التاريخ الهجري 06 من رمــضان 1433
التاريخ الميلادي 2012/07/25م
رقم الإصدار:SY-07-7/2012
إن التبرع بالمال للمسلمين في سوريا لتثبيتهم في ثورتهم هو أمرٌ واجبٌ شرعاً
ولكنَّ قَصْرَ الأمر على هذا بدل تحريك الجيوش لنصرتهم هو خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين
في الوقت الذي يستحرُّ فيه القتل والتدمير والتهجير للمسلمين في سوريا، وفي الوقت الذي يلوِّح نظام المجرم بشار باستخدام الأسلحة الفتاكة الجرثومية والكيماوية ضد المسلمين في سوريا، أطلق ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز يوم الاثنين في 23/07/2012م حملة وطنية للتبرع للشعب السوري وقد دعا أيضاً إلى عقد مؤتمر إسلامي "استثنائي" في أواخر شهر رمضان الحالي الموافق في 14 آب/أغسطس القادم، في مدينة مكة المكرمة. وفي هذا المشهد المؤلم يحق لكل مسلم غيورٍ أن يسأل: إلى متى يستمر الحكام الخونة في تصريف شؤون المسلمين وطاقاتهم وحتى غضبتهم إذا غضبوا في أعمالٍ تخدّر وتلهي عن القيام بالواجب الشرعي؟!
أبعد العدوان والطغيان الذي استمر طوال سبعة عشر شهراً، وبعد المهل والمسرحيات المفضوحة في عقوبات من هنا وطرد سفير من هناك، وفي ظلِّ المذابح الوحشية التي تُشن علينا في الشام عقر دار الإسلام، يدعو حكام نجد والحجاز إلى حملة تبرعات "وطنية" ومؤتمر استثنائي عاجل بعد أكثر من عشرين يوما؟! ألا ساء ما يفعلون وما يقررون. أعجزت خزينة الدولة عن إخراج الملايين بل المليارات من أموال المسلمين المنهوبة، لمساعدة أهل الشام؟ أم إنه ذرٌ للرماد في العيون وكلمات حق لم يُرد منها إلا باطلاً؟ وأصدق الوصف لهم قوله تعالى: {وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ}-التوبة 46.
أيها المسلمون الثائرون: إن أعمالكم وتضحياتكم قد شابهت أعمال الصحابة الكرام وتضحياتهم، وإنكم تستحقون قيادةً واعيةً مخلصةً لله ولدين الله ولعباد الله المؤمنين، تستحقون النصرة الحقيقية التي أجاب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن سالم الخزاعي يوم أصابه العدوان فأجابه الرسول بقوله: "نصرت يا عمرو بن سالم، والله لأمنعنكم مما أمنع نفسي منه". ودعا الله قائلاً "اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها" وكان فتح مكة عزاً للإسلام والمسلمين.
لهذا وتبياناً للحق نقول إن التبرع بالمال والإغاثة العاجلة للمسلمين في سوريا لتثبيتهم في ثورتهم ضد هذه العصابة المجرمة هو أمرٌ واجبٌ شرعاً، ولكن قَصْرَ الأمر على هذا هو خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين لأنّ الله تعالى أوجب النصرة للمسلمين المستضعفين فالواجب شرعاً على حكام المسلمين هو تحريك الجيوش قبل تحريك الجيوب لنصرة أهل الشام، قال تعالى: (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ.. ).
وإن حزب التحرير يدعوكم أن تتمموا أعمالكم الصالحات في هذا الشهر المبارك بالالتزام الكامل بشرع الله بعد إسقاط النظام وذلك بإقامة الخلافة الإسلامية خلافة على منهاج النبوة، تقيم العدل وترعى كل الناس بأرقى الأحكام، وتعيد للأمة كرامتها وعزها فيعود المعتصم معتصماً يُستنجد به ويُتقى به. قال تعالى: (اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُم مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ).
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
المهندس هشام البابا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية سوريا