بسم الله الرحمن الرحيم
أميركا وعصابة الأسد وعملاؤهم في لبنان مع (إسرائيل)
متواطئون جميعاً للقضاء على ثورة الشام وأنصارها في لبنان
منذ أن انطلقت ثورة الشام المباركة في آذار من العام الماضي تعاملت معها القوى الدولية والإقليمية والمحلية في لبنان تعاملاً مختلفاً عن كل ما سبقها من ثورات المنطقة.
أما عصابة الأسد فارتكبت المجازر الوحشية حفاظًا على هيمنتها على سوريا، إذ تنظر إليها بوصفها مزرعة لها، وترى الناس عبيداً عندها في هذه المزرعة.
وأما أميركا فخافت من الثورة لأنها هددت نظامًا عميلاً لها لطالما قدّم لها أجلَّ الخدمات حفاظًا على مصالحها في المنطقة، فقررت أن تمد بعمره وأذنت له بارتكاب المجازر إنهاكًا للثورة ريثما تجد بديلاً يمكن أن يحفظ لها نفوذها في سوريا، لكنها خسئت بفضل الله تعالى، إذ لم تتمكن من إنهاك الثوار، ولم تتمكن من العثور على بديل يتولى السلطة في خدمتها.
وأما إيران فخافت من الثورة لأن عصابة الأسد هي ركن أساسي في محورها الذي تتزعمه بالتواطؤ مع أميركا والذي يمتد من بلاد فارس مرورًا بالعراق وسوريا ولبنان وصولاً إلى فلسطين.
وأما (إسرائيل) فقد أرّقها خطر سقوط النظام الذي لطالما حفظ جبهة الجولان هادئة وتحكم ببنادق المقاومة وأجهضها على مدى عشرات السنين.
وفي لبنان، فإن أتباع إيران والنظام الأسدي وبعض زعماء الطوائف قد نذروا أنفسهم دفاعًا عن هذا النظام المجرم بوصفه الداعم لهم في مواجهة خطر مزعوم على الأقليات في حال سقوط عصابة الأسد.
وهؤلاء جميعًا قد اشتركوا في خوف واحد من مستقبل سوريا المشرق، ولا سيما مع اتضاح إسلامية الثورة شهرًا بعد شهر وتوجهها نحو إقامة دولة إسلامية تعيد بسط سيادة الشرع وسلطان الأمة، وتشكِّل كما كتب وزير الخارجية الأميركي الأسبق كيسنجر استقطابًا للمنطقة بأكملها. أي هم جميعا يخشون أن يؤتي مشروع الخلافة أكله ويرتكز في بلاد الشام. لذلك اتفقت إرادة هؤلاء الأعداء جميعاً على عزل ثورة الشام، بمنع نصرتها وإمدادها بأسباب القوة السياسية والمعنوية والمادية، في محاولة منهم لإطالة عمر النظام الأسدي، كما أنهم يحتاطون لاحتمال سقوط هذا النظام تحت ضربات أبطال الشام قبل تمكين عميل على شاكلته يخلفه، وذلك بأن يعزلوا سوريا المحررة الجديدة عن محيطها بخنقها ومنع تمدد ثورتها إلى بقية بلاد الشام والعراق وسائر العالم الإسلامي.
وهنا في لبنان فقد سارع بعض المغامرين الحمقى من رؤوس بعض الأجهزة الأمنية إلى تلبية الأوامر التي اتفقت عليها إرادة الأميركيين والإيرانيين والأسديين بتعقب مناصري ثورة الشام وقمعهم، بل وقتلهم. فبعد حملة من الاعتقالات طالت العشرات من الثوار السوريين وأنصارهم في لبنان، جاءت الممارسات الرعناء التي تمثلت في أسلوب اعتقال الشاب شادي المولوي ثم في محاولة خطف الجريحين من مستشفى الزهراء في طرابلس ثم في الجريمة النكراء التي ارتكبها أحد الضباط في عكار بقتل فضيلة الشيخ أحمد عبد الواحد ورفيقه محمد مرعب رحمهما الله. وقد أتى ذلك كله في أجواء احتقان امتدت سنوات بسبب الجريمة المنهجية التي ترتكبها السلطات اللبنانية المتعاقبة بحق المئات من الشبان المعتقلين في السجون ظلمًا وعدوانًا دون محاكمة. فاكتملت أمام أعين الناس صورة بدأت ترتسم منذ سنوات، وهي أن الحلف الدولي الإقليمي المحلي اللئيم ينظر إلى التيار الإسلامي الذي يقف في مواجهته بوصفه العدو اللدود الذي تستباح كل أشكال التعامل القذر معه، من ملاحقة وتضييق وتعذيب واحتجاز لسنوات دون محاكمة... وصولاً إلى القتل العمد، عدا عن الحملة الإعلامية الماكرة لتشويه صورته وصورة الإسلام من خلاله.
إن هذا الحلف اللئيم الذي رمى ثورة الشام وأنصارها في لبنان عن قوس واحدة يستدعي إلى ذاكرتنا الحلف الذي أنشأته قريش من قبائل العرب المشركة وقبائل يهود ومنافقي المدينة ضد دولة رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة للقضاء عليها واستئصال شأفة المسلمين فيها والذي عرف بغزوة الأحزاب، فباء حلفهم بالفشل وردهم الله على أعقابهم خاسئين بعد أن اكتملت أسباب تفوقهم المادية، وأنزل الله تعالى قوله: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا).
أيها المسلمون في لبنان:
لطالما كنتم مستهدفين إذلالاً وإرغامًا وقمعًا منذ أن أنشأت فرنسا هذا الكيان وفصلتكم به عن أمتكم وجعلتكم مواطنين من الدرجة الثانية وحولتكم إلى (طائفة) من طوائف لبنان "الصغير". واليوم يريد خصومكم في لبنان لهذا الكيان أن يكون حصناً يتحصنون به من دولة الخلافة القادمة، ويريدون لكم أن تكونوا سجناء خانعين خاضعين في هذا الحصن الصغير. وها أنتم بفضل الله تعالى أفشلتم بانتفاضتكم في طرابلس وعكار والبقاع هذا المخطط اللئيم فاستمروا في هذه المواجهة التاريخية وأفشلوا خطتهم وامضوا في نصرة ثورة الشام المباركة، واحذروا أن تكونوا وقودًا عند الأطراف المتنازعة من هذا الفريق أو ذاك في لبنان، فولاؤكم غير ولائهم وقضيتكم غير قضيتهم. فأنتم تنصرون ثورة الشام لأن ولاءكم هو لله ولرسوله وللمؤمنين، أما زعماء لبنان فهم يحاربون الثورة أو يتاجرون بدعمها في تنازع بينهم على المزرعة اللبنانية.
وارفعوا في هذا المخاض شعارًا لكم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: )ألا إن عقر دار المؤمنين الشام(
01 من رجب 1433
الموافق 2012/05/22م
حزب التحرير
ولاية لبنان