التاريخ الهجري 06 من رجب 1433
التاريخ الميلادي 2012/05/27م
رقم الإصدار:21 / 12
بيان صحفي
اجعلوها ثورة على النظام الجمهوري الكافر ولا ترضوا عن نظام الخلافة بديلا
أسفرت الانتخابات الرئاسية في مصر والتي أجريت يومي 23 و24/5 عن حصر المنافسة بين الدكتور محمد مرسي والفريق أحمد شفيق في جولة الإعادة يومي 16 و17\6، وهو ما شكل صدمة مروعة لشباب الثورة الذين يخشون إعادة إنتاج النظام القديم، بوصول آخر رئيس وزراء للمخلوع حسني مبارك إلى كرسي الرئاسة. مما حدا بكل القوى الإسلامية والثورية للتنادي لاجتماع طارئ لبحث كيف يمكنهم الوصول إلى صيغة توافقية بضمانات مكتوبة من حزب الحرية والعدالة لكل الفرقاء السياسيين، الذين يتخوفون من هيمنة الإخوان المسلمين على كل مفاصل السلطة في مصر. وكأن الجميع كانوا في "غيابت الجب"، أو كانوا في سُبات عميق، وإذا بهم يتنادون الآن: "يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا"، فهل يمكن أن نعود إلى نقطة الصفر ... ؟!
إنكم ولا شك قد عدتم إلى نقطة الصفر يوم ظننتم أن ثورتكم العظيمة قد أُنجِزت بدحرجة رأس النظام فحسب، بينما جسم النظام ما زال قائماً ومتحكماً بمواقع القرار الحقيقي في البلد، أليس المجلس العسكري هو امتداداً لنظام مبارك الفاسد؟ أليس النظام الجمهوري الذي يحكم أرض الكنانة الآن، هو النظام نفسه الذي كان يحكم أيام النظام السابق؟ أليس هو نظام كفرٍ مبنياً على غير العقيدة الإسلامية؟ لأنه مبنيٌ على أساس العقيدة الرأسمالية، عقيدة فصل الدين عن الحياة، فهو نظامٌ يقوم على حكم الشعب لنفسه، فالشعب هو صاحب السيادة في سن القوانين والتشريعات بما تصوّت عليه الأغلبية بغض النظر عن كونها حلالاً أم حراماً، موافقة لأحكام الله أم مخالفةً لها، فالشرعية في هذا النظام هي ما تقرره الأغلبية من الشعب. وهذه مخالفة صريحة لقوله تعالى: "إِنْ الحُكْمُ إلَّا لِله"، ولقوله: "وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُم الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ".
لقد كان الواجب عليكم أن تقتلعوا هذا النظام من جذوره، لا أن تعيدوا إنتاجه من جديد، بدخولكم في منافسة "ديمقراطية" مع من قمتم بخلعه، وثرتم على فساده. إن هذا النظام الذي ما زلتم ترغبون في رئاسته هو نظام فاسد، أنتجه الغرب الكافر وروّجه لكم فأعمى بصيرتكم وبصركم عن النظام الرباني الذي بيّنه لكم ربُّكم وفَصَّله لكم نبيُّكم، ألا وهو نظام الخلافة الإسلامية.
إن الخلافةَ فقط، هي نظام الحكم في الإسلام الذي شرّعه رب العالمين، ولم يعرف المسلمون غيرها، ولم يحيدوا عنها قيد شعرة، وهي السبيل الوحيد لتطبيق شرع الله تطبيقاً كاملاً شاملاً يعيد الحياة الإسلامية لمعترك الحياة، وبها يُحمل الإسلام إلى العالم، وهي السبيل الوحيد لوحدة المسلمين وعزهم وقوتهم وإشاعة العدل بينهم وبين جميع الناس.
أيها المسلمون: إننا نحذركم مما يحاك ضدكم لخداعكم من قبل النظام الذي يتلاعب بكم، فاجعلوها ثورة حتى الخلافة، فلا ترضوا عنها بديلا.
{فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى، وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية مصر