نشر معهد جيمستاون مقالا حول نشاط حزب التحرير في روسيا، وإليكم ترجمة ما جاء فيه:
ابتدأ الكاتب مقاله بالقول، ظهر في الآونة الأخيرة الكثير من التقارير الإخبارية حول تنظيم حزب التحرير الإسلامي في روسيا. وكانت المحكمة العليا الروسية قد وضعت هذا التنظيم على لائحة التنظيمات الإرهابية، وبالتالي حظرت نشاطاته في البلاد. حزب التحرير هو تنظيم عالمي ينتشر في العالم الإسلامي السني، وهو محظور في مصر وألمانيا وجميع دول آسيا الوسطى. وقد يتساءل المرء عن علاقة هذا التنظيم بشمال القوقاز.
وأضاف، ما زالت وكالات الأجهزة الأمنية التابعة لإنغوشيا تجد أتباعاً لحزب التحرير في الجمهورية. وقد كان مراد ياندييف الذي يعمل محاسبا في منظمة حقوق الإنسان "ماشر"، كان واحدا من بين الأربعة الذي تم اعتقالهم للاشتباه بانتمائهم لهذا التنظيم الإسلامي. ووجدت الشرطة مؤلفات متطرفة للحزب في البيت الذي اعتقلوه منه. وقد أعلن رئيس منظمة "ماشر" أنّه لم يسمع أحدا في إنغوشيا بحزب التحرير. ومع ذلك فإنّه بمجرد سماع اسم حزب التحرير في روسيا، أعلن بعض الخبراء بسرعة مثل احمد باررليكابوف ورومان سيلانتييف أنّ الحزب كان يتقدم في شمال القوقاز، منافساً السلفية.
ورد الكاتب بالقول، أنّ هذا الاستنتاج غير دقيق، لأنّ أيديولوجية حزب التحرير لا تتناقض مع السلفية، بل على النقيض من ذلك، فكلاهما يشكلان جزءا من برنامج الإسلام الراديكالي. والحقيقة هي أنّ استخدام السلفيين لأدبيات حزب التحرير يؤكد أنّ الحركتين الإسلاميتين لديهما الكثير من القواسم المشتركة، بدءاً من الهدف وانتهاءً بالطريقة للإمساك بالسلطة في الكثير من الدول. لذلك فإنّ اعتبارهما متنافسان يتزاحمان للسيطرة على المناطق لا علاقة له بالحقيقة.
وأكد الكاتب تخوف الروس من حزب التحرير فقال، لا تزال السلطات الروسية متخوفة من صورة حزب التحرير، ليس فقط في شمال القوقاز، بل في جميع أنحاء البلاد، حيث بدأت السلطات تنتبه لهذا التنظيم منذ بداية اعتقالات المسلمين في تترستان، حين ظهرت جماعات إسلامية هناك لا تعترف بسلطة رجال الدين المسلمين الرسميين، ما أدّى إلى جلب انتباه الأجهزة الأمنية الروسية بسرعة.
واستطرد قائلاً، محاكمات أعضاء حزب التحرير ليست نادرة في تترستان، ويمكن ملاحظة نفس الشيء في بشكورتستان المجاورة. فبتاريخ 23/2/2012 أدانت محكمة محلية في بشكورتستان أربعة من السكان المحليين على أنهم أعضاء في خلية متطرفة من حزب التحرير، وقبل ذلك تم تقديم أشخاص آخرين يُشتبه بمشاركتهم في تنظيمات إسلامية. وقد أعلنت السلطات أيضاً أنها اعتقلت أعضاء من حزب التحرير في نفس موسكو، لذلك يجب تفسير هذه الأحداث على أنها حلقات من سلسلة، ولا يجب النظر إلى الجماعات على أنها تنظيمات مختلفة تتنافس مع بعضها للتأثير في المجتمع المسلم في روسيا.
وأضاف بأنّ هناك العشرات من المعتقلين الذين يقبعون في السجون الروسية بسبب مشاركتهم في تنظيمات إسلامية متطرفة عديدة، ويجب ملاحظة أنّ قادة حزب التحرير الإسلامي الموجودين في روسيا هم من أصول أوزبكية وطاجيكية ومن دول آسيا الوسطى الأخرى.
وفي مقارنة بين حزب التحرير وجماعات المقاومة في شمال القوقاز يقول الكاتب أنّ حزب التحرير يضع تركيزه لجلب أكبر عدد ممكن من المسلمين إلى صفوفه لتغيير خريطة المنطقة. أما الجماعات فإنها تحاول إنشاء تكتلات في روسيا من أجل أن تساهم في انتصار المقاومة المسلحة في شمال القوقاز، ويخلص الكاتب إلى أنّ كلا الجهتين ما زالا في طور التشكيل في روسيا وغموض الخط الفاصل بينهما.
وينهي الكاتب مقاله بالقول، وهكذا فإنّ الحياة الإسلامية في روسيا أصبحت أكثر تنوعاً، الأمر الذي لا ترغب الحكومة في الاعتراف به، وإنّ وقف عملية دمج مسلمي روسيا في نظام التنظيمات الإسلامية العالمي في عصر الانترنت مستحيل الآن من الناحية العملية. ففي الوقت الذي تمكن فيه الاتحاد السوفيتي من إغلاق حدوده وحماية نفسه من التأثيرات الخارجية في السابق، فإنّ هذا لن يحدث في روسيا اليوم. ولم يستوعب الروس حتى الآن مدى التأثير الذي سيحققه المسلمون في المستقبل القريب. التأثير سوف لن يكون ظاهرة روسية بحتة بل سيكون التأثير جزءا من الاتجاه العام العالمي.
25/3/2012