محللون: حزب التحرير بالتأكيد الأضخم والأفضل تنظيمياً
وهو الوحيد من بين الأحزاب المحظورة التي يمكن أن يُطلق عليها اسم تنظيم جماهيري
نشر موقع "ايست أينجليان ديفيجن" مقالاً طويلاً تحت عنوان "حزب التحرير – تاريخه وإيديولوجيته" وإليكم ترجمة بعض المقتطفات كما وردت في المقال:
حزب التحرير الإسلامي، حزب محظور في الشرق الأوسط وجنوب آسيا وبعض الدول الأوروبية، وعلى ما يبدو أنّه لا يستخدم العنف في طريقته وهو تنظيم عالمي، وليس تنظيما سياسيا عاديا، ولا تنظيما ثوريا عنفيا، وليس إرهابيا لأنّه لا يستخدم العنف.
تم تأسيس حزب التحرير في سنة 1953 شرقي القدس على يد تقي الدين النبهاني. يرفض الحزب مبدأ الدولة السياسية الحديثة، كما أنّه يتبرأ من القومية والديمقراطية والرأسمالية والاشتراكية والمفاهيم الغريبة عن الإسلام، وبدلا من ذلك يسعى الحزب لإعادة بناء الخلافة الراشدة التي حكمت المسلمين عقب وفاة النبي محمد.
ما يُميّز حزب التحرير عن الإخوان المسلمين هو فهم الحزب المختلف للعلاقة بين التدين والسلطة، ففي الوقت الذي يقبل فيه الإخوان المسلمون بشرعية الدولة كإطار لتغيير المجتمع، فإنّ حزب التحرير يرفض شرعية الدول، ويركز بدلا من ذلك على تنقية النفوس من الداخل، الأمر الذي سيؤدي حتما إلى ثورة سياسية.
من الواضح أنّ حزب التحرير حركة لها بُعدٌ عظيم وهو منتشر في أجزاء عديدة من العالم. يُعتبر حزب التحرير بالنسبة للكثير من المحللين من أهم الأحزاب السياسية في آسيا الوسطى، وهو بالتأكيد الأضخم والأفضل تنظيمياً، ويدّعي البعض أنّه يُعتبر الحزب الوحيد من بين الأحزاب الإسلامية المحظورة في مناطق الاتحاد السوفييتي قديماً، الذي يمكن أن يُطلق عليه اسم تنظيم جماهيري، وهو يحظى بشعبية بين شباب المسلمين في أوروبا الغربية، وتشير المؤتمرات العالمية التي عُقدت في الولايات المتحدة وكندا في شهر تموز من العام 2009 إلى عودة ظهور نشاطات حزب التحرير هناك.
بسبب عمل الحزب في الخفاء- بحسب تعبير الموقع- في معظم دول العالم فإنّ عدد أعضائه في العالم غير معروف، لكن يُقدّر عدد أعضائه في آسيا الوسطى وحدها ما بين 20000 و 100000 عضو. تتألف قاعدته الشعبية من طلاب الجامعات والعاطلين عن العمل وعمال المصانع والمعلمين، ويبدو أيضاً أنّه يحرز تقدما كبيراً في السجون حيث يُقدّر أنّ له ما بين 7000 إلى 8000 عضو يقبعون في سجون أوزبكستان وحدها.
ويُعتبر الجنوب والجنوب الشرقي لآسيا قلعة لنشاطات حزب التحرير، ويدّعي الحزب أنّه جنّد عشرات الآلاف من الأعضاء في اندونيسيا. وفي الوقت الذي يصعب فيه التحقق من هذه الأرقام، فإنّ عدد المشاركين في مؤتمر حزب التحرير في اندونيسيا سنة 2007 يُقدّر ما بين 80000 إلى 100000 مشارك جاؤوا من جميع أنحاء العالم. ويقوم حزب التحرير بتنظيم احتجاجات ومظاهرات شعبية باستمرار في باكستان وبنغلادش. ومع أنّ مستوى الدعم الشعبي الذي يتلقاه الحزب غير واضح، إلّا أنّ حضوره في الجامعات يُشير إلى وجود استراتيجية تستهدف الطلاب. وللحزب أيضاً وجود مجهول القوة في أماكن أخرى مثل سوريا والعراق وتركيا وفلسطين ولبنان ومصر وتونس وباكستان والولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وروسيا وأوكرانيا.
كان نشاط حزب التحرير في سنة 2009 ملاحظاً، حيث شارك في حوارات ونشاطات شعبية مفتوحة ومؤتمرات في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا. وقد تم منع مؤتمره السنوي في سنة 2009 في الأراضي الفلسطينية من قبل السلطة الفلسطينية، وادّعى الحزب اعتقال المئات من نشطائه في الضفة الغربية. وكان حزب التحرير في سنة 2009 تحت المراقبة الحثيثة في بريطانيا، حيث كان الحديث من قبل كلا الحزبين العمال والمحافظين حول حظره منذ تفجيرات 2005 في لندن.
للحزب صراعات كثيرة مع السلطات حول العالم في سنة 2009، حيث تعرّض أعضاء الحزب للاعتقال باستمرار في آسيا الوسطى سنة 2009، وتم اعتقال ثلاثة أعضاء في منطقة "سيمفيربول" التابعة لأوكرانيا التي تتمتع بحكم ذاتي في شبه جزيرة القرم، وتمّ اعتقال حوالي 200 عضو من الحزب في عملية واسعة النطاق لمكافحة الإرهاب في 23 مقاطعة تركية في شهر تموز سنة 2009، وفي باكستان تمّ اعتقال 35 من أعضاء الحزب والمناصرين له تحت قانون مناهضة الإرهاب بتاريخ 17/10/2009، وكان من بينهم عالم ذرة، بينما تم اعتقال ثمانية أعضاء في كراتشي بتاريخ 8/3/2010، ونظم الحزب أيضاً مظاهرة ضدّ الحكومة الباكستانية وهجومها على التمرد في وادي سوات. وتم اعتقال 30 عضواً في شهر أيلول من العام 2009 في بنغلادش، وتبع ذلك بشهر حظر الحزب في البلاد، بيْد أن الحزب أظهر صموداً عند تنظيمه لمظاهرة في شهر فبراير سنة 2010 في دكا ودعوته للإطاحة بالحكومة الحالية. وفي غضون ذلك فإنّ اعتقال أعضاء حزب التحرير في آسيا الوسطى ما زال مستمرا وبانتظام.
22/3/2012