المباركة التي يُفرَق فيها من الله كل أمر حكيم، إنه أمر يخادعون الله فيه ويخادعونكم، وما يخدعون إلا أنفسهم. ولو كان هؤلاء يفقهون لعلموا من الشرع أن حرمة دم المسلم الواحد أعظم عند الله من حرمة البيت الحرام الذي يجتمعون بجواره.
إن أول عمل شرعي يجب أن يقوم به هؤلاء الحكام المجتمعون في هذا المؤتمر هو أن يجتمع عزمهم على تحكيم شرع الله، فيعطوا للأمة حقها في اختيار حاكمها، الخليفة الراشد، الذي يحكمها بالإسلام، ومن ثَمَّ يجتمع المسلمون في بلاد واحدة على صعيد واحد وهو عبادة الله سبحانه، فتُجيَّش عندها الجيوش وتحرر البلاد من فلسطين إلى كشمير إلى الشيشان إلى أفغانستان إلى بورما... فليس بمثل هذه المؤتمرات، ولا بأمثال هؤلاء الحكام يمكن أن يقوم أمر الله!
إن مثل هذا الكلام قد يبدو بعيداً على هؤلاء الحكام أن يفعلوا مثله لأنهم بعيدون عن ذلك، ولكن الأمة قريبة منه كثيراً، وهي مشتاقة له ولبيعة خليفة، وهي باتت مقتنعة بأن لا خلاص لها إلا بدينها، وبإقامة الخلافة تحديداً، وهذا ما يحذَرُ منه الغرب ويحذِّر منه عملاءه من أمثال هؤلاء الحكام المجتمعين في هذا المؤتمر، والذين تلاقت أهواؤهم واجتمعت كلمتهم على إبعاد المسلمين عن الحكم بالإسلام.
أيها المسلمون الصادقون في بلاد الشام، عقر دار الإسلام:
إننا في حزب التحرير نبشر المسلمين الذين يشتاقون لبيعة الخليفة بأن الأمة على أبواب إقامة الخلافة الراشدة في أرض الشام عقر دار الإسلام. فالثباتَ الثباتَ يا أهل الشام الأبطال، وإننا ندعوكم وندعو المسلمين في كل بلاد الإسلام أن تنتفضوا وتعلنوا رفضكم لما يقترفه الحكام الخونة في جوار الحرم من رقص على جراح الأمة، وتنكروا عليهم تخاذلهم، وتعملوا على إسقاطهم وتخليص المسلمين من شرورهم، كما ندعو جيوش المسلمين في العالم الإسلامي إلى أن يكون ولاؤهم لله وحده لا لهؤلاء الحكام الذين بات لا يخفى حالهم على أحد، وبالتالي دعم ومؤازرة المسلمين الثائرين في الشام الأبية بتقديم واجب النصرة لهم والنصرة لدين الله، وإزالة كل حاجز يمنعهم من ذلك ليكون مقدمةً لتحقيق النصر الذي وعد الله تعالى المؤمنين به في قوله: (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد)
28 من رمــضان 1433
الموافق 2012/08/16م
حزب التحرير - ولاية سوريا