مؤتمر صحفي بمناسبة مرور سنة على انطلاق ثورة الشام

عقد رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية لبنان مؤتمراً صحافياً في طرابلس 14|3|2012 بمناسبة مرور سنة على انطلاق الثورة في الشام.

 

نص المؤتمر الصحفي

نصّ المؤتمر الصحافي الذي ألقاه رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير- ولاية لبنان أحمد القصص بمناسبة مرور سنة على انطلاق ثورة الشام، ولإعلان النشاط القادم في هذه المناسبة.

قال تعالى:

(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)

ها هو عام من البطولات والرجولة والملاحم قد مضى في بلاد الشام، على الرغم من أبشع ممارسات الإجرام والمجازر وانتهاك الأعراض التي يرتكبها واحد من أعتى الأنظمة الإجرامية في التاريخ، وعلى الرغم من تواطؤ أعتى القوى الدولية والإقليمية مع النظام الإجرامي في سوريا، وعلى رأسها دولة الاستكبار الكبرى الولايات المتحدة الأمريكية التي بات دعمها لهذا النظام أوضح من الشمس في رابعة النهار، فضلا عن كيان يهود وروسيا والصين وإيران وأتباعها في العراق ولبنان وجامعة الدول العربية التي تحولت إلى بؤرة تآمر على أهل سوريا وثورتهم.

فحين يصمد أهل سوريا عاماً كاملاً في وجه هذا الحلف اللئيم دون كلل ولا ملل ولا يأس، فهذا يعني أننا أمام ثورة ليست كسائر الثورات، بل هي تفوق كل الثورات التي سبقتها في المنطقة مجتمعةً، على ما في تلك الثورات من خير عظيم. وإن انتصار هذه الثورة المرتقب قريباً بإذن الله تعالى، سيكون له من النتائج والآثار ما لم يكن لأي من الثورات السابقة، وسيبدل موازين القوى لصالح هذه الأمة بإذن الله تعالى.

وبالانتقال إلى تداعيات الثورة واستحقاقاتها في لبنان نؤكّد المواقف التالية:

- أولا: في شأن النازحين:

على الرغم من التدابير الرسمية التي اتخذت لإيواء نسبة من النازحين والاهتمام بهم، لا تزال أعداد كبيرة من النازحين تعاني التشرّد وشظف العيش، ولا يجد كثير منهم مأوى يأوون إليه. فإلى متى سيبقى هؤلاء البؤساء يعانون ما يعانون دون أن يجدوا من يغيثهم. وبعد كل ذلك يخرج علينا يومياً من يحذر من تحوّل النازحين إلى مخيمات لاجئين على غرار المخيّمات الفلسطينية، وينادي بكلّ وقاحة بإغلاق الحدود أمام جميع النازحين، وكأن هؤلاء النازحين هم ليسوا من عداد البشر ولم نكن وإياهم في الأمس القريب أمة واحدة دون حدود سياسية تفصل بيننا، بل كأنهم أعداء ألداء. ما يؤكد أن للنظام السوري في لبنان ما له من الأعوان الذين يتواطؤون معه على أهل سوريا بكل لؤم وشراسة.

ثانيا: في العلاقات مع النظام السوري:

- لقد آن الأوان لكل شخصية أو هيئة سياسية في لبنان لا زالت تحتفظ بحبال مع النظم السوري أن تقطع هذه الحبال، ولا سيما أولئك الذين لطالما أعلنوا انتماءهم للأمة وتبني قضاياها العادلة. فكيف يليق بأي شخصية أو هيئة تحتفظ بحد أدنى من التدين أو القيم الخلقية أو الإنسانية أن تستمر في مؤازرة هذا النظام القاتل أو في تغطية جرائمه بشكل من الأشكال؟! أما الذين لا زالوا يدعمون النظام السوري بذريعة أنه نظام ممانع وأن الأولوية في التفكير السياسي يجب أن تكون لتحرير فلسطين، فنقول لهم:

إن الممانعة المزعومة للنظام السوري باتت نكتة سخيفة وأكذوبة لا تنطلي على أحد من العقلاء. وفضلاً عن ذلك نقول: إن نظامًا استعباديا كالنظام السوري ليس أهلاً لتحرير شبر من أرض فلسطين، بل إن المؤكد أن الطريق إلى تحرير فلسطين يمرّ عبر تحرير الأمة من الطغاة الذين استعبدوها. وإن أمة واجهت هذا النظام السفاح بهذا الثبات وتلك الشجاعة عامًا كاملاً لكفيلة بأن تحمل لواء الجهاد ضد كيان يهود، لا هؤلاء المجرمون الذين يضاهون دولة يهود في الإجرام والضلال.

وعليه فإن استقبال سفير نظام الإجرام في هذا البلد هو خطيئة من الخطايا التي تستوجب من فاعلها توبة نصوحاً واعتذاراً من المؤمنين، ولا سيّما أولئك الذين نالهم من الأذى والإجرام ما نالهم. وكان الواجب، ولا يزال، أن يطرد هذا السفير على الفور من لبنان، لكي لا يكون هذا البلد شريكا في المذبحة التي يمارسها النظام. قال عليه الصلاة والسلام:"ليس منا من أحدث حدثاً أو آوى محدثاً".

- ثالثًا: مكيدة تخويف الأقليات:

وأما عن التخويف المصطنع للأقليات في لبنان والمنطقة، فنقول للذين يثيرون هذه المخاوف لدى أبناء الطوائف: كفاكم متاجرة بهؤلاء الناس، فليس من تراث الإسلام ولا مفاهيمه أن يلغي المسلمون غيرهم من أهل الأديان أو أن يضطهدوهم. وهذا التاريخ هو خير شاهد على ذلك، بل إن أنظمة الجور والاستبداد هي التي أضرّت بأبناء الطوائف حين حاولت التترس بهم والاختباء وراءهم. وعليه فإن ما يسمى بحلف الأقليات هو أسوأ خيار يمكن أن يلجأ إليه أبناء الطوائف أو يُدفعوا إليه.

- رابعًا: في نصرة ثورة الشام:

إننا إذ نعلن تصميمنا على المضي قدماً ودون ترددٍ في نصرة الثورة حتى تحقق غايتها في إسقاط الطاغية نعلن أن موعد تحركّنا القادم في ذكرى مرور سنة على صمود أهلنا في سوريا هو بعد غد الجمعة، حيث ستنطلق بإذن الله تعالى مظاهرة حاشدة بعد صلاة الجمعة من الجامع المنصوري الكبير في طرابلس، لتأكيد الولاء والنصرة لأهل سوريا الأبطال، لنقول لهم: نحن على موعد معكم بعد أن تعيدوا الحكم إلى أهله، لنكون معاً على الدرب في توحيد الأمة وبلادها، واستعادة هويتها، إذ لن تؤتي الثورة أكلها إلا باستعادة الهوية وجمع الشمل من جديد.

للمزيد من التفاصيل